* أثمان الكيلوغرام تتراوح بين 2800 و 3500 دينار * إرتفاع عدد المنتجين من 159 الى 208 في 2014 * 17 نوعا غذائيا بامتياز عرفت عملية إنتاج العسل بأنواعه المختلفة بدائرتي مغنية وبني بوسعيد الحدوديتين سنة 2013 تحسنا، بعد سنوات من التراجع الذي شهدته، وحسب ما أفادت به مقاطعة المصالح الفلاحية لدائرة مغنية، التي تضم بلديات مغنية، بوغرارة، بني بوسعيد وسيدي مجاهد المعروفة بإنتاج مادة العسل، وإنتاج هذه المادة الغذائية الصحية تجاوز في العام الماضي سقف 129.28 قنطار، أي أكثر من طن من العسل، حيث تجاوز متوسط المردود في الخلية الواحدة التي تعتمد في تغذيتها على وجه الخصوص من أشجار الغابة والحمضيات بالنسبة لهذا الموسم حوالي 3 كلغ، إذ أرجع الأخصائيون ومربّو تربية النحل أسباب تحسن الإنتاج إلى عوامل تتمثل أبرزها في تواصل دعم الدولة للمنتجين الذين ارتفع عددهم من زهاء ال 159 سنة 2013 إلى أكثر من 208 حاليا على مستوى المقاطعة الفلاحية لدائرة مغنية فقط، حيث يناهز عدد الخلايا المنتجة لمادة العسل بدائرتي مغنية وبني بوسعيد عبر بلدياتهما ال 1376 خلية العام الماضي، مقارنة بالسنة الجارية أين تم تسجيل 2748 خلية منتجة بشكل مكثّف مخصّصة لإنتاج مشتقات العسل والباقي من الخلايا مستغلة في أغراض مختلفة تتعلق بتربية النحل وإنتاج العسل، وقد تمكّنت خلايا النحل من التغذية الطبيعية وفي الوقت المناسب. ومهما يكن، فإن هذا التحسن في الإنتاج الذي يبقي بعيدا عن إنتاج السنة الفارطة وما قبلها، لم يكن له تأثير إيجابي على أسعار هذه المادة المتداولة في السوق، حيث استقرت على حالتها المرتفعة ويتراوح سعرها بين 2800 دج و3500 دج للكلغ الواحد، خاصة وأن تربية النحل بهاته الدائرتين تنتشر على وجه الخصوص بالمناطق الجبلية المحيطة بالقرى والمناطق الريفية لبلديات الدائرتين المشهورة بتربية النحل كقرية الشبيكية، أولاد ملوك، بوركبة، المعازيز، سيدي يحي، بوسدرة، الكاف، عين تغاليميت، الزوية، حيداس، ربان، محمد صالح...وغيرها، حيث تتوفر على أشجار الكاليتوس والبساط الغابي وزراعة الحمضيات التي تعد المصدر الأساسي لتغذية النحل، وحسب المربين أن التكاليف الباهظة التي تقع على عاتق النحال جعلت من الأسعار مرتفعة نوعا ما، مناشدين في هذا السياق السلطات المعنية مساعدتهم وتقديم الدعم لهم حتى يتسنى لهم تخفيض أسعاره ويكون بالتالي في متناول جميع المواطنين من جهة، وجعله من جهة أخرى غداء للوقاية من مختلف الأمراض وليس الشتوية فقط. * صعوبة في التسويق ورغم الإنتاج الوفير لهذه المادة إلا أن الإشكال الذي لازال يطرحه منتجو العسل ببلديات هاتين الدائرتين وعلى مستوى بلديات ولاية تلمسان صعوبة تسويق منتوجهم الذي تتزايد كميته سنة بعد سنة، حيث يعد المشكل الأساسي الذي يواجهونه حاليا خاصة مع المنافسة الشديدة للمنتوج المستورد والذي لا يحمل - حسبهم - المواصفات الطبيعية الموجودة في العسل المحلي، وهو الأمر الذي دفع بأحد مربي النحل بقرى بلدية بوغرارة إلى مناشدة الدولة لمساعدة المربّين في البحث عن سبل كفيلة بتسويق منتوجهم للعسل الطبيعي الجزائري سواء بأسواق محلية أو خارجية خاصة وأنه لا يستعمل مواد كيمياوية في تغذية النحل وهو محل طلب في الأسواق الأوروبية، كما أكد البعض الآخر أنهم يواجهون كذلك صعوبات في تسويق المنتوج ناجمة عن صعوبة الاتصال بين المناطق الجبلية والحضرية وانعدام وسائل النقل، ما يتعين دعم المربين والمنتجين بإمكانيات حقيقية للتنقل، فيما أشار البعض الآخر منهم إلى المعاناة التي يتلقونها من إجراءات بيروقراطية، لاسيما تلك المتعلقة بالحصول على قطع أرضية واسعة داخل الغابات لإقامة خلايا النحل، وتوسيع نطاق التربية في الوسط الريفي وفي المناطق الغابية والجبلية المحتوية علي غطاء غابي ونباتي كثيف ومليء بالأزهار وذات النوعية المناسبة جدا لغذاء النحلة، في الوقت الذي شدّد فيه المنتجون على ضرورة التصدي بحزم للحرائق المهولة التي تنشب من حين لآخر في مناطق غابية مهمة، والتي تأتي كل سنة على كمية كبيرة من خلايا النحل وتحد بذلك من قدرة الإنتاج، مما تكبّد المربين خسائر مادية معتبرة. * خواص ودواء وخلال جولتنا لإجراء هذا الاستطلاع مع المربين عبر العديد من المناطق المشهورة بإنتاج العسل، كان لنا حديث مع احد المربين وهو مهندس في الفلاحة أجرى عدة بحوث في ما يتعلق بإنتاج مختلف أنواع العسل، إذ أكد ل "الجمهورية" أن الخاصية المميزة التي أضحى المجتمع يربطها اليوم هو حصر مادة العسل لمعالجة الأمراض خاصة لدى فئة المسنين والأطفال، بالرغم من أن هذه المادة لها فوائد كبيرة على مدار السنة والإعتقاد خاطئ في تحليله، على حدّ تعبيره - أن فئة قليلة فقط من المواطنين مازالت لا تثق في المنتوج المحلي من العسل، وهي الفكرة التي يحاول النحالون القضاء عليها من خلال التقرب منهم في كل مرة، داعيا هؤلاء بفضل خبرته الكبيرة في المجال على التغذي بالعسل ولو بكميات قليلة، وأفضل طريقة للتزود بفوائده بنسبة 100 بالمائة هي إذابة ملعقة عسل في كوب من الماء الدافئ يوميا في الصباح على الريق والامتناع عن حصره في حالات المرض، كما أنه على الفرد تناول ما مقداره حوالي 8 كلغ من هذه المادة سنويا، وهو الأمر الذي يبقى بعيدا مجتمعاتنا مقارنة بالدول الأوربية، كونه سبق وأن زار عدد من هذه الدول كفرنسا، ايطاليا، اسبانيا، كندا... وغيرها، للاطلاع عن كثب حول مدى إنتاج واستهلاك هذه المادة، مشيرا إلى أن انتشار حوالي 17 نوعا من العسل الطبيعي في الجزائر، لكن أشهرها عسل الكاليتوس الذي ينصح به لأمراض المسالك الهوائية، التنفسية والروماتيزم، وعسل البرتقال المفيد للأنفلونزا والأوجاع المعوية، وعسل السدر وهو من أجود أنواع العسل على الإطلاق ينصح به لعلاج العديد من الأمراض، منها فيروسات الكبد واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها من الفوائد المتعدّدة التي اكتسبها، خاصة في مجال مقاومة أمراض الشتاء وإكتساب الجسم للمناعة، مما يجعل ثمن الكيلوغرام الواحد منه يصل إلى حدود 4000 دينار جزائري في أسواقنا المحلية، إلى جانب استعماله في المراهم والكريمات، والتي هي الأخرى عرفت إقبالا كبيرا وتحديدا من الجنس اللطيف بحثا عن بشرة لينة خالية من التشققات، كما أن هناك العسل الشوكي المفيد لأمراض الجهاز البولي والبواسير، وغيرها من الأنواع المفيدة للكثير من الأمراض. * الأسواق الفوضوية تسيء للقيمة الغذائية وعن مشكل التسويق طالب ذات المتحدّث من الجهات المعنية تنظيم معارض خاصة بالعسل مستقبلا في الساحات العمومية بمدينة مغنية متبوعة بندوات وورشات تطبيقية عملية للمربين، قصد التعريف بهذه المادة وفوائدها أكثر والتقنيات الواجب إتباعها في عملية تربية النحل وإنتاج العسل، مضيفا أنه مضى أكثر من 25 سنة في تربية النحل، مما علمته هذه الحرفة الصبر والتحكم في الذات، كما كان لها الفضل في تعرفه على ربوع الوطن، نظرا لبحوثه المتواصلة عن مراعي النحل، عبر مناطق ولايات الوطن، خاصة وأن المربّي يحتاج إلى إيجاد مراع سليمة ونقية لنصب الصناديق والحصول على عسل طبيعي ذي جودة، إلا أن تعرض الصناديق للسرقة كثيرا ما يقوض جهد النحالين ويسبب لهم خسائر كبيرة، مما يجعل المربي يرضى بالمردود كيفما كان، هذا العامل هو الذي يؤثر بشكل كبير على أسعار العسل الطبيعي. يبقى في الأخير الأسواق الفوضوية والأسواق الشعبية تصنع الحدث في مجال بيع هذه المادة من العسل بطرق غير قانونية دون رادع أو ناه وبأساليب غير منظمة، حيث تباع داخل قارورات بلاستيكية مستعملة أو زجاجات يتم استعمالها لهذا الغرض أمام انعدام علامات تجارية أو تاريخ الإنتاج حيث يجهل مصدرها تماما، وتحوّلت لدى بعض المواطنين عقب اقتنائها بعد أيام إلى مادة من السكر، مما دفع بهم للإتصال مباشرة بمنتجين بالقرى والمداشر الريفية المختصة في إنتاج العسل.