توعد المشير خليفة حفتر باستهداف المصالح التركية في ليبيا، بعد تلقيه ضربة موجعة في إطار هجومه على طرابلس، متهماً أنقرة بتقديم الدعم العسكري لخصومه قوات حكومة الوفاق الوطني. وأمر الرجل القوي في شرق ليبيا قواته بضرب السفن والمصالح التركية ومنع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على الرعايا الأتراك في ليبيا، وفق ما أعلن المتحدث باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري. وتتهم قوات المشير حفتر التي تشنّ منذ قرابة ثلاثة أشهر هجوماً للسيطرة على طرابلس، تركيا بدعم خصومها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والتي تتخذ من العاصمة مقراً لها. واتّهم المسماري أنقرة بالتدخّل “في المعركة مباشرةً: بجنودها وطائراتها وسفنها”. ووفقًا له، فإنّ إمدادات من الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات حكومة الوفاق الوطني عبر البحر المتوسط وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤخراً أن بلاده توفّر أسلحة لحكومة الوفاق الوطني بموجب “اتفاق تعاون عسكري” بين أنقرةوطرابلس. وفي 19 جوان، اعتبر إردوغان أن الدعم العسكري التركي سمح لطرابلس ب”استعادة توازن” الوضع مقابل قوات حفتر، التي تحظى بدعم الإمارات ومصر. وتأتي تهديدات المشير حفتر لتركيا غداة استعادة القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني السيطرة على مدينة غريان التي تُعتبر قاعدة عمليات حفتر التي أطلق منها في الرابع من أفريل الهجوم على العاصمة، على بعد ألف كيلومتر من معقله بنغازي (شرق). وبعد تقدّم سريع من شرق وجنوب البلاد، سيطر حفتر على غريان في الثاني من أفريل قبل إطلاق بعد يومين هجومه على طرابلس. إلا أن قوّاته تعثّرت على أبواب العاصمة في مواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق إلى حين سقوط غريان هذا الأسبوع. ولم تتحرك خطوط المواجهة إلا قليلاً على الأرض. وتوعّد حفتر السبت ب”ردّ قاس”. واتهم خصومه خصوصاً بتصفية عناصر من قواته كانوا مصابين في مستشفى المدينة، الأمر الذي نفاه مسؤولون محليون وحكومة الوفاق. ومنذ خسارتهم غريان، شنّت قوات حفتر غارات جوية عدة على هذه المدينة الواقعة على بعد مئة كيلومتر نحو جنوب غرب طرابلس. أما قوات حكومة الوفاق التي تسعى إلى قطع خطوط الإمدادات عن القوات الموالية لحفتر، فقد شنّت الجمعة هجوماً على السبيعة، على بعد أربعين كيلومتراً جنوبطرابلس، وتحدّثت عن تحقيق خرقً. إلا أن المسماري أشار إلى أنه تمّ صدّ الهجوم متحدثاً عن “معركة عنيفة جداً”. واتّهم تركيا بدعم قوات حكومة الوفاق الوطني في استعادة السيطرة على مدينة غريان عبر تأمين غطاء جوي لها.