توفي صباح أمس المخرج الجزائري" عمار العسكري" بمستشفى "مصطفى باشا " بالعاصمة ،عن عمر ناهز 73 سنة بعد معاناة طويلة مع مرض عضال ، نبأ رحيله خلف أسى كبيرا في الوسط الفني الجزائري، وأثار حزنا عميقا لدى جمهوره العاشق لأفلامه و أعماله الفريدة، حيث عبر الكثير من محبيه عن ألمهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عبارات الرثاء واستحضروا عددا من الصور والذكريات القديمة له ولأشهر أفلامه لاسيما رائعته "دورية نحو الشرق" التي تعد علامة فارقة في السينما الثورية الجزائرية، إضافة إلى أعمال أخرى نقشت اسمه من ذهب في السجل الفني الجزائري والعربي . يعد المرحوم "عمار العسكري" الذي ولد في 22 جانفي سنة 1942 بعين الباردة بولاية عنابة ، من أبرز وجوه الفن السابع في بلادنا ، فهو ينتمي للرعيل الأول من المخرجين الذين ابتكروا لغة سينمائية متقدمة أماطوا من خلالها اللثام عن عبق الثورة الجزائرية وتاريخها ، كما صنع من الواقع متخيّلا سينمائيا في قالب بصري احترافي بمستوياته الفنية والدرامية والبصرية وكذا الجمالية ، ما جعله يتميز برؤية إخراجية واضحة وأسلوب فني راق مكنه من اعتلاء سلم الجوائز والتتويجات العالمية المرموقة ،يملك الفقيد في رصيده شهادات أكاديمية هامة ، فهو متحصل على شهادة البكالوريا درجة أولى و درجة ثانية علوم تجريبية علوم انتقالية، دراسات عليا في بلغراد بيوغسلافيا خلال الفترة الممتدة بين 1962 و1966 ،إضافة إلى أنه درس بأكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، وأيضا بالمعهد العالي للسينما في فئة الإخراج ، كما أن له دراسات عليا في العلوم الاقتصادية والعلوم السياسية بالجزائر . من أهم الأفلام التي عكست سيرة الراحل "عمار العسكري" ونجاحه المشهود له نذكر الفيلم القصير "اليوم الأوّل " 1967 ،" تعليمة" 1967، "البلاغ" ،"البارحة شهود" ، الفيلم الطويل " جحيم في السن العاشر "عام 1969 ، "الغزال الذهبي" الذي نال به جائزة النقد في المهرجان الدولي بالرباط بالمغرب، "دورية نحو الشرق" عام 1974 الذي توج بواغادوغو، "المفيد" عام 1979 الذي توج هو الآخر بدمشق و تاكشنت، إضافة إلى " أبواب الصمت " وهو إنتاج مشترك بين الجزائر وتونس عام 1989 ونال جائزة خاصة من منظمة الاتحاد الإفريقي بقرطاج، دون أن ننسى تتويجه بجائزة الموسيقى في مهرجان البحر الأبيض المتوسط- بمدينة عنابة ،وآخر فيلم قدمه الفقيد كان "زهرة اللوتس" الذي أخرجه عام 1999 في إنتاج مشترك بين الجزائروالفيتنام. من جهة أخرى وبعيدا عن الكاميرا والشاشة العملاقة كان الفقيد من أبرز المناضلين خلال حرب التحرير المجيدة، حيث شارك تحت لواء جبهة التحرير الوطني في إضراب الطلاب الثانويين في 19ماي 1956، وكان عضوا بصفوف جيش التحرير الوطني في الفترة الممتدة بين 1957 و 1962 ،وبالتحديد في الولاية الثانية " جبل هوارة "والمنطقة الثانية "جبل مليلة" وأيضا قاعدة الشرق غرديماو،كما كان أمين عام لنقابة السينمائيين التقنيين و العمال للاتحاد العام للعمّال الجزائريين و المركز الجزائري والصناعة السينماتوغرافية عشرية 1980. وتقلد بعدها منصب مدير عام للمركز الجزائري للفن و الصناعة السينماتوغرافية عشرية 1990 ،ليصبح عضوا مؤسسا في مؤسسة "مفدي زكريا" و عضو المجلس الاستشاري، عضو مؤسس لمؤسسة أصدقاء الجزائر مع فيتنام، وعضو رئيس الجمعية الفنية للسينما – أضواء.