اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيفوب لدراسات الرأي تردي صورة الإسلام لدى الفرنسيين فضلا عن الخوف المبالغ فيه من المسلمين، فيما اجمع المراقبون على أن المشاعر العدائية للإسلام والمسلمين تنم عن جهل بالثقافة الإسلامية أو عداء متعمد تغذيه أحقاد ضاربة في القدم. الاستطلاع الذي أجراه المعهد بطلب من صحيفة لوفيغارو اليمينية أشار إلى ان غالبية الفرنسيين لا يحبذون تواجد الإسلام في الساحة العامة وأنهم يرون فيه تهديدا. وقال رئيس المجلس التمثيلي للديانة الاسلامية في فرنسا محمد موسوي لقناة العالم الإخبارية الجمعة: لو سألنا نسبة 42% الذين تحدثوا عن تهديد الإسلام عن معنى التهديد الذي يقصدونه، لما قدموا مصاديق حقيقية وإنما تعبر هذه الفكرة عن قلق غير حقيقي. ولم يفصح هذا الاستطلاع عن أن كراهية الإسلام متجذرة في المجتمع الفرنسي، وان الأعمال المعادية للمسلمين في تصاعد مستمر. وقال عميد مسجد باريس دليل بوبكر: كل هذا الجدل المعادي للإسلام يغذي شعورا قديما معاديا للمسلمين الذين لم يحظوا أبدا بالقبول والاحترام، وهذا السلوك غير صحيح. ولهذه الكراهية ضد المسلمين في فرنسا ما يبررها بحسب معهد ايفوب الذي صرح مدير فيه بان الإسلام تحول مع مرور الوقت إلى مادة دسمة لدى الإعلام الفرنسي الذي يثيره كل يوم بطريقة أو أخرى. ومن المفارقة في هذا المنحى أن تردي صورة المسلم في فرنسا مرتبطة عضويا بقناعة الفرنسيين ان المسلمين باتوا راسخين في النسيج الاجتماعي الفرنسي وليسوا ظاهرة زائلة، ومن ثم تعاظمت العدائية حيالهم والتمييز الممنهج ضدهم في مختلف مجالات الحياة. ويرى المراقبون ان استطلاعات الرأي العام في فرنسا توجه سؤالا عاما هو هل تحب الإسلام أو هل تخاف من المسلمين، لكنها لا تسأل عن مدى معرفة الفرنسيين بالإسلام وتاريخه، الأمر الذي يعتبر محاولة لبث ثقافة التحامل على المسلمين والإسلام لدى غالبية الفرنسيين.