د. عبدالله بن عبدالمحسن الفرج دخلت المرحلة الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي مرحلة جديدة، عندما تم تشغيل جوال هواوي ميت 60 برو بواسطة شريحة Kirin 9000s الجديدة، التي تم تصنيعها في الصين بواسطة شركة SMIC. وبهذا يكون هواوي الأول في العالم الذي يستخدم معالج بتقنية 7 نانومتر. الأمر الذي يعني تمكن الشركة المذكورة من إنتاج شريحة بهذه المواصفات المتقدمة. وهذا أمر مهم جداً، لأن شركة SMIC، تخضع للعقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة عليها بعد إضافتها في سبتمبر عام 2020م إلى قائمة كيانات وزارة الخزانة الأمريكية، التي يمنع وصولها إلى بعض التقنيات الأمريكية المتقدمة، خاصة تلك المتعلقة بإنتاج الرقائق التي تصل دقتها إلى 10 نانومتر. ولهذا، فإن استخدام هواوي لشريحة Kirin 9000s، يعتبر اختراق للحصار التكنولوجي، فهذه الشريحة تحتوي على معالج ثماني النواة ومعالج رسوميات ومودم 5G وذاكرة وصول عشوائي، مجمعة في رقاقة واحدة. إن استخدام هواوي لهذه التقنية الجديدة والمتطورة، في حين أن آيفون 15 وآيفون 15 بلس، من المتوقع أن يستخدم شريحة "A17 Bionic" والتي لا تتعدى 3 نانوميتر من شركة"TSMC" ، سوف يضع العالم أمام مفارقات لا تصب في مصلحة البلدان التي تفرض عقوبات على الصين. إن الاختراق التكنولوجي الجديد الذي يدور الحديث عنه، سوف يضع الصين في مرحلة متقدمة، ليس فقط باعتبارها أكبر اقتصاد في العالم وفق معيار القدرة الشرائية" ppp"، وليس لأنها أكبر دولة في العالم من حيث حجم التجارة الخارجية، وإنما أيضاً، وهو الأهم، لأن الصين في طريقها للتربع على عرش التكنولوجيا المتقدمة في العالم. وهذا مهم للعلاقة بين المملكة والصين، التي تسير بخطى حثيثة للتحول إلى أكثر من شراكة استراتيجية. إن هذا التقدم العلمي- التكنولوجي الصيني سوف يفرض حقائق جديدة مهمة على أرض الواقع. فمن شأن هذا التطور أن يسرع من العملية الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي. لأن هذا الانجاز سوف يوظف نفسه في بقية مجالات الحياة الصينية كالدفاع والفضاء والاقتصاد. وبالتالي سوف يعطي دفع لتقدم الصين نحو إتمام الثورة الصناعية الرابعة، وتحولها إلى أكبر اقتصاد في العالم وفق لكافة المعايير. فإذا أضفنا إلى ذلك الجانب الأخلاقي، وهو جانب مهم جداً، والذي صار في الفترة الأخير يدفع دول العالم بعيداً عن الغرب- هذا الغرب الذي كان فيما مضى، أيقونة، ومركز جذب وانتباه واستقطاب للعالم. إن المرحلة الانتقالية التي يمر بها النظام العالمي تقترب من نهايتها، خصوصاً بعد أن تبين أن الأسلحة الروسية قادرة على موازنة كافة الأسلحة الغربية مجتمعة. وهذا يعني أن الكفة التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية في العالم لم تعد كفتها تميل باتجاه واحد، مما يمهد الطريق لقيام نظام عالمي يعكس هذه التوازنات الجديدة.