وصل الخلاف بين فرقاء جبهة التحرير الوطني الى نهايته، بعد سلسلة لقاءات عقدت بين الامين العام للحزب العتيد عبد العزيز بلخادم، ومنسق حركة التأصيل والتقويم صالح قوجيل، كان آخرها أمسية الأربعاء بفندق الاروية الذهبية ببن عكنون. قالت مصادر عليمة ان اللقاء كان عارضا وقصيرا ولم يكن مرتبا، وقد تناول كيفية إعداد قوائم مشتركة لدخول الانتخابات التشريعية المقبلة، وللتأكيد على قضايا بينهما، وأبطل اللقاء بين المسؤولين "الفتيل" الذي كاد يفجر الحزب العتيد على مقربة من التشريعيات حيث هددت التقويمية بدخول معركة التشرعيات بقوائم حرة، ما من شانه ان يقوض حظوظ فوز الافالان بحصة الأسد من مقاعد مبنى زيغود يوسف لصالح الغريم احمد اوحيى، خاصة وان البرلمان القادم سيتولى اعداد الدستور الجديد، وهو ما لا يمكن أن يفرط فيه الأفالان بوضع لمساته وخياراته على الدستور الذي سيمنح المتربع على عرش البرلمان قيادة السلطة التنفيذية. التخوف لدى معسكر بلخادم وعند قوجيل، جعلهما يتفقان على الدخول بقوائم موحدة، على ان يتم النظر في الخلافات بينهما الى ما بعد موعد العاشر ماي المقبل، ومن ذلك تشكيل المكتب السياسي للحزب الذي انبثق عن المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني. وقد اتهم اعضاء الحركة التقويمية الامين العام للحزب بلخادم ب"الانفراد في اتخاذ قرارات، خاصة بتسيير الحزب دون الرجوع الى الهياكل والمناضلين ومنح عضوية اللجنة المركزية لمناضلين لا تتوفر فيهم الشروط الاساسية للحصول على عضوية اللجنة". ومن جهة أخرى أكد مصدر مقرب من الحركة التقويمية طلب عدم كشف هويته خبر اللقاء بين الطرفين، مشيرا الى انه قد تم الاتفاق اثناء اللقاء على ضرورة اجراء "مشاورات معمقة لايجاد آليات فعالة تساهم في التوصل الى أرضية تجسد مبادرة الصلح بين الطرفين في اقرب وقت ممكن". وأوضح المصدر ان هذه "الالية التي يجري التشاور بشانها لعرضها على الاجتماع القادم الذي سيجمع بين السيدين قوجيل وبلخادم في الايام القليلة القادمة تهدف الى رأب الصدع بين الاخوة ولم شمل المناضلين واعادة ترتيب شؤون الحزب قبل خوض الانتخابات التشريعية القادمة". وأضاف المصدر ان هناك ارادة لدى الطرفين ل"تجاوز الصعاب حفاظا على مصلحة الحزب والتوصل الى اتفاق يسمح بطي صفحة الخلاف الذي طفا على السطح عقب المؤتمر الاخير للحزب، وخوض الاستحقاق القادم معا والحفاظ على قوة الحزب وقاعدته الانتخابية" واشار إلى أن الجميع في الحزب "يدرك اهمية توحيد الصف والتحديات والرهانات التي تنتظر الحزب خلال المواعيد الانتخابية القادمة".