التحف الحي العتيق الحمري عباءة القصدير بعد أن شوهت منظره العام العديد من الأكواخ منذ أكثر من سنة و نصف تعالت من خلالها أصوات السكان بالخطر الذي بات يهددهم التحقنا بحي الحمري لنجوب أكثر من شارع توزعت على مستواه بيوت القصدير ووقفنا بالتحديد عند شارع يعقوبي العيد المعروف بشارع "سيكا" و طرقنا باب أول كوخ مبني من صفائح القصدير و الخشب لم يتم فتح الباب بجانبه كوخ أخر طرقناه هو الأخر و بعد تكرار المحاولة أكد الجيران أنَ أصحاب الكوخين في العمل تابعنا الطريق نحو اكواخ اخرى و كان اللقاء الأول مع عائلة هلاوي التي تضم ثلاثة اسر تتكون من 17 فردا ، دخلنا كوخهم به بعض الاثاث ومن الباب الخلفي يتم الولوج الى بيت هش به عدة غرف تغرق أروقته في مياه قنوات الصرف التي تنبعث منها روائح كريهة و تتناثر الاتربة من سقفه،في اخر غرفة من الرواق تتمدد عجوز فاق عمرها 80سنة تعاني من شلل نصفي حدثنا احفادها أنَها طردت من البيت الذي كانت تقطنه منذ 60 سنة بعد صراع بالمحاكم مع مالكيه فما كان عليهم سوى بناء "قيطون" بعد اعلام السلطات المحلية اما عن الغرف التي تقع خلفه فهي تعود لعائلة تم ترحيلها تم اللجوء اليها في انتظار ان يوفي المسؤولون بعهودهم التي قدموها لترحيلهم غير بعيد عن كوخ عائلة هلاوي يقع كوخ عائلة موزيان المتكونة من 7 افراد قصتهم لا تختلف عن قصة الأسرة الأولى حيث قطنوا ايضا منزلا بالايجار لمدة 45سنة و بعد صراع بالمحاكم دام اكثر من سنة تم طردهم فقام رب العائلة الذي يشتغل كعون امن بالمستشفى و يقتضي راتبا يقدر ب 17 الف دج ببناء كوخ تتشابك اسلاك الكهرباء على سقفه و اتخذ جزء من الرصيف كمكان لوضع الاسرة و الطاولات احدها عليها جهاز تلفزيون و ما إنا دخلنا كوخ السيد موزيان حتى التحقت ربات البيوت المجاورة لسرد معاناة الحر و الصراع مع الحشرات و الروائح الكريهة صيفا و مياه الامطار و الفيضانات و انفجار قنوات الصرف و البرد القارس شتاء في ظل ظروف الفقر و العوز أكواخا يقطنها براعم صغار و شيوخ كبار و نساء و رجال ينتظرون بفارغ الصبر ساعة الفرج. من جهتنا توجهنا نحومقر القطاع الحضري الحمري اين أكد رئيسه السيد شلاوة قادة ما طرحته العائلات في نقطة المتابعات القضائية التي جاءت كموجة خلال السنوات الاخيرة انتهت باخلائهم للبيوت التي كانوا يقطنوها مشيرا الى انَهم لجؤوا الى نصب الاكواخ بعد اعلام السلطات المحلية التي تجتهد للقضاء على المشكلة فيما يتعلق بهم و بقاطني السكنات الهشة و عليه فقد تم مؤخرا ترحيل أكثر من 550عائلة بكل من حي مديوني و الحمري اللذان يقعان على مقربة من بعضهما والبعض ، كما أنَ المسؤول الاول على مستوى الولاية بحد ذاته اطلع على الوضعية و قد وعد باستعجال مصالحه بايجاد الحلول في اقرب الاجال و عليه ستستفيد جل العائلات خلال الفترة القادمة من مشروع 700 سكن الذي هو قيد الانجاز بوادي تليلات كشطر ثان كفيل بالقضاء على مشكل الاكواخ و ارجاع البصمة الجمالية للحي العتيق و انقاذ العائلات من خطر الاكواخ و انهيارات المباني الهشة ، هذا الى جانب مشروع السكنات بمنطقة بلقايد الكفيل بأن يخفف من الضغط ، أما بشأن العائلات التي تمض ترحيلها فقد أشار السيد شلاوة أنَه بمجرد ترحيلها تمَ القيام بغلق ابواب تلك المنازل الهشة و لم يتم القيام بهدمها مخافة أن تتهاوى جدران المباني الهشة المجاورة و التي لا تزال تقطنها بعض العائلات ، لكن و بمجرد أن يتم ترحيل بقية العائلات خلال الفترة اللاحقة بعد استفادتها من الشطر الثاني من المشروع الذي هو قيد الانجاز فإنَ عملية الهدم ستكون الخطوة الاساسية التي سيقومون بها بعد عمليات الترحيل مباشرة.