سجل المستشفى الجامعي بن زرجب بوهران إحصاء 28 حالة تسمم غذائي منذ بداية 2016 منها 19 خلال الشهر المنصرم فقط ، و ذلك يرجع لأسباب متعددة و متنوعة أهمها ارتفاع درجات الحرارة و نقص فعالية شبكات التبريد و الفيروسات المتنقلة جراء انعدام النظافة و الباعة المتجولين ، و بعض المحلات و المطاعم التي تفتقر إلى أدنى شروط الصحة و الوقاية و التي تهدف إلى الربح السريع على حساب المواطن. و لمعرفة أكثر حول موضع التسممات الغذائية حاورنا البروفيسور "موفق نجاة" رئيسة مصلحة الأمراض المعدية و المتنقلة و التي أكدت على تزايد أعداد الإصابة بالتسممات الغذائية خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة و مع كثرة المناسبات من أفراح و أعراس حيث يتم الاحتفاء بإحضار كعكات تحتوى على كريمات غير محفوظة و غير محضرة جيدا و تفتقر إلى أدنى شروط النظافة حيث يقبل عليها المواطنون لثمنها الرخيص كما أضافت البروفيسور إلى حالات التسمم الغذائي الجماعي الذي سجلته مصلحة الاستعجالات الطبية على مستوى مستشفى بن زرجب الجامعي من أحد المطاعم التي تبيع المأكولات السريعة بوسط المدينة ، و جزار لبيع اللحم المفروم بأحد الأحياء الشعبية ،و أكدت أن المشروبات الغازية البلاستيكية و قنينات الأليمنيوم التي تباع في الأسواق تحت أشعة الشمس و بسعر زهيد تتسبب في تسممات غذائية خطيرة بالإضافة إلى المواد الاستهلاكية التي تحتوي على الزيوت و الحليب على غرار "المايونيز "و المثلجات نتيجة عدم إتباعها إلى أدنى شروط التخزين و النظافة ،تصبح مواد سامة فتاكة بصحة الإنسان ،و حتى الخضار و الفواكه الموسمية مثل البطيخ حيث تكون جراثيم تنمو في هذه الأطعمة إذا لم يكن تحضيرُها خاضعاً للشروط الصحية أو لم تكن محفوظة في درجة حرارة مناسبة. و عن خطورة التسممات الغذائية تقول" البروفيسور موفق" يصاب المريض بإسهال و تقيؤ و ارتفاع في درجة حرارة جسمه بالإضافة إلى الغثيان و الألم المعدية و المغص ،عدم قدرة المصاب على التحرك و الإحساس بالفشل و تكون الخطورة كبيرة فيمكن للتسمم الغذائي أن يوقف عمل الكلى و يمكن للتسمم الغذائي أن يضع حدا لحياة الانسان إن كانت الأطعمة تحتوي على ميكروبات خطيرة و سامة. و في ذات السياق تشير البروفيسور إلى قيام المستشفى الجامعي و مصلحة الأمراض المعدية بحملات تحسيسية في الشارع للتقرب من المواطنين و تعريفهم بخطورة الأطعمة و الأكل السريع و الحلويات المعروضة في الهواء الطلق بهدف التوعية و للحد من التسممات الغذائية و تناشد البروفيسور موفق نجاة جميع المستهلكين إلى إتباع أسلوب صحي و وقائي لتفادي الأسوأ و ذلك بالغسل المستمر لليدين بالماء و غسل المواد الاستهلاكية جيدا و اقتناء ما هو صحي و تفادي المواد غير المحفوظة جيدا و للحد من الظاهرة التي تأخذ منحا تصاعديا خلال فصل الصيف و شهر رمضان باقتناء من المحلات التي تبيع المواد في درجة حرارة مناسبة و تحترم شروط النظافة و محلات بيع اللحوم خاصة المجمدة فلابد على المواطن أن يطالب من الجزار طحن اللحم المفروم على مرأى الزبون لتفادي التسممات و تنصح بعدم طبع البطيخ بالسكين لأن ذلك يضر الفاكهة و يضاعف الميكروبات و تصبح سامة بالإضافة إلى ضرورة تواجد و توفير دورات للمياه على مستوى كل الأحياء للمحافظة على النظافة و الحد من الفيروسات المتنقلة و المحافظة على ترطيب الجسم. تجدر الإشارة إلى أن العام الماضي وصلت حصيلة التسممات الغذائية إلى 128 حالة و تشهد مصلحة الاستعجالات الطبية توافد الضحايا تسممات بوتيرة يومية خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في ظل نقص الوعي و تهافت المواطنين على منتجات الباعة المتجولين و حتى محلات الأكل السريع التي تتحول من الأكل السريع إلى محلات بيع حلويات شرقية خلال شهر رمضان .