كشفت مديرية المصالح الفلاحية لتلمسان أن المردود الزراعي لمختلف الحبوب سيتقلص بحدّة نظرا لعدم انتفاع جلّ المساحات المزروعة التي بذرت في الموسم الفرط بالأمطار الأخيرة التي لم تسقط في موعدها و أثرت بشكل كبير على المحاصيل التي حالت دون استكمال نبتة السنبلة أكان بالنسبة للقمح اللين أو الصلب و حتى الشعير ما جعلها تقرر رسميا تحويل المزروعات غير المستوية إلى علف يوجه للحيوانات من مواشي و أبقار وهذا باقتطاع نسبة (60) بالمائة من الأراضي التي لم تعط إنتاجا متباينا في الكمية لأنها فقدت فترة الإرواء بالغيث أواخر نوفمبر لغاية جانفي أي مسّها الجفاف لمدة خمسة أشهر و أن السيول (أمطار و ثلوج) المتهاطلة في شهر مارس الجاري لم تستدركها إطلاقا بدليل أن النبتة المكوّنة للسنبلة ستكون فارغة و لن تستجمع نفسها كونها لم تتشبع بالمياه في مرحلتها الثانية من النمو رغم تساقط الأمطار بكميات متفاوتة ما بين 40 ميلمتر إلى 60 ملم ومع هذا لم تنتعش مساحة الحبوب خصوصا بالمناطق الشمالية و الشرقية للولاية باستثناء الجهة السهبية و الجنوبية الغربية المعول عليها في الحصاد مع شهر جوان إلى جويلية القادم و الذي لن يمنح منتوجا وافرا مثلما سجل العام الماضي (2015) الذي بلغ فيه أزيد من 2355000 قنطار بما يعني أن إنتاج 2016 سيتدنى كثيرا و نفس الشيئ لأراضي بعض المزارع النموذجية على سبيل الذكر "قرموش " و العقيد لطفي " و و حمدوش و" سي سعيد" و كريب محمد و" بن عيسى مصطفى "و التي اعتادت على بذر الحبوب فقد أكد مسيريها أن إنتاجها سيتراجع مقارنة بالأعوام الماضية و هذا يعود إلى شتاء جاف وشحّ السماء ما بين ديسمبر لشهر فيفري كمدة جعلت نبتة الحبوب تصفر و تقّزم ممّا أوقف نموّها و الأمطار المتساقطة ساعدتها على الاخضرار فقط من جهته قال مجموعة من المهندسين الفلاحيين في شأن السيول "" لقد أروت مساحات الأشجار المثمرة التي كان لها النصيب الأوفر من مغياثية الأيام الفارطة التي ساهمت في سقي 41 ألف و 046 هكتار تمثل أنواع عدة من الفواكه و الأراضي المغروسة بالخضروات كالفول و البطاطا و الملفوف (الكرنب) و الخس و البزلاء و البصل و غيرها و كذا الحبوب الجافة مثل الحمص و العدس . و أشار إتحاد الفلاحين الأحرار بمغنية حسبما جاء على لسان ممثليه السيد عبد الحميد بوحسون "فقدت منطقة أل انقاد" الحدودية مساحات هامة من الحبوب بفعل القحط و لم تنفعها أمطار مارس كونها جهة بورية و تحتاج للماء و غيرها من نواحي سهل مغنية حيث يترقبون عدم حصد 30 بالمائة من نسبة الراضي الفلاحية التي ضمت الحبوب و المقدرة إجمالا بقرابة 30 ألف هكتار تم حرثها في موسم البذر المنصرم و الأمر يتشابه ببني بوسعيد بما يدل أن الجفاف ضرب بأطنابه على زراعة القمح اللين والصلب اللذان لم يستخرجا نبتتهما منذ ثلاثة أشهر ما يدلّ على أن الإنتاج سيكون ضعيفا لم تسجله الولاية البتة في سنوات ماضية .