انطلقت أول أمس بمقر جمعية " صحة سيدي الهواري " بوهران فعاليات الطبعة ال14 للورشة الصيفية الدولية الثقافية لسيدي الهواري، وذلك بمشاركة 70 شابا قدموا من مختلف الولايات الجزائرية و أيضا من الخارج لاسيما من فرنسا، الفعالية التي ستتواصل إلى غاية 15 أوت الجاري ستسمح بتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين الجزائريين والأجانب، وتعزيز سبل تطوير قدرات المتربصين في فنون ترميمية مختلفة، ناهيك عن اكتشاف مهاراتهم الحرفية في مجال إعادة الاعتبار للبناءات القديمة والهشة.. الورشة الصيفية الدولية تهدف بالدرجة الأولى إلى التعريف بأهمية الآثار كقيمة إنسانية عالية باعتبارها سجلات حاضنة لتاريخ الأمم ، وكذا إماطة اللثام عن الدور الكبير الذي تلعبه عمليات الترميم في إعادة نبض الحياة للأماكن والمباني القديمة، وكذا الأزقة والأسواق العتيقة، وعلى هذا الأساس فإن " جمعية صحة سيدي الهواري " التي تسعى دائما من خلال نشاطاتها ومشاريعها إلى الحفاظ على الموروث المادي لمدينة وهران وحمايته من الاندثار والزوال، قد سطرت برنامجا ثقافيا ثريا يشمل العديد من الورشات التكوينية في مختلف الفنون الترميمية، مع توظيف الخبرات الأجنبية لأجل تعزيز وتفعيل الموهبة المحلية للشباب في حماية التراث المعماري للمدينة، حيث سيتم تدريب و تأهيل المتربصين ميدانيا من خلال إشراكهم في عملية ترميم زاوية " سيدي عبد الباقي " الكائنة بمعلم " سكاليرا " الذي تم هدمه مؤخرا، و كذا المستشفى العسكري، هذا إضافة إلى ورشات جانبية أخرى تدخل في إطار العمل التطوعي و الحملات التحسيسية على غرار النظافة، إزالة الأعشاب الضارة، صقل الحجارة، البناء و الطلاء وغيرها من الأعمال التطوعية الأخرى، دون أن ننسى ورشات في الخط العربي، الطبخ التقليدي، وتقنيات السمعي البصري ...الخ .. ليس هذا فحسب، بل برمجت جمعية " صحة سيدي الهواري " تحت إشراف رئيسها السيد " بريكسي كمال " جولات ميدانية إلى بعض المعالم الأثرية بوهران، من أجل الوقوف عن كثب على المآثر التاريخية التي كانت شاهدة على تعاقب الحضارات المختلفة بعاصمة الغرب الجزائري .