جميلٌ عالمُ الأطفالِ ، سعيد وبريء .. عالم لا يحاول أن يُصَلِّب الأشياء بل يصهرها ، ويتعامل معها ببساطة ، ويُحَوِّلها إلى لعبة ممتعة يقضي بها الوقت أو معظم الساعات والأيام .. عالم مليء بالمغامرات المثيرة ، والابتسامات المنيرة .. عالم يبكي ولكنه يفرح بأشياء كثيرة .. يُطربه فقط أن تهتم به أو تبتسم في وجهه أو تمسح على شعر رأسه .. إنه بسيط في أشكاله ولكنه عبقري يحمل بداخله أكثر من غموض ... إنه عالم ثري ! .. يمكن أن نتعلم منه أشياءً كثيرة تُرسم بأنامل جميلة ذات ألوان مفرحةٍ " مشروع حياتنا" .. إن ذلك الكائن الصغير .. ذلك الطفل المولع باللعب لدرجة الهذيان .. في نومه يتمتع بمقدرة عجيبة على الإنجاز رغم التعب ، فالأول قهر للتعب النفسي ، والثاني للتعب الجسدي .. إن الطفل بفطرته النقية يعرف كيف يتعامل مع الأشياء فهو أثناء عمله"اللعبة" يحاول أن يقنع نفسه بما يعمل ، فيحدثها بصوت عالٍ ، وكأنه يقول لها :" لا تتعبي ،.. واصلي ، إني أشجعك على ذلك .. فهذا ممتع جدًّا ". ما أجمل أن نأخذ دروسا "مجانية" من الطبيعة ،من البراءة، من النقاء والصفاء ... ما أجمل أن نأخذ دروسا في الإرادة التي لا تتعب ، والطموح الذي لا يفشل .. ما أجمل أن نجعل حياتنا وأتعابنا "لعبة ممتعة ".. تجعلنا نفرح بلحظات الحياة القصيرة وبرضا مريح لنفوسنا . وتعزيزا للمحبة الفطرية للطفل والحياة في كل زمان ومكان ولأرضنا المفدية والمسقية بدماء الشهداء الأبرار من رجال ونساء ، المدافع عنها ببسالة المجاهدين والمجاهدات ، و سواعد الشعب الجزائري الذي كان ولا يزال محتضنا ثورته بالأمس ومحافظا على النصر اليوم إرثا وطريقة حياة، كل بطريقة حبه للجزائر في أعين الأطفال ، وبساطة الناس ، وبتوق الارتقاء ،و بمزيد المطالب مثل كل الشعوب التي تأمن في أوطانها ، ولا تبتغي بديلا عنها ، لأنها حملت ذكريات طفولتها ومرتع شبابها ، وصور تحولاتها ومراحل نموها ، وعثراتها ونهضتها وقوتها واكتمال عافيتها في خضم أمتها ،التي زادتها المحن والإحن صلابة ومرونة، وشجاعة وبطولة لصد الانتكاسات ، وتشخيص العوارض بالعلاج الفعال الذي ينسجم مع الجسم ،ويتوافق مع الأعضاء في اتزان واتصال حكيم ، ورُشد بالغ وبليغ لحماية شأفة الوطن والمواطن والأمة وأبنائها على مر التاريخ سواء كان معاصرا أو قديما . وإن مكتسبات الإنسان والمواطن في أيّ أمة كانت هي الجوهرة الفريدة التي يجب المحافظة عليها ، فإن لم تكن كافية في نظره ، فإن آيات الشكر والامتنان تزيدها نماء ، وتجعل الواحد اثنان ،والاثنان ثلاثة ، والقليل كثير ، والتنمية بالكتابة للوطن وحب الطفل لوطنه على أرضية الانجازات أو بها صمام أمان بأيدي التعاون والتسامح ،والعمل بإبداع فني رائق لبناء غد لنا ولأبنائنا وبناتنا من جيل إلى جيل يفخر بما قدم السابقون وحققه القادمون في مستقبل زاهر بين الأمم ذات السبق العظيم والرخاء والنعيم ...يتبع