من منا لا يتذكر "الحديقة الساحرة"، "افتح يا سمسم"، "النادي البادي" وغيرها، من البرامج، وكذا العروض المسرحية، التي استمتعنا بها، في مرحلة الطفولة نتذكرها لأنها غرست في نفوسنا الحكمة والتربية والفائدة ولعبت دورا كبيرا في ترفيهنا وتثقيفنا وكانت ضرورية جدا لنا، لم يتواجد المسرح يوما للاستهزاء بالطفل وإنما المسرح مهم جدا للطفل، خاصة اليوم لكن فقط يحتاج للاهتمام والعناية أكثر لتقديم الأفضل لطفل اليوم. يتفق الجميع أن مسرح الطفل يتضمّن أنماطاً مختلفة كالمسرح الغنائي وعرائس القراقوز والمسرح الدرامي وخيال الظلّ... لذلك يؤكد المختصون ضرورة مراعاة خصوصية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين ال (6) و(14) ، أثناء عملية التحضير للكتابة والإخراج والتمثيل، وعلى الذين يعملون في هذا النوع من المسرح أن يعرفوا أن الأطفال جمهور سريع التأثّر ومن السهل إثارة مشاعره وخياله حيث نراه يعبّر عن إحساسه بشكل منفعل من خلال حركات مباشرة وأصوات عالية، فهو سريع الاندماج مع أبطال العرض المسرحي، يشاركهم أفعالهم وعواطفهم. ومن مهام مسرح الطفل، حسب المختصين دائما، إيجاد صيغ تربوية سليمة تهدف إلى غرس القيم الجيدة والأخلاق النبيلة بالإضافة إلى التسلية والمتعة، ويتناول مسرح الطفل مواضيع مختلفة، يتمّ اختيارها وطرحها في الأغلب ضمن قالب الحكاية التي تعتمد على البساطة في الأحداث والمتعة والتشويق، في ربط وتماسك داخل فكرة واحدة ومتسلسلة يتوضّح فيها الخير والشرّ حيث يتمّ معاقبة الشرير على أفعاله. ويفترض بالشخصيات في مسرح الطفل أن تكون واضحة المعالم وذات مظهر محبّب وجاذب، متمتّعةً بالصدق والجرأة والذكاء والشجاعة وسرعة البديهة، وكلما ازداد نشاط الشخصية الكثيرةالحركة داخل العرض المسرحي ازداد إعجاب الأطفال بها. كما أن الحوار يجب أن يكون مبنياً على الذكاء وبعض النكات الطريفة، والقليل من السخرية، إضافة إلى بعض الأغاني الموظفة من أجل إيصال فكرة العرض، كما يعتبر الديكور جزءاً أساسياً في مسرح الطفل، فهو عنصر يساعد الأطفال على التعرّف إلى المكان والزمان اللذين تجري فيهما الأحداث، جميع هذه العناصر يجب أن تتضافر بشكل مدروس وسليم من أجل إنجاح العرض المسرحي، وبالتالي إنجاح بناء شخصية الطفل. كما يتحدث، العارفون بالمجال على ضرورة الاهتمام بالجمهور الصغير بعيدا عن المناسباتية وبعيدا عن النشاط السطحي الذي لا يتعدى مجال التنشيط، باعتبار أن مسرح الطفل مجال صعب يتطلب جهدا فنيا سواء من الجانب التأليف أو التمثيل أو الإخراج، فالعرض توجد به الألعاب السحرية والبهلوانية مثلا وقد توجد به المؤثرات الصوتية والألوان والأضواء والحوار والحركة والغناء وكلها أشياء ينتبه لها المتفرج الصغير جيدا لذلك لا يمكن الضحك على هذا الجمهور أو أن نغشه لأن ''البريكولاج'' سيكتشف حتما من المتفرج الصغير والذي لا يرحم.