يعيش سكان الحي القصديري بن بولعيد التابع لبلدية المقرية بالجزائر العاصمة وضعية اقل ما يقال عنها كارثية وسط محيط ممزوج بالفقر والغياب التام للمرافق الضرورية من غاز وكهرباء، وماء منذ أزيد من 20 سنة . لا تزال حوالي 200 عائلة بحي بن بولعيد بالمقرية تواجه تبعات السكن تحت القصدير الذي تميزه التشققات وتصدع الجدران ما نتج عنه تسرب الماء إلى داخل الغرف ليعيشوا بذلك حالة من الرعب بقضائهم ليال بيضاء خوفا من كارثة قد لا تحمد عقباها، وقد أبدى سكان الحي السالف الذكر استيائهم الشديد بما أسموه بتناسي السلطات المحلية وتجاهلها للوضعية التي اعتبروها مزرية رغم عديد النداءات والشكاوي التي أودعوها لدى المصالح المعنية والتي لم تجد حلولا لهم إلى غاية اليوم على حد قول السكان، مبدين بذلك تساؤلهم إلى متن ستستمر الظروف المأساوية التي يتخبطون فيها. وحسب محدثينا فإن ما زاد الطين بلة هو حلول فصل الشتاء الذي يزيد من مخاوفهم وتتضاعف فيه معاناتهم، حيث يشهد الحي العديد من الحوادث خلال الأيام المضطرة الناجمة عن وقوع شرارات كهربائية تسبب في احتراق العديد من الوسائل الكهرومنزلية، ولحسن الحظ أضاف محدثونا أنها لم تتسبب في خسائر بشرية ما دفع بالعديد منهم إلى استعمال سياسة البريكولاج لتفادي وقوع كوارث أخرى، ناهيك عن الصعوبات الأخرى التي يواجهها السكان في التزود بالماء الشروب وكذا الغاز حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة لجلب قارورات غاز البوتان التي يواجههم سعرها من المرتفع في فصل الشتاء من جهة وصعوبة جلبها نظرا للاهتراء الكبير الذي نعرف مسالك وأزقة الحي من جهة أخرى حيث يميزها طابع التي سرعان ما تتحول إلى برك متوحلة تضطر السكان إلى اجتناب الخروج لقضاء حاجياتهم اليومية، كما نشكل صعوبة كبيرة للأطفال المتمدرسين. وفي سياق متصل أكد السكان أن صحتهم في خطر بالنظر إلى الأمراض التي أضحت تفتك بصحة أبناءهم، الأمر الذي جعلهم يستعجلون السلطات من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة.وعن طريق جريدة الحياة العربية يكرر سكان الحي مناشدتهم من اجل ترحيلهم لسكنات لائقة تضمن العيش الكريم لهم ولأطفالهم .