ألقى الرئيس السوري بشار الأسد خطابا امام مجلس الشعب السوري أمس الأربعاء وعد فيه بإحباط ما أسماه بالمؤامرة التي تتعرض بها بلاده. وتحدث الأسد في خطابه الألو منذ الاحتجاجات الأخيرة عما أسماه بمحاولة إثارة فتنة لتطغى على الإصلاح وتلبية الحاجات اليومية. وأضاف أن سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية. واعتبر أن مدبري المؤامرة خلطوا بين ثلاثة عناصر الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية, معترفا بان معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب. وقال الأسد إنه بالنسبة للسياسة الداخلية البوصلة بالنسبة لنا هو المواطن، مؤكدا أن سورية تعيش حالة وحدة وطنية غير مسبوقة. واعتبر أنه تم التغرير ببعض الأشخاص الذين خرجوا في المظاهرات الأخيرة.وقال أيضا أعداؤنا يعملون كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية. و حمل الرئيس السوري المتآمرين في الخارج مسؤولية بذر الفتنة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلاده. وأصر الرئيس على أن نظرية الدومينو بأن يحدث في سورية ما حدث في تونس ومصر لن تنطبق على بلاده، تماما كما فشلت نفس النظرية بعد غزو العراق. وبرر الرئيس السوري تأخره حتى اللحظة في الحديث إلى الشعب بأنه كان ينتظر أن تكتمل الصورة أو بعض العناوين الرئيسية في ذهنه حتى تكون الكلمة بعيدة عن الإنشاء في وقت يعمل أعداؤنا على ضرب سورية. واتهم الرئيس السوري المتآمرين بالخلط بشكل مباشر بين عناصر الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية، قائلا إن دعاة الفتنة قاموا بالتغرير بمن خرجوا في البداية عن حسن نية مطالبين بالعاملين الأخيرين. إصلاحات كما وعد بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات قال إنها جزء من حزمة كانوا يعملون على تنفيذها منذ تولى الحكم، لكن صادفتها عقبات في تنفيذها غير أنه لم يفصح عن جديد في هذا المجال. ونفى الأسد أن يكون حوله من يعوق هذه الإصلاحات قائلا إن الأمر على عكس ذلك، فمن حوله يدفعونه للإصلاح. كما أقر بوجود مشكلة في التواصل مع الشعب، بحيث كانت هناك أمور لا نعرف تسويقها أو نصورها بصورة خاطئة. وأقر الأسد بأنه لم نفهم في البداية ما كان يحدث حتى بدأ التخريب، حتى أنه في بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن قبل تخريبها بساعة كاملة فكيف حدث؟ كما أقر بأن رد الفعل وأخطاء اللحظة كانت السائدة فسقط الضحايا وسالت الدماء التي هي دماء سورية وأهالي الضحايا هم أهلنا. وأضاف أن التحريض بدأ قبل أسابيع باستخدام الفضائيات والإنترنت، ثم بدأ التزوير، ثم اللعب على المحور الطائفي بالتحريض وإرسال الرسائل النصية الهاتفية، وحتى الملثمين لبث الفتنة بين أبناء الأحياء المتجاورة، لكن تم إفشال المخطط بالوعي الشعبي كما قال. ورفض تحميل المسؤولية عما حدث لأهل محافظة درعا،التي بدأ بها المتآمرون كما قال، والتي شهدت بداية الاحتجاجات وأعنفها، إلا أنهم حملهم مسؤولية العمل معنا لدرء الفتنة قائلا إنهم سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أثارت الفتنة. واستقبل أعضاء مجلس الشعب الأسد بهتاف الله، سورية، بشار وبس ، مقابل هتاف المعارضة في التظاهرات الله سورية حرية وبس، غير أنه أنهى كلمته بقوله الله، سورية، الشعب وبس.