أرجع رئيس منتدى الأندية المحترفة السابق عبد الكريم يحلى أن نقص التمويل عند أندية البطولة الجزائرية راجع لعدة نقاط مقدمتها غياب التنافس في السوق الإقتصادي مما يجعل الشركات غير مهتمة بالإشهار ،زيادة على عدم وجود أرباح من الإستثمار في الفرق الأمر الذي يدفع بأصاحب المال إلى عدم المجازفة بأموالهم . بحكم إشرافك على رئاسة منتدى الأندية المحترفة ،كيف ترى واقع التمويل في البطولة؟ في الحقيقة فأظن أن واقع الكرة الجزائرية يعرفه العام والخاص والدليل ما تعانيه حتى أقوى الاندية الجزائرية من أزمات مالية ،فلا يوجد سوى فريق أو إثنيين ممن يحصلون على ممولين حقيقيين والباقي فإنها مجرد معاونات تأخذها الفرق من أصاحب المال ،لأن التمويل الرياضي يعتمد على شروط موجودة في بنود العقد الذي يتم بين الشركة الإقتصادية والنادي يتفق من خلالها على طريق التمويل وكذا كيفية دعم النادي لهذه الشركة من الناحية الاشهارية وهي نقاط يجب ان يتلزم بها مسؤولو الفريق والمورد تتعلق بحقوق الإشهار وغيرها من الأمور لكن لا يوجد من يطبقها وهو ما نراه في أرض الواقع. ما هي أساب عزوف أصحاب المال عن تمويل الفرق؟ هناك ثلاث نقاط أساسية تجعل فرقنا تعاني من غياب التمويل يمكن حصرها في الواقع الإقتصادي بصفة عامة فالجزائر كما يعلم الجميع انها تعتمد على الإستيراد بشكل أساسي و ليس هناك تنافس إقتصادي يبين المؤسسات مما يجعل الشركات الكبرى غير مهتمة بالإشهار واعطيك خير مثال من الواقع ،فمثلا جل الفرق تتلقى تمويلها من المؤسسات المنتجة للقهوة ،ولما تفتح اي قناة وطنية ترى الكم الهائل من الإشهارات التي تعرض مختلف أنواعها وهذا دليل على وجود التنافس الإقتصادي لكن بالنسبة للمنتوجات الأخر فالأمر مختلف خاصة الصناعات الغير غذائية ، اما عن النقطة الثانية فإن تمويل أي فريق من فرق البطولة لن يعود على أصحاب المال بالنفع ،فلا يوجد هناك أي نادي يلعب على البطولات القارية باستثناء فريق أو اثنين حيث يفضل صحاب الشركات إستثمار أموالهم في مجال أخرى وعدم المغامرة بها ، زد على ذلك فإن الملعب لا يدر مداخيل على خزينة الفرق مما يجعل الممول محروما من الأرباح أي أنه يدفع الأموال بدون مقابل خاصة في ظل عدم وجود التنافس التجاري كما قلت على عكس ما نراه في النوادي الأوروبية أو حتى بعض البلدان المجاورة التي حققت طفرة في هذا المجال. ألا ترى بأن غياب ثقافة سبونسورينغ أيضا من بين الأسباب؟ لا أظن أن الأمر يرجع للثقافة فكما قلت أن المستثمرين لا يرغبون في المغامرة بأموالهم لأن كرة القدم في بلادنا لا تدر الأرباح وإنما تطلب الأموال فقط ، وهذا يرجع إلى ما أشرت إليه سابقا فيما يخص عدم وجود مداخيل من الملاعب ، عدم وجود فرق تمثل الجزائر قاريا ودوليا ناهيك على ضعف مستوى البطولة . في وداد تلمسان عانى من الأزمات المالية على الرغم من وجود أصاحب الأموال ،ما تفسير هذا؟ اظن ان هذا الامر شخصي يرجع لصاحب المال في حد ذاته ،صحيح أظن وداد تلمسان أو معظم فرق الجهة الغربية تعاني من أزمات كبيرة من الناحية المالية إن لم نقل أن سبب تقهقرها هو الجانب المادي ، فبدوري لقد جربت هذه المعاناة لما أشرف على رئاسة الوداد طيلة عدة مواسم إذ كنا نلقى صعوبات كبيرة في إيجاد موردين على الرغم من أنه كانت لديا علاقات مع عدة شركاء اقتصاديين خاصة في الجزائر العاصمة ، ولهذا كما قلت لا يوجد محيط خصب لإنتشار عمليات التمويل فالمستثمر يهدف إلى الأرباح دون غيرها من الأمور لكن كرة القدم بكل صراحة لم تمنحه ذلك. في رأيك كيف يمكن لرئيس أي نادي جلب الأموال؟ كل رئيس وله طرق الخاصة لكن اظن ان العلاقات الاجتماعية تلعب دورا فعلا في ذلك كما انه يجب على الرئيس ان يكون له اسثتمارات مع العلم انها لن تكفي والدليل وما نراه في وداد تلمسان حاليا لما نرى ان بريكسي رجل اعمال لكن بمفرده لن يستطيع تسيير الفريق بأمواله الخاصة خاصة في قسم الهواة . هل ترى بأن إعتماد جل النوادي في البطولة على إعانات الدولة كفيل بتسيير الفرق؟ الواقع المر ان جل الاندية المحترفة تنتظر إعانات الدولة وهو أمر يجعل الفريق يغرق في أزمات مالية فصحيح أن الإعانات من شأنها أن تعطي دفعا للفريق لكن لن تسمح بتسييره بشكل كلي والدليل ما نراه حاليا من تركم للديون الفرق ومعاناة بعضها حتى في دفع اجور اللاعبين وغيرها من الامور المتعلقة بالجانب المادي ،ولهذا فأظن ان النادي المحترف بمعنى الكلمة يجب أن يكون له إستقلالية خاصة في الأموال على الرغم من صعوبة المهمة خاصة في ظل عدم وجود مناخ خصب لعمليات التمويل الرياضي مثلما تحدثنا عنه كملاعب مهيأة ، ارباح من نشاطات النوادي ،استثمارات خاصة بالفرق كامتلاكها لفنادق خاصة وغيرها من الأمور الموجود عند النوادي الاوروبية أو حتى الدول المجاورة. الإحتراف له علاقة بإستقلالية الأموال عند النوادي ،ما هي الحلول في رأيك حتى تصل الفرق إلى هذا الطرح؟ الحلول تحدثنا عليها مرارا وتكرا سواء في الوسائل الإعلامية أو الإجتماعات التي جمعتنا بمسؤولي وزارة الرياضية ، أظن ان الخلاص يكمن في تطبيق الإحتراف من القاعدة فالانطلاقة فيه منذ بدايتها كانت خاطئة حيث كان من الأجدر أن يتم وضع مخطط على المدى الطويل للدخول ،حليا اظن ان ساسية الاحتراف قد فشلت بمعنى الكلمة ولا نجده سوى حبرا على ورق هناك بعد الحلول الاستعجالية التي يجب الإستنجاد بها مثل إعادة الفرق الغير قادرة على مواكبة هذه السياسة إلى الهواة والتفكير في فتح رؤوس أموال الشركات وغيرها من الأمور، البحث عن استثمارات خاصة بالفرق في حد ذاته من خلال تشييد الفنادق أو المحلات التجارية التي تعود بالأرباح على خزائن الفرق.