أشرفت أول أمس، وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي بقصر الثقافة مفدي زكرياء، على إطلاق البرنامج الوطني للنشر بمناسبة ستينية استرجاع السيادة الوطنية، وهذا بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري، وأعضاء من الحكومة، المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون، إطارات الدولة من مختلف المؤسسات، أهل الكتابة والأدب في الجزائر. في كلمة لها بالمناسبة، أوضحت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، بأن هذا اللقاء يصادف انطلاق البرنامج الخاص باحتفالات الذكرى الستين للاستقلال في رمزية استثنائية تحمل أكثر من دلالة، مؤكدة أن الجزائر قطعت منذ الاستقلال أشواطا هائلة في مسار البناء والتأسيس لمنظومة عريقة من المرافق، المؤسسات الثقافية والإبداعية، بداية بشبكة المكتبات العمومية التي تتوزع على كل مناطق الوطن، إضافة إلى الهياكل الثقافية على غرار دور الثقافة، المسارح، المعاهد، مرورا بالبرامج المختلفة والمتعددة للنشر في شتى أنواع الفنون، الآداب، الشعر والكتابة وصولا إلى حركة التوزيع لمختلف الكتب والمنشورات ضمن عديد البرامج التي نفذتها وزارة الثقافة والفنون، وهذا في ظل السياسية الرشيدة والعناية الكريمة لرئيس الجمهورية وتطبيقا لمخطط عمل الحكومة. وفي هذا الصدد، أوضحت الوزيرة بأنه وفي اطار برنامج النشر المرتبط بالاحتفالات بستينية الاستقلال سيتم طبع ونشر 100 عنوان، تتوزع على الرواية التاريخية باللغتين العربية والأمازيغية وعلى كتب وقصص الأطفال التاريخية وحول أعلام الجزائر وهي منشورات سيتم طبعها في شكلها الاعتيادي وبتقنية البراي ايضا، كما تتضمن هذه العناوين كتبا فاخرة تليق بتاريخ الجزائر ومجدها. هذا وشددت الوزيرة على أهمية الترافق بين الجميع في خدمة الثقافة الوطنية والعمل على توفير كافة الشروط اللازمة لذلك عبر تعزيز مناخات التشاور والحوار والتناصح، مؤكدة أنها ستعمل على تفعيل الدور المنوط بالمركز الوطني للكتاب وتكليفه رسميا بمعاينة وتسريح وضعية النشر والإصدار في الجزائر، لإحداث نقلة نوعية في سياسة الكتاب، تتماشى مع الوضع الراهن للنشر على الصعيد المحلي والدولي. من جهته نوه رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون الدكتور عبد المالك مرتاض، إلى جهود أبناء الوطن من صناع الفكر والثقافة والإبداع، مستذكرا العديد من الأسماء التي قدمت الكثير، منها من غيبهم الموت ومنهم من مازالوا على تطوير وتنمية المشهد الثقافي الجزائري الذي راهن على كتابة تاريخ نضاله بالدم وبالفكر والذي لن يتوانى عن التضحية بكل ما يملك في سبيل خدمة وترقية الثقافة. كما تم بهذه المناسبة التوقيع على اتفاقية تخص برنامج النشر السنوي بين مديرية الكتاب و الديوان الوطني لحقوق التأليف و الحقوق المجاورة بغرض تجسيد مشروع النشر الذي اطلق اليوم بمناسبة ذكرى ستينية الاستقلال والذي خصص للإصدارات والمنشورات حول الكتب و قصص الاطفال التاريخية والكتب الفاخرة التي تتناول تاريخ الجزائر وذلك باللغتين العربية والامازيغية وستنشر الاعمال أيضا في طبعات البراي. ..تكريم كوكبة من الكتاب والمبدعين وعرف اللقاء تكريم كوكبة من الاسماء البارزة في عالم الكتابة والابداع من روائيين و شعراء من اجيال مختلفة، وجرى الحفل التكريمي في اجواء حميمية ميزتها فترات موسيقية من عزف الفنان محمد روان، حيث استمتع الحضور ايضا بقراءات شعرية باللغتين العربية والامازيغية حيث تعاقب على المنصة العديد من الشعراء من بينهم بوزيد حرز الله، فاتن خلوات و مولود حروفي، وخص التكريم الاول الكتاب الشهداء الذين دافعوا عن الوطن بالسلاح وبالقلم وايضا للمبدعين الذين رحلوا وشملت القائمة اسماء معروفة من بينهم الكاتب والصحافي عبد العزيز بوباكير والروائي مرزاق بقطاش والكاتبة امينة ميكاحلي والشاعر عثمان لوصيف، كما تم أيضا بهذه المناسبة تكريم مبدعين من الجيل الاول للاستقلال على غرار زهور ونيسي وبشير خلف وابو القاسم خمار ومحمد زروال و كذا الاديب والاستاذ الجامعي عبد المالك مرتاض، كما احتفى ايضا اللقاء بالجيل الجديد من المبدعين الذين برزوا داخل وخارج الوطن بأعمالهم التي نالت جوائز قيمة في مسابقات عربية و اجنبية من بينهم عبد الوهاب عيساوي واحمد طيباوي وعبدالمنعم السياح، كما قامت وزيرة الثقافة خلال اللقاء ايضا بتكريم المترجمة الايطالية "يولاندا غواردي" التي ترجمت اعمال الكثير من الكتاب الجزائريين الى اللغة الايطالية.