عن وضع الفنان في بلدي نتألم و نبكي و نتهم بعضنا البعض و لا نفتش أبدا عن الحقيقة ، بعيدا عن الزمن الجميل و السؤال الدائم ما الذي اختلف و حكايات التقشف و بعيدا عن مشاهد البكاء في التمثيل و البروفات، لم يتغير شيء بتوالي السنين سوى الفن الذي تغير للحضيض رغم جمهور البعض من المخلصين ، و لسان حالهم يقول أن المشكل في الفنان نفسه، ربما قد أكون قاسيا لكنها الحقيقة لأن البعض من الفنانين والحمد لله يحيون حياة رغد وقد يقول قائل إنهم يدركون الخلطة السحرية والضربة الحنينة.. الشيتة أو غيرها، فالمهم أنهم بخير لأنهم احتاطوا للزمن وأمنوا على حياتهم من عوز محتمل. سيداتي أوانسي سادتي ...جمهورنا الكريم ...أيها العرب، أيتها " العربات"، أيها الشعب ، أيتها " الشعبات "، أفتش في زمني عنكم لعلكم تغيرون ما أنا عليه وما نحن عليه و ما كانوا عليه ...سيداتي أوانسي سادتي فهامتي متواضعة جدا لأني أعتقد أني أعرف كل شيء و أنا في النهاية لا أعرف في الشيء أي شيء بدون أي شيء. منذ أعوام قليلة صرح الراحل الكبير و الرقم واحد بدون منازع في فن التمثيل بالجزائر مسرحا و سينما سيد علي كويرات أنه لولا مشاركته في أفلام أجنبية لكان متسولا اليوم.. كويرات قال ما قال وهو المجاهد زمن فرقة الجبهة الفنية، أليس من العدل لو كان اليوم عنوانا لجائزة مثل جائزة معاشي أو مصطفى كاتب أو غيرهما، ولو أن المقام ليس مقامهما. الراهن يؤكد مرة أخرى أن الفنان في الجزائر يحيا ليموت في قهر، بعضه يحيا في سلام بجانب الهيئة الوصية التي وإن أخطأت مرارا فإنها أصابت مرة ، وهي أن تقرب منها البعض ليحيا في حياء و يعلم أبناءه، وبعضهم يحفر للفنان الآخر و بعضهم يمارس النفاق عن ترصد ليكون في المقدمة ويترك البقية بعيدا عن أصحاب القرار، ومنه من يوشي بأصدقائه ليتقرب من مدير مسرح و مدير في وزارة الثقافة ليمنحه إخراجا وإنتاجا . للمرة المليون و بتتابع السنوات و مرور الزمن ووفاة الوقت نبتعد عن قانون فنان بأتم معنى الكلمة رغم اجتهادات البعض في الوزارة الوصية من زمن تومي إلى زمن لعبيدي و بطاقة الفنان، إلى زمن اليوم ، زمن البعض من المخلصين... زمن يعاني فيه الفن من الدخلاء ومن المتسلقين ممن يقبلون أدوارا بمبلغ ثلاثة ألاف دينار جزائري، ومنهم من يعملون بدون مقابل أو بمقابل الشهرة ... و زمن لا تتقاضى فيه الفنان حقه من بعض المتاجرين التجار المنتجين بين قوسين، وهو ما جعل البعض ممن يعرفون تاريخ الكبار و نهاياتهم يبحث عن المقابل المادي في سكاتشات ومسلسلات و إن كانت أعمالا لا يؤمن بها أصلا، لأنها أسقطت بقيمته و هيبته و فنه وبمساره مادام القانون كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر و الأوان ...زمن رويشد و بوبقرة و علولة و الفهايمي الكبير سيراط بومدين .