حال وهران أصبح »يشف« لا سيما قلبها النابض الذي جثمت عليه الأوساخ وتراكمت وتكدست في كل مكان لدرجة أن الغريب عنها يتساءل هل هذه هي الباهية التي يتغنى بها أصحابها، وكيف يرضون لأنفسهم بالعيش في وسط مثل هذا؟ منذ مدة ليست بالقصيرة وأوضاع الباهية في تدهور مستمر بل وفي انحطاط، وقد ازداد الأمر سوءا خلال الفترة الأخيرة حين سادها، إهمال لا مثيل له جعلها تعيش أسوأ أيامها ، فقد أصبحت شوارعها ومختلف أحيائها عبارة عن مفرغات عمومية ومزابل وقاذورات ترتع فيها الحيوانات الضالة والجرذان وتعبث بها بعدما غابت مصالح النظافة واختفت. إن مدينة بحجم وهران وصيتها وسمعتها من العيب بل من العار أن تترك هكذا للعبث وللإهمال والمسؤولون غائبون لا يحرّكون ساكنا، ونتساءل هنا إذا لم يكن وضع مثل هذا يثيرهم ويشغل بالهم، فما الذي يشغلهم يا ترى وما هي المسؤولية التي تسابقوا من أجل الظفر بكرسيها، إن لم يكن يشغلهم حال المواطن والمحيط الذي يعيش فيه، والعمل على تحسين ظروفه المعيشية والحياتية. فالوضع الذي أصبحت عليه وهران يوحي وكأنها مدينة بدون مسؤولين، تدير نفسها بنفسها وإن استمر على ما هو عليه، قد لا نفاجأ إذا أصبحت في يوم ما مجمعا سكنيا أقرب إلى الدوار منه إلى مدينة سياحية مشهورة تاريخها ضارب في الأعماق.