قد يظهر للوهلة الأولى أن العنوان مباشر و متحامل على البعض و أنه عنوان حكم و موقف و رأي، و قد يظهر أنه عبث من نسيج فهايمي دوخه المسرح بالجزائر مؤخرا و قضايا نصف الميزانية و التعيينات الجديدة، أو حتى دوخه المنتخب الجزائري لكرة القدم ولا غرابة في ذلك ما دام الفهايمي متعبا في كل شيء ، متنرفزا باحثا مفتشا عن العدالة الاجتماعية الضائعة في بعض مكاتب العناصر و في بعض الأقدام في الكرة و بعض مكاتب مبنى دالي إبراهيم، لكن الحقيقة و بعضها أن الهيئة العربية للمسرح بمعية الديوان الوطني للثقافة و الإعلام انتصرت و أنتصر للشهداء الذين لم يعودوا و لن يعودوا أبدا. مجوبي و علولة عادا من وهران، مثلما عاد الراحل فتح النور بن براهيم من مستغانم في الاختتام. عادا لأن البرنامج خصص لهما يومين دراسيين أثثتهما المسرحية نجاة طيبوني بفيلمين وثائقيين من أرشيف التلفزيون الجزائري و بتركيب المبدع عز الدين بوخالفة، و رافع فيهما خيرة الأكاديميين و اعترفت فيهما أسماء و أسماء بتقصير الأكاديمي الجزائري في التعاطي مع مسار عز الزين مجوبي أو العزيز مثلما عرفه الأقربون. في الكواليس سمعت رجل مسرح مصري أكاديمي يقول " كيف أنكم تملكون شخصية مثل مجوبي و نحن لا نعرفها ؟ "،حشرت نفسي من دون قصد و قلت " لأن البعض منكم ومنا لم يختر أن يعرفها و لأن الموت خظفها في النهاية ؟". أجبته باندفاع و حرارة ... بجزائريتي ثم عدت لأناقشه في ترويج الإعلام العربي لأسماء دون أخرى، تماما مثلما يكرس بعضه اليوم أسماء دون أخرى، في وقت فتحت الهيئة العربية الشاشات و الصحف و المواقع للجميع و غاب الجزائريون عنها. سؤال أخر ...طرحه البعض و طرحته حتى سقطت معه إليه وهو لماذا يغيب الجزائريون في المسارح العربية و خاصة برامج الهيئة ما عدا القلة ؟.سقطت لأن الجواب سهل و لأنهم لا يتصلون بالهيئة و هذا هو الجواب الرسمي للقائمين على الهيئة، في وقت وجدت وفودا عربية إعلامية و مسرحية و نقدية، وفي وقت مثلت الجزائر مسرحيات تعد على الاصابع ومنها " الثلث الخالي " للمخرجة تونس أيت علي . بصراحة المسرحية بمستواها الذي يمكن أن ننتقده ونقومه و نقيمه و أن نبني عليه أيضا، بدليل أنها صنفت ضمن الاربعة أعمال التي رافعت لها لجنة التحكيم التي غابت عنها الجزائر لا بحكم التغييب، بل بحكم قانون الهيئة الذي يمنع مشاركة ممثل لدولة تستضيف المسابقة و الدورة... مسرحية وحيدة لخصت واقع المسرح بالجزائر بين من اختار الثورة في الثورة و من اختار الانتصار لمبدأ و قضية ومن احتار هل هو مسرحي أم شبيه بمن تابع عرضا، فتخيل نفسه مسرحيا. نسوة العرض وهن يتعلقن بثلاثة قضايا جسدن أيضا قضايا المسرح اليوم بين المثالية و الواقع و " الزوبعة في فنجان " – عنوان مسرحية للمسرحي الجزائري أحمد رزاق – وهو حال المسرح اليوم في انفصاله عن الأمس القريب في غياب وتغييب مجوبي و علولة عن مسارحنا ، ليس من خلال أعمالهما بل أخلاقهما و قضاياهما و سموهما . في الأخير كيف نفسر سادتي سيداتي دموع شباب لم يعرفوا لا علولة و لا مجوبي، إلا من خلال الشاشة الصغيرة عندما كان للمسرح مسرحا أخرا في شاشة التلفزيون الواحدة و غاب اليوم في زمن التعددية و القنوات ؟ ثم كيف نفسر الصدق الذي خلقته ندوة علولة و ندوة مجوبي و كيف نصدق ما يحدث اليوم ...مسرح بنصف ميزانية و ميزانية لنصف فيلم و