يبدو الميركاتو الصيفي لنجوم المنتخب الوطني في بداياته مخيّبًا لآمال الجماهير المحلية وتطلعاتها، وحتى أهداف بعض لاعبي "الخضر" الباحثين عن إعطاء دفع جديد لمسيرتهم الكروية، أو تحقيق نقلة نوعية للبعض الآخر، في وقت يبحث فيه لاعبون آخرون عن طوق نجاة لاستعادة نشوة اللعب بانتظام. وكان المدير الفني للمنتخب، فلاديمير بيتكوفيتش، تحدث إلى زملاء عيسى ماندي خلال معسكر شهر جوان الماضي بخصوص الميركاتو الصيفي، وطلب من لاعبيه اختيار الوجهة المناسبة التي تضمن لهم فرصة اللعب بانتظام، من منطلق أنّه شدد على أنّه لن يستدعي مستقبلًا اللاعبين، الذين لا يشاركون في المباريات مع فرقهم. ويعاني بعض اللاعبين من وضعية معقدة قد تهدّد استمرار وجودهم ضمن خيارات منتخب الجزائر مستقبلًا، في صورة عيسى ماندي، مدافع فياريال الإسباني، وكيفين قيطون، نجم نادي ميتز الفرنسي الذي هبط إلى دوري الدرجة الثانية، بالإضافة إلى إسلام سليماني (من دون فريق)، وعبد القهار قادري وآدم زرقان ويوسف عطال. ..عمورة الأبرز برز محمد الأمين عمورة بانتقاله إلى نادي فولسبورغ الألماني خلال الأيام القليلة الماضية، ليكون بذلك صاحب الصفقة الأكبر ما بين نجوم منتخب الجزائر حاليًّا، حيث خطا خطوة كبيرة بانتقاله من الدوري البلجيكي إلى "البوندسليغا"، حيث ينتظر منه الكثير للارتقاء بمستوياته الفنية، وتحوّله إلى نجم بصفة دائمة في صفوف "محاربي الصحراء". ويعدّ عمورة اللاعب الجزائري الوحيد الذي تحققت بخصوصه كل الأخبار التي تحدثت عن حصوله على صفقة جيّدة، على عكس العديد من الأسماء التي تم ربطها بانتقالات كبيرة، على غرار أمين غويري نجم نادي رين الفرنسي، ورفيق غيتان، نجم نادي إستوريل البرتغالي، ومحمد بشير بلومي، نجم نادي فارينسي البرتغالي (في انتظار غلق ملفه مع أولمبيك مرسيليا). ..سليماني من دون ناد ورباعي يعيش الترقّب ولا يزال الكثير من لاعبي "الخضر" في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من الميركاتو الصيفي، على اعتبار أن الكثير منهم لا يتوفر على عروض جدّية وفعلية، فإسلام سليماني الذي يتطلع لمواصلة مسيرته مع "الخضر"، يوجد من دون فريق حاليًّا، منذ انتهاء عقده مع نادي ميشلان البلجيكي الشهر الماضي. ولم يتلق سليماني أي عرض جدّي لحد الساعة، رغم ارتباطه بأخبار تتحدث عن إمكانية عودته إلى الدوريين الفرنسي والبرازيلي، في وقت يبدو فيه مصير عيسى ماندي غير المرغوب فيه بنادي فياريال الإسباني، غير واضح المعالم لحد الآن، الأمر الذي قد يهدد حضوره ضمن خيارات المدرب بيتكوفيتش شهر سبتمبر المقبل. ويوجد عدة لاعبين آخرين من منتخب الجزائر في مرحلة الترقب أيضًا، وفي مقدمتهم يوسف عطال الباحث عن موطئ قدم في أحد الدوريات الخمس الكبرى، بعد "المعارضة" لانتقاله إلى أولمبيك مرسيليا، ونفس الشيء ينطبق على الثنائي قادري وزرقان، الذي سئم من الدوري البلجيكي ويرغب في تجربة أحسن، في حين أنّ المدافع كيفين قيطون لا يريد اللعب في "ليغ 2" الموسم المقبل مع ميتز الفرنسي. ..تراجع في أسهم حسام عوار وإسماعيل بن ناصر من جهة أخرى، كثر الحديث عن ميركاتو ثنائي منتخب الجزائر حسام عوار وإسماعيل بن ناصر، لكن وفق الهجرة العكسية من أوروبا إلى "دوري روشن" السعودي، حيث انضم اللاعب الأول إلى نادي الاتحاد السعودي، في وقت يرتبط فيه بن ناصر ببعض الأندية الأخرى. ولا يعد انتقال اللاعبين الجزائريين المتوقع نحو الدوري السعودي بالقفزة النوعية، على اعتبار أنّهما يغادران الدوري الإيطالي في سن مبكرة (26 عامًا)، ووسط رغبة إدارة فريقيهما في التخلص منهما والاستفادة ماليًّا من صفقة انتقالهما، خاصة بالنسبة لعوار الذي اكتفى بالبقاء مع نادي روما لعام واحد فقط. ولا زالت جماهير المنتخب الجزائري تعلق الآمال على كل من ريان آيت نوري ومحمد بشير بلومي، وبدرجة أقل على أمين غويري، لرؤية انتقال كبير آخر لأحد اللاعبين الجزائريين قبل غلق سوق الانتقالات الصيفية.