أعطيت مساء الخميس امام فندق ماسين بالواحة الحمراء تيميمون اشارة انطلاق موسم السياحة الصحراوية 2013 / 2014 بحضور اطارات القطاع واصحاب الوكالات السياحية وممثلي وسائل الاعلام . حيث دشن موازة مع هذه المناسبة فندق ماسين الذي من شانه ان يقدم خدماته للزوار خلال الموسم السياحي الجديد خاصة وان ادارة الفندق ابرمت اتفاقية مع شركة بندوم العالمية المتخصصة في تسيير الفنادق وتعتبر هذه اول تجربة لها بالجزائر . وستعطي هذه الاتفاقية دفعا قويا وتقدما من خلال الخدمات التي تقدمها للزوار والضيوف الوافدين الى منطقة تيميمون للاستمتاع بمناظرها الخلابة واكتشاف معالمها السياحية والاثرية الضاربة في اعماق التاريخ . وقد استمتع الوفد الزائر برحلة سياحية قادته الى قصور بلدية اولاد سعيد واطلع على النشاط الحرفي والصناعات اليدوية داخل المنازل والمحلات . وتعرف على نظام السقي التقليدي المتمثل في الفقارة باعتبارها موروثا تاريخيا وحضاريا وعالميا كبيرا بصفتها اقدم نظام مائي لسقي المزروعات في المناطق الصحراوية . وكان سكان تيميمون في الماضي يعتمدون على المداخيل السياحية وكانت ايضا قبلة للسنمائيين والرياضيين من داخل وخارج الوطن . ولازال سكانها يحنون الى مرحلة انتعاش الحركة السياحية .وقد ساهمت عدة عوامل في تراجع القطاع بالمنطقة لأسباب داخلية اثرت على الحركة السياحية . وتشكل المرافق جزء هاما في استراتيجية القطاع باعتبارها محطة تستقطب السواح . ومما لاشك فيه ان ابرز هذه المرافق واهمها فندق قورارة الساحر المطل على الواحة الجميلة الخلابة والسبخة العريقة وهو احدث الفنادق التابعة لقطاع التسيير السياحي للغرب ومجهز بأحدث الوسائل . * ملكة لكسمبورغ بفندق الواحة الحمراء وتفضل الوفود السياحية الاجنبية الاقامة بالمرافق التقليدية التي تعكس تراث المنطقة . وانطلاقا من هذه المرافق يباشر السواح جولاتهم لاستكشاف الصحراء وقد تستغرق الرحلة عدة اسابيع . السلطات العمومية وحرصا منها على فتح مجالات الاستثمار في القطاع السياحي اقرت عدة اجراءات تحفيزية امام الخواص لكن النصوص التشريعية تبدو غير كافية وان الكثيرين يرون ان للإدارة وجها اخر لا يعرفه الا من طرق باب الاستثمار . الواحة الحمراء لم تغير خريطتها ولاجمالها بعد فماتزال واحاتها واقفة تعد عشرات الالاف من النخيل التي تمد الجزائر ب (60) نوعا من التمور التي اتخذت اسماء زناتية كتقربوش وتينجوهر والحميرة وغيرها .وتشتهر المدينة ايضا بمغارة اغزر الشهيرة وهي مغارة كبيرة جدا وهي باردة صيفا ودافئة في فصل الشتاء وتمثل تراثا قديما . والمغارة فوقها قصر قديم يعود الى مئات السنين . ومن المعالم السياحية البارزة بوسط المدينة فندق الواحة الحمراء سابقا الذي بني عام 1920 وقد اقامت به ملكة لكسمبورغ يوم 25 افريل سنة 1927 ايام تنظيم رالي سيتروان . وزاره ايضا في الاربعينيات من القرن الماضي الامين الاممي السابق بيريس دي كويلار ولتيميمون مسجد سيدي موسى الذي يعود بناؤه الى (9) قرون ماضية وباب السودان عند مدخل المدينة القديم الذي كان بوابة للعبور الى افريقيا في قوافل تجارية تربط المشرق بالمغرب . وان كانت بلدية تيميمون قد قامت بإصلاحات وترميمات على مستوى بعض المعالم الاثرية الموجودة بإقليم البلدية . فان بلدية اولاد سعيد بمداخلها المحدودة لا يمكنها ان تقدم شيئا لهذه المعالم الاثرية السياحية فاهتمامها يقتصر على البحث على موارد اضافية لمياه الشرب ومواجهة زحف الرمال فقط .حتى ان التفكير في توفير الانارة داخل مغارة اغزر يبدو صعبا . * 100 زيارة سنويا بتيميمون ولان الفن كائن حيث يكون الانسان فلأهل تيميمون اهازيجهم الشعبية وفلكلورهم الذي يحيون به ليالي افراحهم . وتعد اهازيج اهليل ذي الاصول الزناتية القاسم المشترك بين جميع سكان منطقة قورارة . بالإضافة الى اهازيج الطبل ذي الاصل العربي والقرقابو ذي الاصول السودانية . ومن عادة اهل قورارة ان يحيوا حفلاتهم من منتصف الليل الى فجر اليوم الموالي وسط اهازيج اهليل حيث يصطفون رجلا الى جنب رجل في شكل دائري ويرددون اشعارا تتضمن بعض المديح النبوي . وتحتفل تيميمون بأكثر من (100) زيارة في العام وتعد زيارة اسبوع المولد النبوي الشريف بقصر زاوية سيدي الحاج بلقاسم من اكبر الوعدات التي تقام في الجزائر كلها اذ يحضرها الالاف من اهل المنطقة ومن خارجها . كما الف التيميمونيون والنساء على وجه الخصوص على زيارة زاوية لاله حيجه رحيم زوجة سيدي الحاج بلقاسم . وهي واحدة من النساء الصالحات اللواتي تمتد جذورهن الى منطقة تفيلالت . هناك ايضا زاوية لاله مروشه ولاله فاطمة وهما اختان للاله حيجه . وتعود عادة احياء الزيارات الى (8) قرون خلت . هي اذن تيميمون تمتد وسط العرق الغربي الكبير الذي تصل مساحته الى (8) الاف كيلومتر مربع ويعود تاريخ هذا العرق الغربي الكبير حسب المؤرخين الى (31) الفا سنة الى الوراء . كما ان اعلى مرتفع للكثبان الرملية به يصل الى (120) مترا فانطلاق الموسم السياحي الجديد فرصة يمكن استغلالها لإعادة بعث السياحة باعتبارها موردا هاما للاقتصاد الوطني قد تكون بديلا لثروة زائلة اسمها المحروقات .