حول "تقنيات ووسائل حفظ وترميم المخطوط الديني في الجزائر"، نظمت المكتبة الوطنية الجزائرية، في أول نشاط لها بشهر رمضان الكريم، ندوة علمية نشطها الأستاذ عبد الرحمان حمادو، تضمنت ثلاث مداخلات، لكل من الاستاذة، مولاي أمحمد من المركز الوطني للمخطوطات بأدرار، ومن المكتبة الوطنية الأستاذتين عديلة حلاوة، وفطومة بن يحي . فطومة بن يحي التي ذكرت في مداخلتها حول "حفظ المخطوطات والصيانة في عالم الذكاء الإصطناعي" نوعين من حفظ المخطوط، الحفظ الوقائي والحفظ العلاجي، مبرزة التطورات الحاصلة في عالم التكنولوجيا، فالترميم الرقمي للمخطوطات من خلال دعم الذكاء الاصطناعي يُمكن تعبئة وترتيب أوراق المخطوطات بشكل أوتوماتيكي وبالتالي إكمال الفجوات الممزقة وإصلاح التلف بشكل رقمي وتنظيم الصفحات، وإزالة البقع، وتصحيح الألوان، مشيرة إلى أنه و من خلال التعلم الآلي وتغذية الكمبيوتر ببيانات التدريب وصور الكتابة ظهرت تقنية التعرف على النصوص المكتوبة (OCR)، وبرامج أخرى تمكن من إنشاء نسخة من مخطوط مع إمكانية قراءتها 0ليا، وإصدار نسخ بلغات مختلفة، قابلة للبحث، وهذا ما يسهل عملية الوصول إلى المحتوى وتحليله، وفهم السياقات التاريخية والجغرافية والثقافية للمخطوط بشكل أعمق. وقال مولاي أمحمد من المركز الوطني للمخطوطات بأدرار، بأن صيانة المخطوط هو مفهوم علمي واسع يهدف إلى إحياء التراث القديم المخطوط والتعامل مع التي أصيبت فعلا، أو ذات الإستعداد للإصابة وتركز بحوث الحفظ اليوم، على الصيانة أكثر من الترميم، لأنه قد يضيف مواد غير مرغوب فيها، كما قد يحدث تأثيرا متلفا، موضحا في مداخلته عن "تقنيات ووسائل حفظ وترميم المخطوط الديني بالجزائر" أن صيانة وترميم المخطوطات، تعتمد على تهيئة الظروف المناسبة لسلامتها والحفاظ عليها، وبالتالي فإنه لدراسة ترميم وصيانة المخطوطات، يجب معرفة كل مكوناتها، ذاكرا العوامل المؤثرة في المخطوطات، منها الكيميائية والطبيعية ودور الإنسان في تلف هذه المخطوطات، داعيا إلى التزام النظافة الدورية للمخازن باستخدام أجهزة مكانس كهربائية، مع وضع مساحيق، أو مبيدات لمكافحة الحشرات مع ضرورة التأكد من أن المواد المستخدمة في التخزين ليست حامضية، باعتبارها أحد الملوثات الكبرى للمواد الورقية.. من جهتها أكدت عديلة حلاوة رئيسة مصلحة الحفظ والتجليد بالمكتبة ورئيسة المهندسين في المخبر والصيانة، أن المكتبة الوطنية الجزائرية تسعى جاهدة للحفاظ على هذا الموروث الثقافي ، من خلال صيانته ، وعلاجه ، وترميمه ، حيث تتوفر المكتبة الوطنية على مصلحة تقوم بهذه الأعمال في حالة إصابة هذه المخطوطات، تعالج بمخبر الترميم الذي يتخذ القائمين عليه الإجراءات اللازمة لصيانته ، وعلاجه ، وهذا من خلال تطبيق مجوعة من تقنيات مخبرية للحد من هذه الأضرار، المتمثلة في توفير ظروف حفظ ملائمة، تصوير المخطوطات وترميم المخطوط المتضرر وفق أسس ومبادئ علمية، قائلة أن ترميم المخطوطات في العصر الحديث أصبح علما بقواعد وأصول خاصة بعد استفادته من التقدم التقني الكبير الذي أحرزه العلم، وهوعملية تجميل وإعادة المواد الأثرية إلى شكل أقرب إلى أصلها بدون إضافات مغيرة للأصل، ويسبق الترميم، -تقول- عملية الحفظ والصيانة والتشخيص والمعاينة للوقوف على كل الأضرار والأخطار التي تحيط بكل مخطوط، من أجل تحديد نوع التدخل والعلاج وإيقاف مختلف أنواع التلف، موضحة نوعيّ الترميم، المتمثليّن في الترميم اليدوي، والترميم الآلي، الذي يتبعه التصوير وترقيم المخطوط والعلاج المقترح .