ما أحلى أن نعيش في بيت واحد في وطن واحد الحب للجميع والخير للجميع والدنيا تبقى، تبقى أمال للجميع مقطع جميل لأغنية حفظناها عن ظهر قلب ونحن صغار للرسوم المتحركة للفتى «سنان» لم نكن نعلم معناها ونحن براعم بريئة وكانت تجذبنا تلك الموسيقى الرائعة وحينما تأملت في كلماتها وأنا كبير عرفت قيمة تلك الأغنية وما كان يغرس فينا من أفكار هادفة وصور إيجابية عن حياتنا الاجتماعية . ما أحلى أن نعيش في بيت واحد التشرد والتشتت الأسري وما وصلت إليه العلاقات البشرية من إنحطاط فالإنزواء أصبح ميزة إنسان هذا العصر حتى أننا أصبحنا لا نقدر على جمع شمل كل أفراد العائلة على مائدة الغذاء أو العشاء وإذا ما وقع ذلك مرة أحسسنا بشعور غريب ما أحلى أن نعيش في وطن واحد «متى سيستفيق العرب من سباتهم العميق لتوحيد بلادهم ونرى وطنا واحدا وعلما وحدا لا عشرات الدول والرايات المختلفة وطن عربي كبير أسسه وحدة اللغة والعقيدة والمصير عاصمته القدس الشريف وحماته أبناء العرب جميعا إذا ما أنى بنواقشط جريح لمس جنبه في المنامة حكامه قطعوا عهدا على أنفسهم أمام الخالق على خدمة المخلوق لا يلهيهم على ذلك لا منصب ولاجاه ولا مال نظامه العدل والمساواة، شعاره الحب والخير للجميع نشيده بلاد العرب أوطاني وكل العرب أخواني، نموت جميعا ليحيا الوطن حلم جميل على واقع مرير لشعوب تهرول نحو مزيد من التفكك لهذا الوطن العربي الممزق قبليا وعرقيا وحتى دينيا زادت ديمقراطية الدبابة عبر ربيع عربي غير مشرق في معاناة أهله فوضى في تونس، مظاهرات في مصر إغتيالات في العراق ونيران في ليبيا ومطاردات في اليمن تهديم لسوريا وفرحة في إسرائيل بنجاح المخطط الأمريكي الصهيوني في تفكيك الوطن العربي الكبير (أكثر مما هو مفكك حاليا) إلى دويلات وإمارات مجهرية لا سيادة فيها ولا قيادة إيه ما أجمل أغنية «سنان» هذه وما تحمله من معاني سامية هل ستحقق الوحدة العربية المنشودة أم أنها ستبقى مجرد خطابات إستهلاكية ومزايدات سياسية على بعضنا البعض آه ما أروع الحلم وما أفزع اليقظة ...!