شكلت ردود الأفعال حول الانتخابات التشريعية في الجزائر ل10 ماي محل اهتمام الصحافة الدولية وأبرزت في إعدادها الصادرة أمس الأحد تباين مواقف الأحزاب الجزائرية حول نتائج التشريعيات والإشادة الدولية التي أعقبت هذا الاستحقاق. وكتبت صحيفة الحياة اللندنية أن إعلان فوز جبهة التحرير ب220 مقعدا برلمانيا خلف ردود فعل متباينة داخل الطبقة السياسية الجزائرية في تقرير عنونته "جبهة التحرير تتباهى بفوزها الساحق... والإسلاميون يرون أن الربيع تأجل". وأضافت أن مراقبين اعتبروا أن نتائج الانتخابات تمثل إعلان فوز "دعاة الاستمرارية" على حساب "دعاة التغيير"، مشيرة إلى أن "تربع جبهة التحرير الوطني على القمة السياسية لولاية جديدة لاقى ترحيبا دوليا بدا أنه يزيد من حنق الأحزاب المعارضة على النتائج". واستعرضت من جهتها يومية "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن مواقف الأحزاب التي "احتجت على ما قالت إنه تزوير مفضوح"، مؤكدة أن "مراقبين أجانب حضروا سير العملية الانتخابية قالوا إنها كانت خالية من العيوب في عمومها". واعتبرت من جهتها يومية "النهار اللبنانية" أنه "انبثق من الانتخابات التشريعية الجزائرية برلمان يكرس هيمنة حزب جبهة التحرير الوطني ويتوقع أن يستمر في إنجاز الإصلاحات الرئاسية في تثبيت للوضع القائم، خصوصا مع النتائج الضعيفة للإسلاميين الذين لم يتمكنوا من الوصول الى السلطة كما كان شأن إسلاميي بلدان "الربيع العربي"، المجاورة، لافتة إلى ارتفاع نسبة تمثيل النساء داخل البرلمان. وتحت عنوان "الجزائريون يختارون الاستقرار السياسي" اعتبرت يومية "لوباريزيان" الفرنسية الصادرة صباح أمس أن نتائج الانتخابات الجزائرية "أظهرت أن الجزائر فضلت إبقاء الوضع على حاله" مشيرة إلى دور "ذكريات الأحداث الأليمة" التي مرت بها البلاد خلال العشرية السوداء في دفع الجزائريين نحو هذا الخيار. كما سلطت الضوء على موقف الملاحظين الدوليين الذي أبدوا "رضاهم" على سير العملية معتبرة أن ارتفاع نسبة تمثيل المرأة تعد "نجاحا" حقيقيا. وأضافت أن الباب يبقى مفتوحا حول التساؤلات المطروحة حول مستوى "شرعية الفائزين في الاقتراع" في ظل نسبة امتناع تتجاوز 57 %. واعتبرت من جهتها يومية "لوموند" الفرنسية أن الجزائر تسير "عكس تيار الربيع العربي" مشيرة إلى التوقعات التي تنبأت بفوز الإسلاميين على الأقل بالمرتبة الثانية. وأبرزت اليومية الفرنسية جملة من العوامل التي تبرر هذه النتائج ومنها تخوف الجزائريين من عودة حالة اللااستقرار التي عاشتها البلاد خلال العشرية السوداء... وكتبت "لومند" بأن انتخابات ال10 ماي أفرزت "خصوصية جزائرية" اعتبرتها جد ايجابية وهي "الاقتحام المكثف للنساء على البرلمان القادم" حيث انتخبت 145 نائبة، أي ما يقارب ثلث نواب المجلس العشبي الوطني. وكتبت "ليبيراسيون" الفرنسية تحت عنوان "الفوز الانتخابي الجميل لجبهة التحرير" أن النتائج التي حققها هذا الحزب أثارت "شكوك" عدد من المتتبعين مستعرضة مواقف الأحزاب المعارضة التي "نددت بالتزوير"، سيما بعض الأحزاب الإسلامية. واختتمت الجريدة بالقول أن الجزائر "البلد الوحيد الذي قفز على فصل الربيع". وفي ذات السياق قالت "لونوفال أبسارفاتور" الفرنسية أن الجزائر اختارت بقاء الوضع على حاله من أجل "متابعة الإصلاحات الرئاسية" لافتة إلى إلغاء أكثر من مليون صوت وأن "الممانعة تبقى حزب الأغلبية". وركزت الصحف الأمريكية على موقف المراقبين الدوليين، سيما مراقبي الاتحاد الأوربي الذين أثنوا على السير "الحسن والهادئ" للعملية الانتخابية في الجزائر. ونقلت "نيويورك تايمز" تصريحات رئيس بعثة مراقبة الأنتخابات التابعة للاتحاد الأوربي جوزي إغناسيو سالافرنكا في رد عن سؤال حول إمكانية حصول عملية تزوير والتي أكد فيها أن "الجزائر تمتلك ميكانزمات تسمح لها بكشف أي خرق"، مضيفا أنه في حالة تسجيل أي تجاوز فإن "العدالة الجزائرية ستتخذ الإجراءات المناسبة". كما تحدثت جريدة "واشنطن بوست" عن مواقف الأحزاب الجزائرية التي عبرت عن خيبة أملها من نتائج الانتخابات، سيما ممثلو تحالف الجزائر الخضراء على غرار رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني إلى جانب رئيس حركة التغيير عبد المجيد مناصرة الذي وصف النتائج ب"غير المنطقية" و"غير مطابقة للواقع".