أفادت معلومات رسمية حول نشاطات التضامن خلال شهر رمضان بولاية معسكر أن مجموع ما رصدته السلطات العمومية لتمويل المساعدات المخصصة للفئات الفقيرة تجاوزت بقليل الثمان ملايير سنتيم تمثل مساهمة ميزانية الولاية المقدرة ب 3 ملايير سنتيم التي تم توزيعها على 42 بلدية حظيت كل واحدة على مساعدة تراوحت بين80 و69 مليون سنتيم، دعما لها في تمويل قفة رمضان بينما تكفلت 5 بلديات كبرى بتمويل هذه العملية من ميزانياتها لاقتدارها على ذلك بينما حظي فرع الهلال الأحمر الجزائري ب 150 مليون سنتيم من مساعدة الولاية. وإلى هذا المبلغ يضاف مليار سنتيم، يمثل الميزانية المخصصة لدفع المنح الموجهة للفئات الهشة من المعوقين بمختلف أصنافهم بمعدل4 إلى 3 آلاف دج للمنحة الواحدة، وقد تعودت السلطات المحلية على توزيع هذه المنح على مستحقيها كل عام قبيل حلول شهر رمضان لتمكينهم من مواجهة نفقات شهر الصيام. أما ميزانيات البلديات فقد خصصت هذه الأخرى مبالغ متفاوتة لاقتناء قفة رمضان، بحيث بلغ المبلغ الإجمالي أكثر من 4 ملايير سنتيم معظمها كان من طرف البلديات الخمس الكبرى المتمتعة بوضع مالي جيد، في حين استقرت مساهمة وزارة التضامن الوطني والأسرة في حدود 224 مليون سنتيم، أي نفس مبلغ العام الماضي. من جهتها بادرت شركة سوناطراك كعادتها بتخصيص 500 قفة معدل قيمة الواحدة تقدر ب 5 آلاف دج، على أن توزع على العائلات الفقيرة عبر البلديات العشر الأكثر حرمانا في الولاية بمعدل 50 قفة لكل بلدية. كما أوردت المكلفة بالإعلام على مستوى مؤسسة إنتاج الإسمنت الأبيض بعڤاز لا فارج عن تخصيص 100 مليون سنتيم، في شكل مواد غذائية لتوزيعها على المستفيدين منها بالتنسيق مع فرع الهلال الأحمر الجزائري على مستوى 12 بلدية، كما سيخصص مبلغ مماثل لشراء ملابس العيد لصالح 600 طفل مناصفة بين الذكور والإناث. والمهم جمع كل هذه المبالغ المعلن عنها في مختلف وسائل الإعلام، فإن ميزانية التضامن الرمضاني لهذا العام تزيد عن 88.2 مليون دج وبالتالي فإنها كافية لاقتناء حوالي 30 ألف قفة قيمة الواحدة 3 آلاف دينار على أكثر تقدير بحكم تفاوت قيمة القفف الموزعة بينما يزيد عدد العائلات المعوزة (حسب إحصاءات العام الماضي) عن 33.400 عائل وهو عجز قد يتطلب مجهودا أكبر لسده ليس ماليا فقط وإنما تنظيميا أيضا وعلى مستوى التنسيق على وجه الخصوص بين مختلف المشرفين على هذه الأعمال الخيرية. ففرع الهلال الأحمر الجزائري على سبيل المثال تعود منذ العام الماضي على توزيع صكوك مالية بقيمة 3000 دج لكل صك على العائلات المعوزة بالنسبة للتبرعات التي يتلقاها نقدا، بينما يحول التبرعات العينية إلى قفف والكل يوزع بالتسنيق مع رؤساء الدوائر والبلديات المستفيدة. وقد تم الإعلان إلى حد الآن عن توزيع 360 صك بريدي لفائدة فقراء 12 بلدية ثانية و300 قفة لفائدة 10 بلديات مماثلة. كما تقوم كل بلدية بتوزيع قففها الخاصة بها بغض النظر إذا كان المستفيدون قد سبقت لهم الإستفادة من عمليات مماثلة تشرف عليها هيئات أخرى ونفس الشيء يقال عن فرع جمعية الإرشاد والإصلاح الذي وزع بدوره 400 قفة بفضل تبرعات المحسنين، وكذا الجمعية الخيرية التي يترأسها الدكتور بوسيف الجيلالي والتي توزع هي الأخرى بعض القفف لكنها تركز أكثر على توزيع وجبات الإفطار »المحمولة« منها أو المستهلكة بمطعم الرحمة الذي تشرف عليه الجمعية وسط مدينة معسكر. ورغم وجود لجنة ولائية للتضامن إلا أنها لا تتكفل بمهام التنسيق الكفيلة بجعل مختلف عمليات التضامن أكثر فعالية، إذ رغم الكم الهائل من الأموال والقفف الموزعة كل عام خلال شهر رمضان إلا أن ذلك لم يمنع من تزايد عدد المتسولين ولاسيما خلال العام الجاري حيث ينتشرون أمام المساجد، وفي الأسواق والمحطات البرية، وكل الشوارع التي تشهد حركة كثيفة للراجلين، وهي ظاهرة ماكانت لها تتفاقم لو أن قفف ومنح التضامن الرمضاني، أخذت بعين الإعتبار حصة هؤلاء المتسولين.