يعتبر إنتاج حليب البقر بولاية عين تموشنت من ضمن المشاريع الهامة التي لقيت دعما معتبرا من قبل الدولة، ووجدت مستثمرا أخذ على عاتقه تطوير ميدان إنتاج الحليب كما ونوعا. ومن ضمن المستثمرين المنتجين لمادة الحليب هناك السيد بوشارب الذي تحصل على 700 رأس بقرة منتجة للحليب في إطار دعم الدولة الذي خصصته لفئة المنتجين من 2001 إلى 2010 ومن هذا العدد الضخم هناك 500 بقرة هي تعطي حليبا طازجا أما الباقي فإن منها من تقوم بإرضاع صغيرها لفترة زمنية معينة. وقد كان هذا المستثمر المربي للأبقار مرجعا لبعض الموالين الذين إستفادوا من دعم الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفلاحية ويخص هذا الدعم شراء مختلف العتاد الخاص بمراحل إنتاج الحليب مثل الجهاز الذي يمتص الحليب من ثدي البقرة وجهاز التبريد وصهاريج التجميع. ولتعزيز المنتجين جاءت سياسة أخرى تتمثل في دعم الحليب للوحدات، حيث انشأت بولاية عين تموشنت (03) وحدات تقع الأولى بوادي الصباح والثانية بعين الأربعاء والثالثة بعين الكيحل، مع العلم أن هذا الدعم لا يستفيد منه إلا الفلاح. الذي يملك (06) بقرات مما جعل الفلاحين الذين يملكون أقل من هذا العدد يرفعونه بشراء رؤوس أبقار أخرى وبالتالي طبق عليهم قانون الإستفادة، وأصبح منتوجهم يخضع للتجميع عبر الصهاريج لتوضع وتعالج المادة داخل الوحدات ومن ثمة في الأكياس قصد تسويقها. وقد إلتقى مكتب جريدة الجمهورية بالمدير الولائى للمصالح الفلاحية الذي زودنا بكل المعلومات الخاصة بتربية الأبقار وإنتاج الحليب مؤكدا أن عين تموشنت لا تعتبر ولاية نموذجية في إنتاج الحليب رغم كونها تكسب أكبر عدد من مربي الأبقار على مستوى القطر الجزائري (بوشارب) لأن تربية هذا النوع من الحيوانات يتطلب أمطارا غزيرة ومصادر مائية هائلة وهو ما لاتتوفر عليه الولاية، إذ يعتمد مربونا على الكلأ اليابس مع العلم أن كل بقرة تأكل ربع هكتار من المساحات الخضراء ويقوم منتج الحليب بإنجاز صهاريج للمياه حتى لا يسقط في معضلة العطش. وهناك أيضا مستثمر آخر كان لديه 20 بقرة حلوبا لكن لإعتبارات عديدة منها نقص وانعدام الكلأ تخلى عنها وأصبح اليوم يقتصر عمله على تجميع الحليب ووضعه في الأكياس. ولأن وحدات تجميع الحليب أصبحت لانغطي سوى 30 بالمائة من من إحتياجات السكان فقد لجأت في المدة الأخيرة الى إقتناء حليب الغبرة وهذا عن طريق الديوان الوطني للحليب. وبالإضافة الى المستثمر الذي يملك 700 رأس بقر، هناك عائلات متناثرة عبر إقليم الولاية تحتفظ لنفسها على بقرة أو بقرتين وربما يصل العدد إلى 05 بقرات، ومن ضمن البلديات المنتجة نجد وادي الصباح، عين الأربعاء وعين الكيحل والعامرية وولهاصة. وما تجدر الإشارة إليه، يوجد على مستوى الولائي مشتلة لتربية »العجلات« تقع ما بين حدود بلديتي وادي الصباح والمالح تضم حاليا 500 رأس عجلة، مع العلم أن عملية التكاثر تم بواسطة التلقيح الإصطناعي. وعليه فإن آفاق إنتاج حليب البقر بولاية عين تموشنت متوقف على توفير مياه السقي التي بدورها توفر مساحات خضراء للكلأ وتوفير كذلك تكوين بهذه الشعبة التي أعطتها الدولة كل الدعم عبر مختلف البرامج.