أشاد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اليوم الأربعاء بحاسي الرمل (الأغواط)، بالنتائج الإيجابية" التي حققها مجمع سوناطراك خلال سنة 2020، وذلك رغم تبعات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي. وقال عرقاب في كلمة ألقاها أمام الوزير الأول، عبد العزيز جراد، خلال زيارته إلى حاسي الرمل بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين: "أشيد بالنتائج الإيجابية التي حققها مجمع سوناطراك خلال سنة 2020، سواء من ناحية العمليات أو الجانب المالي، بفضل وعي العمال وحرصهم على تجنيب الشركة تبعات ومخاطر جائحة كورونا". وفي ذات السياق، حذر الوزير من أن "صناعة النفط اليوم تشهد أكبر انخفاض في حجم الاستثمارات في المنبع، وهو أدنى مستوى لها منذ عقد من الزمن عالميا"، وهو ما ينذر -مثلما قال- ب"دخول الأسواق النفطية مستقبلا في ندرة في خام النفط مقابل حالة الوفرة حاليا". وشدد على أن "الحاجة إلى ضخ استثمارات هامة في المنبع، ضرورية لتعويض حالة التراجع هذه". ودعا وزير الطاقة إلى ضرورة "التهيؤ جيدا وبقوة لكل حالات الارتداد في الأسواق والخطط والسياسات الدولية، حماية لمكاسبنا الوطنية ولتعزيز مكانتنا كمؤسسة وطنية مؤتمنة على المخزون النفطي الذي هو ملك للمجموعة الوطنية". وبذات المناسبة، ثمن وزير الطاقة "العمل الجبار والتضحيات التي قدمها عمال قطاع الطاقة بصفة عامة وعمال مجمع سوناطراك بصفة خاصة على مدى سنة كاملة كانت عصيبة على الإنسانية جمعاء"، مضيفا أن "جائحة كوفيد-19 عصفت بقيمة أصول وأرقام أعمال كبريات الشركات النفطية العالمية، وبالمقابل تم الحفاظ على صحة وسلامة عمالنا في مختلف الوحدات والمناطق في جميع ربوع الوطن". كما أشاد ب"جهود الحفاظ على الإنتاج لتلبية حاجيات السوق الوطنية من كهرباء وغاز طبيعي ووقود والاستمرار في الالتزام بتعاقداتنا الخارجية مع شركائنا الأجانب مما يحافظ على مكانة وسمعة الجزائر دوليا". وأشار السيد عرقاب إلى أن الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأميم المحروقات تحت شعار "معا من أجل ضمان الأمن الطاقوي لبلدنا على المدى المتوسط والبعيد" هو "عنوان معركة جديدة يجب أن نخوضها معا لقيادة انتقال طاقوي سلس وآمن". وأضاف أن ذلك يتم من خلال "تأمين مواردنا المنجمية لصالح المجموعة الوطنية"، معتبرا أن "تحدي الأمن الطاقوي هو الرهان الذي سنرفعه معا بأكبر فعالية". وأبرز في هذا الإطار أهمية "التكفل بشكل عالي الكفاءة بالحماية الأمنية للإمدادات الطاقوية ضمن منظورها الشامل وفي أبعادها الجديدة للأمن الوطني". وفي سياق متصل، وصف الوزير تأميم المحروقات ب"الانتصار الثاني للجزائر في معركة البترول التي كانت بمثابة +أول نوفمبر اقتصادي+ مثلما وصفها الرئيس الراحل هواري بومدين في خطابه التاريخي الذي ألقاه يوم 24 فبراير 1971′′. وأشار إلى "الدلالة القوية" التي يحملها الاحتفال بهذه الذكرى في "أكبر الحقول الغازية في العالم والذي مكن الجزائر أن تكون من رواد الصناعة الغازية" كما مكنها من "تغطية طلب السوق الوطنية من هذه المادة الحيوية لعدة عقود وتصدير كميات معتبرة لمختلف دول العالم". وأبرز أهمية تدشين مشروع "بوستينغ3′′ الذي وصفه ب"العملاق" والمتعلق ب"تعزيز ضغط الغاز بمحطاته الثلاث: شمال – وسط – جنوب"، ما سيسمح ب"الحفاظ على مستوى الإنتاج في حدود 180 مليون متر مكعب في اليوم واسترجاع كميات إضافية من الاحتياطات تقدر ب 400 مليار متر مكعب من الغاز". ونوه السيد عرقاب ب"عزيمة وإصرار الكفاءات الجزائرية التي مكنت من استمرار الإنتاج وبقاء قطاع الطاقة الجزائري واقفا صامدا ومفخرة الكل الأمة الجزائرية".