كشف مدير الصحة لولاية وهران عن النقص الفادح في عدد الأخصائيين النفسانيين بالمؤسسات الاستشفائية الموزعة عبر تراب الولاية والذين لم يتجاوز عددهم سنة 2010 . 69 أخصائيا رغم أن الجامعات تعرف سنويا تخرج آلاف المختصين الذين أصبحوا في مواجهة شبح البطالة أو التوجه نحو ممارسة نشاطات أخرى لا سيما وأن أبواب العمل في هذا المجال قد سدت أمامهم رغم أن ولاية وهران تعد عاصمة للغرب الجزائري وتواجد تلك الفئة جد ضروري لها، فلقد صرح في هذا السياق العديد من مسيري المؤسسات الإستشفائية أنهم يقومون سنويا لتقديم طلبات خاصة بإحتياجاتهم للنفسانيين في ظل توافد العديد من الحالات نحو المؤسسات التي هي بحاجة إليهم وذلك بغية ضمان التأطير الصحي والنفسي بصفة جيدة، ولكنهم باتوا لا يجدوا أمامهم سوى القول لطالبي العمل في هذا التخصص أنه لم تفتح لحد الساعة مناصب عمل، حتى المراكز هي بحاجة إليهم لا سيما فيما تعلق بتطوير جانب الإستقبال الذي أشار إليه مدير المستشفى الجامعي لوهران أين أكد أن هذا الأخير بات يعرف العديد من المناوشات بين العمال والمواطنين إذ أرجعه إلى سوء الإستقبال، أين أكد أنهم بإنتظار توظيف عدد من الأخصائيين النفسانيين الذين سيقومو بدورهم بتكوين هؤلاء العمال واعطائهم الصورة المطلوبة في استقبال المرضى أو كيفية التحدث بطرق جيد مع المواطنين المتوافدين نحو مختلف المصالح حتى الصحة المدرسية أصبحت تعاني كثيرا من هذا الجانب حيث طالب الأساتذة والمعلمين مرارا وتكرارا بضرورة دعم المؤسسات التربوية بأخصائيين نفسانيين في ظل ظهور بعض حالات العنف بين التلاميذ من بينها حادثة القتل التي عرفتها إحدى متوسطات حي اللوز السنة الماضية، ولم تكن بالمؤسسة الاستشفائية الأمير خالد سوى أخصائية نفسانية واحدة تعمل في اطار تشغيل الشباب حيث اضطر الأطباء إلى تغطية هذا الجانب وتمكنوا من احتواء الإضطرابات النفسية وحالات الخوف والفزع التي سادت آنذاك بالمؤسسة. هذا بالإضافة إلى معاناة عدة تلاميذ من اضطرابات نفسية بمختلف مدارس وهران أضحت تؤثر على مستوى تحصيلهم الدراسي والتي تنجم عن سوء العلاقات الأسرية بين الآباء ويتحمل أثارها الأبناء خاصة ما تعلق بجانب الطلاق أو ممارسة العنف ضد المرأة والوالدة بصفة أخص مما يجعل التلميذ يهمل دروسه، ونفس الأمر قد يخلق لديه إضطرابات سلوكية تجعله منبوذا من قبل أساتذاته ورفقائه بحيث لا يستطيع تحديدها سوى الطبيب النفساني الذي له دور في رفع مستوى التمدرس، والقضاء على التسرب المدرسي، هذا دون أن ننسى حاجة المواطنين إلى إيجاد من يوجههم البحث لطرق مثلى لحل مشاكلهم أو تقبلها والتأقلم معها لاسيما ما تعلق بالظروف الإجتماعية السيئة من بينها البطالة وأزمة السكن التي تدفع بالعديد من المواطنين إلى البحث عن سبل التخلص من مشاكلهم إما بالتوجه نحو الإنتحار أو الهروب نحو الشارع ومواجهة قساوة الحياة أو اللجوء إلى الإدمان وتعاطي المخدرات تحل للشبان. حيث يأمل الأطباء لا سيما مسيري المؤسسات الإستشفائية بأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار ودعمهم كإخصائيين نفسانيين.