انطلق العد العكسي لاقتراع 10 ماي ليزداد معه قلق المترشحين من عزوف شعبي قد يرهن حظوظ وآمال تشكيلات سياسية تحلم بحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية، على غرار التيار الإسلامي الذي يعوّل على الأغلبية في المجلس الشعبي الوطني مستلهما في ذلك التغيرات في الخارطة السياسية لبلدان الربيع العربي. ويحلم قادة الأحزاب هذا التيار بتحقيق الغالبية في التشريعيات، ويسيروا على خطى الإسلاميين في تونس والمغرب، لكن المهمة تبدو صعبة بالنظر إلى العدد الكبير من الأحزاب المشاركة. ويوضح المتحدث باسم حركة مجتمع السلم كمال ميدة أن التكتل الإسلامي "سيكون أول قوة سياسية في المجلس الشعبي الوطني القادم". وبدا كمال ميدة واثقا من أن "قائمة الجزائر الخضراء ستفوز ب120 مقعدا على الأقل" من بين 462 في المجلس الشعبي الوطني المقبل، بينما تشارك في الانتخابات أربعة أحزاب إسلامية أخرى. وأضاف "الناخبون الإسلاميون سيشاركون بقوة في الانتخابات كما شاركوا في المهرجانات خلال الحملة الانتخابية، بينما منافسونا الذين واجهوا صعوبات في ملء القاعات سيعانون من عزوف ناخبيهم"، في إشارة إلى قلة المشاركة في التجمعات الانتخابية. ويرى رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أن فوز الإسلاميين في الانتخابات مؤكد "لأن الشعب الجزائري شعب مسلم". ويشكك رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة المنشق عن حركة حمس، بعد صراع مع رئيسها الحالي أبوجرة سلطاني، في "فوز ساحق للإسلاميين" بسبب العدد الكبير للأحزاب المشاركة في الانتخابات ما سيسفر عن "تشتيت الأصوات وبرلمان ضعيف ومجزأ". ولا يوافق عددا كبير من المحللين والمتتبعين لتطورات الشأن السياسي بمن فيهم إسلاميون، جاب الله، مثل أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الجزائر ناصر جابي الذي يؤكد أن "احتمال تحقيق الأحزاب الإسلامية فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية شبه منعدم لأنها منقسمة في ما بينها ومنغلقة على نفسها". وتوقع الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم فوز حزبه بالأغلبية ثم تليه الأحزاب الإسلامية في المركز الثاني بنسبة 35بالمئة من الأصوات، واستبعد أن تحقق أي جهة فوزا ساحقا. وقال عبد العزيز بلخادم أن "التاريخ لا يعيد نفسه والجبهة الإسلامية للإنقاذ وناشطوها موزعون الآن على أحزاب عديدة". ونفس الرأي أبدته رئيسة حزب العمال لويزة حنون التي أكدت أن التيار الإسلامي "أصبح ضعيفا والأحزاب الإسلامية تمر بأزمة وهي متناحرة في ما بينها". ورأت أن "الشعب الجزائري حفظ الدرس من التجربة الإسلامية ولا يريد أبدا عيش المأساة الوطنية مرة أخرى"، في إشارة إلى العشرية السوداء. ويتفق الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى مع هذه الرؤية، في نظره "الشعب الجزائري دفع الثمن باهظا". ودعا خلال الحملة الانتخابية إلى التصويت "المفيد". وعلى المستوى الرسمي، استبعد وزير الداخلية والجماعات المحلية دحوولد قابلية إمكانية حصول أي حزب على الأغلبية، واعتبر إن ال462 مقعدا سيتم تقاسمها بين الأحزاب ال44 المشاركة في الانتخابات.