* وزير الداخلية يتفقد مكان الحادث رفقة والي العاصمة ويؤكد على تعليمات الرئيس بوتفليقة بتوزيع كل السكنات لأصحابها على المستوى الوطني تسابق وزارة الداخلية وولاية العاصمة، الزمن من أجل محو آثار كارثة حريق باب الواد الذي أعاد للأذهان ليلة الجمعة الى السبت شبح فيضانات 2001 و زلزال العاصمة 2003 . إذ خلف الحريق خسائر مادية معتبرة تحولت اثرها عمارتين تأوي نحو 70 عائلة الى رماد، بينما لم تقع اية خسائر بشرية تذكر. وكانت الساعة تشير إلى تمام التاسعة و10 دقائق من ليلة أول أمس ، ليلا عندما بدت للعيان من مختلف نواحي، باب الواد كرة من اللهب المتصاعد وسط عمارت شارع عجيسة. وماهي إلا دقائق حتى بدأ الناس يهرعون إلى مكان الحادثة، وسط صراخ وعويل عارم للهاربين من العمارة الذين، بدؤوا في مطالبة الحشود بإنقاذ العائلات العالقة في العمارة. وخيمت ليلة الجمعة إلى السبت سحب من الدخان الأسود القاتل على أجزاء كبيرة من باب الواد، إذ تحولت ليلة الاستجمام والتمتع بفضاءات اللعب والترفيه بالرميلة الساحلية إلى مساحات تعج بالفضوليين من المارة وحتى القاطنين بباب الواد الذين خرجوا من ديارهم خائفين من أن تلحقهم الكارثة ليشهدوا إلى أي مصير سينتهي الحريق المأساوي. * ذعر كبير وسط السكان لقد التهمت ألسنة النار الطوابق الأربعة وبلغت سقف البناية المتواجدة بشارع عجيسة معمر والتي كانت تأوي حوالي 56 عائلة منذ أكثر من 20 سنة، وتحولت في دقائق إلى جمرة كبيرة وسط باب الواد دفعت بأصحاب العمارات المتجاورة والمتراصة إلى هجرانها جراء الهلع والخوف، حيث بدأ الدخان وحرارة اللهب الذي بلع عنان السماء، يصل بسرعة وبقوة إليهم. و كان الحريق قد أخرج وحدات الحماية المدنية الموجودة بنواحي باينام وبوزريعة ووسط العاصمة عن بكرة أبيها لتعزيز فرق التدخل الأولي، وقد لاقت فرق الحماية المدنية صعوبة كبيرة في التموقع أولا بسبب ضيق الطريق المؤدي للعمارة مقارنة بضخامة الشاحنات، وثانيا لخروج ألسنة اللهب من النوافذ والأبواب مندفعة إلى نحو المترين أو ثلاثة بقوة لا مثيل لها . وأمام هذا الوضع اضطر أعوان الحماية المدنية للاستعانة بشقق العمارة المجاورة لمجابهة النيران المندفعة وجها لوجه من العمارة التي تحترق (...). وهنا جدير بالذكر، صورة الهبة التضامنية منقطعة النظير لشباب باب الواد الذين انطلقوا كالفرسان مغامرين بحياتهم لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من فوق السطوح ومنافذ أخرى استعملت لهذا الطارئ. هذا وقالت مصادر من الحماية المدنية أنها سخرت 17 شاحنة اطفاء مجهزة إلى جانب شاحنتين ذات سلالم كهربائية و6 سيارات إسعاف لإخماد النيران التي انتشرت بسرعة. هذا وتنقل وزير الداخلية و الجماعات المحلية السيد نور الدين بدوي الى بلدية باب الواد وتحديدا بمكان اندلاع الحريق ليلة الجمعة الى السبت حيث تفقد العائلات التى كانت تقطن العمارة التى التهمتها النيران و التقى بممثلين عنها. واعرب الوزير عن ارتياحه لعدم وجود خسائر بشرية، آمرا بإحصاء فوري للسكان "ليتم اسكانهم اليوم .. و اعطى الوزير تعليماته للسيد عبد القادر زوخ والى العاصمة بالتكفل بعملية اسكانهم مشيرا إلى وجود ما يربو عن 74 ألف سكن طور الانجاز في العاصمة وحدها وان كل المعنيين سيتم اسكانهم في اقرب الآجال طالبا من هؤلاء التحلى بالصبر ريثما تتم العملية. وذكر بدوي بأن "رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اعطى تعليمات في هذا اطار بتوزيع كل السكنات لاصحابها على المستوى الوطنى في الاجال المحددة".