*في سنة 2016 ستقفز طاقة إستعاب الطواف من 48 إلى 105 ألف طائف في الساعة *
من وراء اللقاء الذي جمع جريدة الجمهورية بالأستاذ عبدالحفيظ الثبيتي مسؤول الإدارة العامة بالحرم المكي تمكنت هذه الأخيرة الغوص والتعرف عن كثب ما يخص التوسعة الخاصة بالحرم المكي وكذا مدى إستعاب مستقبلا عدد المطوفين ، حيث أشار ذات المتحدث في بداية حديثه على أن الحرم المكي سيعرف توسعة هامة في المستقبل القريب وعليه ستنقسم هذه العملية إلى مراحل ، منها المرحلة الأولى التي مست منذ حوالي سنتين المسجد الحرام وساحاته الخارجية ، مما سيسمح لا محال باستعاب عند نهايتها ما يقارب نصف مليون مصلي دفعة واحدة ، وهذا نظرا لما سيشهده الحرم المكي من أعمال ضخمة سيستفيد منها حتما ضيوف الرحمن ، وييسر لهم إتمام مشاعرهم في أجواء إيمانية وروحانية آمنة ومطمئنة ، التوسعة لا تشمل يقول مسجد الحرم فقط وإنما هناك عمليات جوارية كثيرة ، تتمثل في شق الطرقات والبناءات وكذا رفع عدد من الجسور لتسهيل العملية المرورية للمركبات والسيارات وحتى الراجلين ، وقد رصدت الدولة لإنجاح هذه العملية الضخمة مبالغ مالية فاقت 68 مليار ريال سعودي " 45 مليار دولار " . توفير الإمكانيات المادية جعل من سرعة الإنجاز مطلباً أساسياً وهذا لاعتبارات عدة ، أهمها يقول إنه سيحل بإذن الله مشكلة الزحام التي لا زالت قائمة في مواسم الحج وشهر رمضان الكريم خاصة ، حيث يتضاعف أعداد زوار بيت الله الحرام ، ثم إن هذه التوسعة ستسمح بدون شك الرفع من الطاقة الاستيعابية الحالية التي باتت لا تلبي الطلب الكبير والمتزايد للحجاج والمعتمرين ، لذا فإن التوسعة ستكون شاملة ، هذا ما يمكننا الإستفادة من كل المساحات الداخلية والخارجية ، مع مراعاة طبعا الناحيتين الفنية والجمالية الخاصة بالطراز المعماري للحرم المكي ، إن مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة المكرّمة واصل قائلا ، الذي أعلن تفاصيله أمير منطقة مكة المكرّمة يتضمن كذلك إدراج عدة نقاط ، منها تطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرّمة ، إلى جانب تهيئة مخطط إدارة التنمية الحضرية وأخيرا معالجة أوضاع ازدحام حركة السير والمشاة في العاصمة المقدّسة ، حيث سيضاف مع المشروع عملية اكتمال الطرق الدائرية، وإيجاد من جهة أخرى محاور جديدة لسرعة تفريغ المسجد الحرام بعد أوقات الصلاة وفي وقت قياسي ، هذا يتطلب طبعا وضع مواقف عديدة ، خاصة عند تقاطع الطرق الدائرية مع الطرق الإشعاعية ، إلى جانب تنفيذ يقول مسارات للقطارات الحضرية وربطها بمسار قطار المشاعر ، هذا الشروع الضخم سينجز إنشاء الله في غضون ست سنوات ، التوسعة هذه يقول هي الأكبر على مر التاريخ ، ضف إلى أن مشروع بهذا الحجم في الحقيقة هو خيار اقتصادي واستراتيجي كذلك ، حيث أن أعداد القادمين للحج والعمرة كما ذكرت هم في تزايد مستمر ومن عام إلى آخر ، وهذا النمو يتطلب طبعا رفع في خدمات الإيواء بجميع أشكالها الهدف الأساسي مضاعفة الطاقة الاستيعابية التي يقدمها خاصة القطاع الخاص الذي ينمو بصفة طبيعية ويتماشى آليا مع نمو المشروع ، فهذه التوسعة ستضمن بإذن الله النمو المتوازن لأعداد الحجاج والمعتمرين ، كل هذا العمل كما ذكرت سيضاعف في آخر المطاف طاقة استيعاب للمصلين ، نٍظرا لتضاعف الحجاج والمعتمرين وبأعداد كبيرة ، إلا أن صحن المطاف بقي كما هو وبطاقته المحدودة ، مما استدعى إلى توسعته طبعا ، ومن هذا المنطلق جاء مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف ، إن طاقت إستعابه الحالية تبلغ 48 ألف طائف في الساعة وستصل إنشاء الله عند نهاية المشروع إلى 105 آلاف طائف في الساعة، ولتحقيق هذا المبتغى اعتمد المشروع على سياسة تقوم على إعادة ترتيب الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى، ما استلزم تخفيض عدد أعمدة الدور الأرضي بنسبة 30 %، وتخفيض عدد أعمدة الدور الأول بنسبة 75 %، ليكون إجمالي تخفيض عدد أعمدة الحرم بنسبة 44 %، مما سيمنح الطائفين شعوراً واضحاً بالسعة والراحة أثناء تأدية طوافهم ، كما سيتضمن المشروع إعادة إنشاء الحرم القديم والتوسعة السعودية الأولى وتوسعة المنطقة المحاذية للمسعى لتصبح عند نهاية الأشغال بعرض 50 مترا بدلاً من 20 مترا ، وبذلك سيتم إنشاء الله حل مشكلة الاختناق التي لا زال يواجهها الطواف إلى غاية اليوم . أما بخصوص تأهيل المنطقة المتواجدة بين الحرم المكي الحالي والتوسعة السعودية الثالثة سيتم إنشاء جسور للربط بينهما ، حيث روعي في التصميم الاختلاف الحالي في صحن المطاف ، هذا سيحتم تخفيض منسوب الحرم القديم ليصبح بمنسوب صحن المطاف ، وكذلك المسعى الذي أصبح بكامل عرض المبنى الجديد ما يحقق الارتباط والاتصال البصري بالكعبة المشرفة، وللحفاظ على الإرث التاريخي لعمارة الحرم الشريف ، قال محدثنا سيتم استخدام أحدث التقنيات مع إدراج أدق التفاصيل حفاظا على الأروقة القديمة وهذا باستخدام العناصر المعمارية التاريخية بشكل يتناسب مع التخطيط الجديد، أما المشروع في حد ذاته سيتم على ثلاث مراحل ، العمل به متواصل على مدار الأربع والعشرين ساعة، مؤخراً تم الإنتهاء من الدور العلوي من المطاف المؤقت ، حيث تم ربطناه بالتوسعة السعودية الأولى عبر الدور الأول كما يمكن ملاحظته، ما يسمح للطائفين استخدامه بأمان ، بعد انقضاء موسم حج هذا العام 2013 / 2014 سيستأنف العمل بإزالة الجزء الثاني من المباني، كما ستنتقل حركة الطواف إلى الجزء المتاح من الصحن والمطاف المؤقت بدوريه الأول والثاني، وتبدأ عندها أعمال الإنشاء للمرحلة الثانية بعد تركيب الأسوار العازلة لمنطقة العمل مع الإبقاء على بعض الأسوار الجزئية للمرحلة الأولى لأغراض التشطيب النهائي، وبعد حج 2014 / 2015 ستبدأ أعمال المرحلة الثالثة والأخيرة ، حيث سيتم تركيب أسوار العزل المؤقتة الخاصة بمنطقة العمل للمشروع بأعمال الإزالة والإنشاء مع بقاء جزئي لأسوار المرحلة الثانية والأولى لإنهاء أعمال التشطيب حتى نهاية شهر شعبان من عام 1436 هجرية الموافقة ل 2016 ميلادية ، ومع نهاية ذلك العام ستكون كافة الأسوار المؤقتة قد أزيلت مع ، حيث ستكون أعمال مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف قد اكتملت بإذن الله ليرتفع عدد الطائفين في المبنى بدون الطواف المؤقت حوالي 105 آلاف طائف في الساعة بعدما كان لا يتجاوز 48 ألف طائف ، ما يعني مضاعفة الطاقة الاستيعابية وهذا هو هدفنا .