قضت الأربعاء محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران على كل من (م ش) و شريكه (م ص) بالسجن النافذ مدة 12 سنة و هذا بعد متابعتهما بجناية الحيازة و المتاجرة في المتفجرات و للإشارة فإن المتهمين كانا في حالة فرار و قد صدر ضدهما حكم غيابي بالإعدام. حيثيات القضية تعود إلى 27 أكتوبر 2008 حين وصلت معلومات مؤكدة لمصالح الأمن مفادها أنه ثمة مجموعة متكونة من عدة أشخاص، تحوز على كمية من المتفجرات والألغام سيتم استعمالها تحقيقا لأهداف إرهابية ولأعمال إجرامية أخرى حيث كانت هذه المتفجرات مصورة في مشاهد فيديو محمل على هاتف نقال أحد المتورطين، فقد تم استغلال هذه المعلومات بربط الاتصال والتعامل مع عناصر هذه المجموعة بمعية عناصر الاستعلامات على مستوى مدينة مغنية، حيث تم الاتفاق على تسليم البضاعة بضواحي مدينة الغزوات، وعلى اثر ذلك قامت ذات المصالح برسم خطة محكمة من أجل استرجاع كمية المتفجرات والإيقاع بالعصابة، و هذا بعد وضع عون متسرب داخل العصابة ليتم بعدها تحديد هوية عناصرها أين قام هذا العون بإبرام صفقة مع أحد المتهمين الذي اتصل بأحد المشترين هذا الأخير طلب كمية من الألغام المضادة للأفراد والمعروفة باسم"بطاطا" مستفسرا منه عن ثمنها فاخبره بأن اللغم الواحد ب 800 دينار، فإتفق المتهم مع أفراد العصابة التي يترأسها احد الأشخاص المنحدر من قرية "الجبالة" بتلمسان والبالغ من العمر 30سنة علما أنها تتكون من 6 أفراد و قد نجحت في تحضير 230 لغما إلى جانب تحضير كمية من الفتيل البطيء بثمن 330 دينار للمتر الواحد و370 دينار للصاعق، و بعد أن تم تحديد مكان تسليم البضاعة بضواحي"السواحلية" نصبت قوات الأمن كمينا قبل وصول العصابة ، و قد أسفرت العملية عن توقيف أربعة أشخاص في المرحلة الأولى بحوزتهم 183 لغم مضاد للأفراد، وخلال المرحلة الثانية من العملية تم توقيف متهم أخر فيما بقي ستة عناصر في حالة فرار. حيث تبين من خلال البحث والتحري أن هذه العصابة تنشط بين مدينة مغنية والغزوات وأن مصدر تزويده بالمواد الأولية هم أشخاص ينحدرون من مدينة "بني درار" الحدودية مع المملكة المغربية وآخرون من مدينة عين الصفراء بجنوب البلاد، أين تشرف الجماعة الإجرامية على توفير الصواعق والفتيل البطيء والمتفجرات و يتم تمريرها عن طريق التهريب بالتعاون مع المتهم المكنى "ميشة"المتواجد في حالة فرار على مستوى الشريط الحدودي، أما بقية الجماعة الإجرامية بعين الصفراء بقيادة "محمد" فتتولى جمع وتفكيك الألغام مع تحضيرها للشحن فيما تتولى الجماعة الإجرامية بالسواحلية، بقيادة المتهم الماثل أمس أمام المحكمة بالنقل وتأمين الطريق مع التسويق وعمليات نقل الألغام من السواحلية إلى عين الصفراء تتم من طرف شركاء على متن سيارة"كليو"، أما المتهم الأخر فهو مكلف بالتسويق هو وبقية أفراد العصابة ومن خلال التحقيق الابتدائي توصل المحققون باستغلال كشوف المكالمات الهاتفية إلى أنها شبكة دولية تتاجر في المتفجرات ولوازمها من المغرب إلى التراب الجزائري فالجمهورية الليبية وفرنسا ليتم محاكمة أفرادها.