*المدرب في الجزائر عبارة عن كبش فداء *الإحتراف لا ينجح بالمساعدات المادية العمومية *لازمو مدرستي الأولى، انفجرت في المولودية وللأسف خرجت من الباب الضيق فتح لنا الحارس السابق للمنتخب الوطني ومولودية وهران عاصيمي محمد رضا صدره في الحوار الذي جمعنا معه صدفة حيث استغلينا الفرصة لمعرفة انطباعاته حول المواجهة المرتقبة للمنتخب الوطني أمام نظيره المغربي وكان برفقته زميليه مهدي وكمال وقد كان الحوار شيقا ندعوعكم لمطالعته... أولا مرحبا بك وشكرا على قبولك إجراء الحوار معنا - لا شكر على واجب وأؤكد أنك الأول من إلتقى بي من الصحفيين بعد عودتي من بلجيكا أمس (الحوار أجرى أول أمس) كيف تقيم مشوارك كمدرب للحراس في نادي » ينيوسانت جينوة« - الحمد لله، أنا أحظى بإحترام كبير من طرف القائمين على النادي، لا تنسى أنني سبق وأن كنت لاعبا في نفس النادي. في أي قسم ينشط هذا الفريق؟ - ينشط حاليا في القسم الرابع، ويسعى لتحقيق الصعود ضمن حظيرة القسم الثالث، ولا تنسى أنه النادي الوحيد المحترف في هذا القسم. قبل الحديث عن المنتخب الوطني، ما تعليقك عن مشوار ناديك السابق مولودية وهران؟ - آه... الحمري هذا الموسم خاض مشوارا جيدا على الأقل، نسي أنصاره الحديث عن السقوط، هذا شيء ايجابي لكن الجولات الأخيرة عرفت تقهقرا في المستوى. تقصد منذ رحيل المدرب شريف الوزاني؟ - قد يكون هذا هو العامل هو السبب في تسجيل النتائج السلبية، حيث كانت البداية بالإنهزام أمام شبيبة القبائل في لقاء كأس الجمهورية، ليدخل الفريق في مرحلة الفراغ أدت إلى إقالة المدرب سي الطاهر وتعويضه بالمدرب سليماني . هذا يعني أن إدارة محياوي تسرعت في قرار الإقالة؟ - يا أخي إسمعني جيدا، الأوروبيون نجحوا لسبب واحد، وهو الإستقرار ... فالفريق الذي لا يتمتع بهذا العامل فلن يتقدم ولا يحقق أي شيء وهذا ما حصل للمولودية، لو حافظت على عامل الإستقرار لأصبحت تلعب هذا الموسم على البطولة، كما هناك عامل آخر ومهم جدا يجب أن نتطرق إليه . ما هو ...؟ - الفئات الصغرى التي تهمش للأسف، وسي الطاهر إستطاع أن يعطي تلك الروح المعنوية لبعض العناصر على غرار بلايلي وشريف هيشام وكذا عواج فهذا ايجابي إذا ما تم إستغلاله لكن الذهنيات مازالت بعيدة كل البعد عن الإحتراف . للأسف... بحديثك عن الإحتراف هل أصبحنا نملك بطولة ونواد محترفة؟ - نقول أن البطولة الجزائرية محترفة إذا كنت أصلا تملك مسيرين وتقنيين محترفين، كما أن نوادينا مازالت تتلقى المساعدات المادية من طرف الدولة، فمن أي احتراف يتكلمون يا أخي؟ إنطباعك إذا قلت لك أن الدولة ستساهم ب10 ملايير كمساعدات لهذه النوادي؟ - إذا كانت هناك محاسبة فأنا مع تقديم هذه المساعدة، فعلى سبيل المثال يجب أن تجتمع اللجنة الفنية للمنتخبات الوطنية مع هذه الأندية وتحدد لكل فريق مهمة لتكوين لاعب، مهاجمين، وحراس مرمى وإلى غير ذلك، لكن تقديم المساعدات فأنا ضد هذه المبادرة، لأن النوادي الجزائرية تفتقد لعامل التسيير وهذه هي النقطة السوداء في الكرة الجزائرية. نعود إلى » الحمراوة« في رأيك ما هو السبب الحقيقي الذي جعل النادي لا يحقق المشوار المطلوب منه ؟ - قتلها وأعيدها، التسيير، أنظر قليلا إلى محيط الفريق، وبالأحرى أنظر إلى الإطارات الموجودة فهناك من سبق له وأن مارس كرة القدم لكنه يفتقد لعامل التسيير، وهناك من لم يمارس أصلا رياضة كرة القدم،لكنه يملك خبرة في التسيير، وفي المولودية الفئة الثانية تكاد منعدمة فيها للأسف. في رأيك هل هذا هو العامل الوحيد الذي جعل الحمراوة لا ينجحون في الفوز بالألقاب؟ - هناك عامل الأنصار، فنحن نملك أنصار يعشقون النادي لحد النخاع وهذا ما يجعلهم يطالبون بالفوز في كل مرة. وهل هذا عامل إيجابي أم سلبي؟ قد يكون إيجابيا إذا كانت طريقة المناصرة محترفة ودون المساس بمشوار الفريق وإذا كان العكس فهذا سلبي. كنت أحد المساهمين في إنقاذ الحمراوة من السقوط في موسم ( 2005 2006) لكن منذ ذلك الموسم لم نسمع عن عاصمي، ما هو السبب الذي جعلك تغادر النادي؟ أرجعتني عدة سنوات الى الوراء، فعلا كانت أياما جميلة يا أخي عدت للمولودية من أجل إنقاذها، أتذكر أنه تم الإستنجاد بي من قبل إدارة جباري، وحققنا مرحلة عودة إيجابية جدا، وكان لقاءنا الأخير أمام شبيبة القبائل بملعب زبانة، وبمدرجات مملوءة عن آخرها، فزنا بهدفين مقابل لا شيء كانت سعادتي لا توصف، وحققنا البقاء ذلك الموسم. وماذا حدث بعد ذلك....؟ كثر الكلام والحديث بعد ذلك في الموسم حيث وصلتني أخبار مؤكدة تفيد أنني سوف أبعد من الفريق وأخرج من الباب الضيق، لكنني تفاديت هذا السيناريو (واسمحت في كل شيء) لأخرج من الباب الواسع، وأترك مكاني نظيفا، هذا ما حدث. إذا فهذا هو السبب الذي جعلك تنهي مشوارك وتتجه الى عالم التدريب؟ نعم، ... بالإضافة الى عامل السّن الذي أيضا يعتبر أحد الأسباب التي دفعتني لمغادرة الميادين فأنا حاليا أبلغ 37 عاما ومن الأحسن ترك الفرصة للشباب. »فاندارسار« يبلغ الأربعين، ومازال الحارس الأول »لمان يونايتد« ويقال إن الحارس ينضج في الثلاثينات؟ صحيح، إذا كان يلعب في بطولات كبيرة، حتى أنه لا يعاني من »الروتين«، لكن في البطولة الجزائرية، لا تسمح سوى الإستقالات، إضراب اللاعبين، الكولسة، فكل هذه الأمور تؤثر نفسيا على أي لاعب. هناك »أناس« لم نتحدث عنهم، وأعني بذلك بداياتك الأولى ومدرستك الأولى التي علمتك أبجديات الكرة....!؟ أعرف تقصد جمعية وهران أليس كذلك؟ نعم.... هذا الفريق الذي لم يحقق الصعود للموسم الرابع على التوالي، فما هو المشكل في رأيك؟ المشاكل كبيرة، فريق الجمعية مهد لي الطريق، حيث ما زلت أذكر أول لقاء لي مع الأكابر، وأنا لم أبلغ السن ال 17، حيث دخلت أساسيا مع تشكيلة كانت تضم عمالقة الباهية، على غرار تاسفاوت، ڤوال حيث إنتهت المباراة بهدفين أمام وفاق سطيف، وتلقيت هدفا واحدا من قبل اللاعب القدير ڤمري رضوان وكانت لي أول إنطلاقة في عالم الكرة. لكن الفريق الذي بدأت فيه مشوارك لم يستطع أن يحقق الصعود الى قسم النخبة رغم المواهب التي تسيل لعاب رؤساء الأندية؟ كيف تريد لجمعية وهران أن تصعد وتسمع أنها تنازلت الموسم الماضي عن تسعة لاعبين يصنعون حاليا أفراح أندية كبيرة، كيف تريد أن ترى »لازمو« في قسم النخبة، وهي لا تملك أصلا مسيرين أكفاء، وأنا لست هنا لإنتقاد المسؤولين، وإنما إنتقادي منصب حول طريقة التسيير المنتهجة، أربعة مواسم ولم تصعد، حتى كلمة "المصعد" غابت. قبل أن نغادر هذا المحور وندخل في محور المنتخب الوطني، هل يمكن أن نعرف أسعد الأوقات التي عشتها في المولودية؟ هناك فرحتان، الأولى تجنبنا السقوط الى حظيرة القسم الثاني، والأولى التتويج بالكأس العربية من بلاد الأسد بسوريا، فهذه هي الفرحة الثانية. وأصعب فترة مررت بها؟ هناك كثير من المراحل، مرحلة الفراغ التي مررت بها مع مولودية وهران كان أسوأها نهائي كأس الجمهورية أمام وداد تلمسان ورأسية »بريكشال« مازلت أتذكرها لحد الآن... (يتبع)