تعتبر اللهجة الحسانية التي ينطقها سكان تندوف ، من اللهجات العربية المنتشرة في دول شمال إفريقيا كموريتانيا ، وجنوب المغرب والصحراء الغربية ، والجنوب الغربي للجزائر ، وتحديدا بتندوف وتشكل حوالي 70 بالمائة من المفردات العربية القحة. ونظرا لأهمية الموضوع وقلة تداوله من طرف الباحثين لاسيما على مستوى تندوف ، رأت جريدة الجمهورية أثناء تصفحها لبعض المخطوطات التاريخية بخزنة الرماضين ضرورة البحث في هذا الموضوع الهام ، أين عثرت على قصائد حسانية كتبها شعراء من تندوف منذ سنين طويلة وظلت عاكسة لمستوى التجربة الابداعية باللهجة الشعبية للسكان وقد وظف شعراء تندوف ، بعض الحروف السريانية في القصائد الشعبية ، وهذا دلالة على التحكم في الإبداع الشعري ، ونظرا لأهمية هذا الموضوع انفردت الجمهورية بنشر قصيدة حسانية ، عثرت عليها ضمن وثائق شعرية حسانية ، للشاعر *عمار ولد لعرب التندوفي* . وقبل ذلك لابد من الإشارة إلى أن السريانية ، هي لغة شرق أرامية تحدثها الناس في الهلال الخصيب وبالمفهوم العام فالسريانية هي كل لغات الشرق أراميا ، كما تكتب السريانية بالأبجدية السريانية ، وهي أصل الكتابة العربية قبيل أن تنقط ، وكانت السريانية لهجة أرامية في شمال بلاد الرافدين ، قبل تغلب اللغة العربية ، كما أن هناك معاشر صغيرة تتحدث السريانية ، بسوريا ، وتركيا ، والعراق وإيران ، وجورجيا ، أذربيجان ... الخ. ويبلغ عدد الناطقين بها 1.500.000 ، كما توجد بعض رموز للسريانية ضمن ديوان شعري حساني بالخزانة الشعبية للمخطوطات بدويرية أهل العبد ، للشاعر عمار ولد لعرب ، ونظرا لأهمية الموضوع تنفرد الجمهورية بتسليط الضوء لأول مرة في تاريخ التراث الشعبي لسكان تندوف ، إبرازا للتجربة الشعرية لدى شعراء تندوف القدامى الذين استطاعوا توظيف رموز وحروف اللغة السريانية في أشعارهم . القصيدة التي وظفت الحروف للشاعر عمار ولد لعرب : يالداير السريانية هذي هي فأربع طلعات الليف اللاهي هي والتي بنقط نقطة لوجات والباء والتاء نكسو دالين والثاء ثالث فنظر العين والجيم صليب سابق الاثنين والحاء والخاء نكسو حلقات للداذ والدال وعينين للراي والزاي وقوفات الطاء والظاء لما لفين يغير حلقهم ملتقيات والكاف واللام طويلة عوجه كملت بغفيفرات واللام ألا حاء مطروحة والميم والنون ألا رحلين الصاد وخوه لهم مارات والعين والغين شدتين والفاء والقاف ألا همزات والسين والشين ألا عينين ممتدات الهاء ألا همز ومعرون واقف بكتفات المجنون الواو ألا صاد ومقرون والياء صليب كامل بزقيقينات وعموما فهذا نموذج من الإنتاج الأدبي ، باللهجة المحلية لسكان تندوف ، الذين يمتازون بالفصاحة ورسم الكلمات والبلاغة وقد بات من الضروري الالتفات الى هذا التراث الكبير الذي ظل حبيس زوايا البيوت وقابعا بين رفوف الخزائن ينتظر من يزيح عنه الغبار والنسيان