كشفت مديرية الصحة والسكان أن الخريطة الوبائية منذ 2010 أفرزت عن وجود معدلات خطيرة لأنواع السرطان وحالات الإجهاض المسجلة، وقال رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة عميري عبد القادر، أن الخريطة الوبائية على مستوى الولاية أفرزت أكثر من 250 حالة سنويا على المستوى الولائي خاصة في محيط الاشعاعات النووية ... إنها شهادات مثيرة تلقتها الجمهورية وهي ترصد آثار التفجيرات النووية، التي لازالت فرنسا تتجاهل ما نفذته من جريمة شنعاء. ومن خلال هذه الشهادات، يتبين أن التفجيرات النووية لم تعد مجرد ذكرى تاريخية بل تحولت إلى هاجس مستقبلي، يخيم عليه صمت رهيب، وما يزيد الجرح نزيفا والألم وجعا أن هذه الجريمة تطبق لم تدفع فرنسا إلى الاعتراف بها وتستجيب للدعوات الجزائرية الملحة في تسليم الأرشيف لاتخاذ التدابير الاحتياطية والانطلاق في تطهير المحيط من خطر الإشعاعات النووية المدمرة بعد مرور ستة وخمسين عاما على التفجيرات النووية برقان. من جهته كشف رئيس اللجنة الخاصة بمتابعة وتوجيه مرضى السرطان ب"رقان" الدكتور أوسيدهم مصطفى أن مصلحته سجلت خلال السنوات الأخيرة 118 حالة سرطان، منها 48 حالة سنة 2015، وأوضح الدكتور أوسيدهم ل"الجمهورية" أنه تم إحصاء 40 حالة إصابة سنة 2013 و30 حالة سنة 2014 و48 حالة خلال 2015، بفضل توفر جهاز "الكشف المبكر" الذي استفاد منه مستشفى "رقان" في ماي 2015 ، مبرزا ارتفاع عدد الإصابات بداء السرطان في المنطقة، وأوضح محدثنا أن وجود جهاز للكشف المبكر عن أمراض السرطان جعل المواطنين يقبلون بقوة على المصلحة قصد التشخيص. مضيفا أن توفر جهاز "الكشف المبكر" بالمستشفى سوف يقلل من ظهور هذه الحالات حيث كان يستحيل على المرضى هنا ب"رقان" التنقل إلى وهرانوالجزائر العاصمة لإجراء الفحوصات الطبية وبعضهم في حالات اجتماعية مزرية وآخرين في عجز شبه كلي، كاشفا أنه تم خلال سنة 2011 تنصيب لجنة مختصة للمتابعة استجابة لطلبات المواطنين ونتيجة لظهور "سرطنات" وأمراض غير معروفة. وأشار الدكتور أوسيدهم مصطفى الذي يشتغل بمستشفى رقان منذ 26 سنة إلى أنه في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينيات كان يستقبل ما بين 100 إلى 300 شخص لإجراء الفحوصات، وقال ذات المتحدث أن 90 بالمائة من مرضى السرطان يموتون في حالة تأخر العلاج.. أما في السنوات الأخيرة فالعدد صار يتجاوز 3500 شخص. وقال ذات المتحدث إن 90 بالمائة من مرضى السرطان يلقون حتفهم بسبب تأخر العلاج، موضحا أن الجزائر تسجل 45 ألف حالة جديدة للسرطان سنويا. ومن خلال الأرقام الموجودة هنا برقان تم اكتشاف طفرات وأمراض غير معروفة وغير مألوفة فهناك تشوهات خلقية، والهاجس لدى الجميع هو ظهور هذه الأنواع المختلفة للسرطان كسرطان عنق الرحم، الثدي تجدر الإشارة إلى أن شهود عيان لا زالوا أحياء، أكدوا لنا أنهم منذ أول تفجير نووي لم يروا خيرا حيث تفاقمت الوفيات دون أعراض مرضية معروفة مع كثرة الحساسية الجلدية عند السكان المحليين، وبجانب فقدان البصر والسمع والأمراض التنفسية، ظهرت أعراض غريبة على المرضى . منها ظاهرة "تخثر الدم" عند الجرحى، كما لوحظت حساسية مفرطة عند الأطفال بعد إجراء بعض التلقيحات، وغالبا ما تلاحظ مضاعفات عقب تلقي المرضى لجرعات أو حقن المضادات الحيوية، كما لوحظت ظاهرة التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد كصغر حجم الجمجمة أو ما يصطلح عليه طبيا "ميكرو سيفالي" أو تضخمها "ماكرو سيفالي"، كما ذهبت مظاهر الربيع وتراجع عمر الإبل إلى أقل من 20 سنة وحتى الأشجار أصيبت بالعقم . ومن الحالات المرضية التي استعصى وصفها، تلك التشوهات والإعاقات الدائمة.