عبرت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء عن رفضها الشديد والقاطع إزاء زيارة الحركى والأقدام السوداء لأرض المليون ونصف المليون شهيد، حيث دعت الحكومة الجزائرية إلى ضرورة التدخل قصد إجبار فرنسا على تقديم اعتذار رسمي على جرائمها التي ارتكبتها أثناء الفترة الاستعمارية وما اقترفته من مختلف أشكال الإهانة والتعذيب في حق الشعب الجزائري الأعزل . يأتي تنديد المنظمة عقب ما تداول من حديث عن مرافقة حركى وأقدام سوداء، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر، بداية من اليوم، وقالت المنظمة عقب اجتماع أمانتها الوطنية في دورة عادية، أن الرئيس الفرنسي" تجاهل وتناسى ما فعله هؤلاء (الحركى) بالشعب الجزائري من مجازر بشعة وانتهاك الحرمات وتدمير المنشآت". وجاء في بيان للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، أنها رغبت في أن "تنبه السلطات بما ستتركه زيارة الحركى والأقدام السوداء للجزائر من مخاطر وأثار سلبية وضغينة بين الشعبين، الجزائري والفرنسي"، وقالت إنها " ستبقى اليوم وغدا حاملة مستقبل رسالة الشهداء ووفية للمبادئ النوفمبرية ". وتعتبر المنظمة، الوحيدة من ضمن منظمات الأسرة الثورية التي استنكرت قدوم الحركي والأقدام السوداء إلى الجزائر رفقة هولاند، رغم مطالبة الأسرة الثورية فرنسا الإستعمارية بالإعتراف بالجرائم المرتكبة خلال الحقبة الإستعمارية، وموازاة مع الزيارة التي تبدأ اليوم، الأربعاء، تصاعدت مطالب، في الجزائر تجلاه السلطات، وفي فرنسا كذلك، تجاه قصر الإيليزيه. وموازاة مع ذلك، أكد رئيس الوزراء عبد المالك سلال أن الجزائر تأمل في بناء علاقة مع فرنسا تنظر بعزم نحومستقبل خال من "المفاهيم البالية". وقال في مقابلة مع القناة الفرنسية "فرانس 3" مساء الاثنين قبل ساعات من الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الجزائر المقررة اليوم الأربعاء وغدا الخميس: "ننتظر من هذه الزيارة فتح فصل جديد في العلاقات بين الجزائروفرنسا مبنية على الصداقة والتعاون". وأضاف :"البلدان في مرحلة تاريخية حيث نحن مستعدون لفتح فصل جديد، إننا لا نستطيع نسيان ماضينا وكل الجزائريين يفتخرون بماضيهم وبحربهم التحريرية الوطنية إننا ندخل الآن في مرحلة تاريخية جديدة يجب أن نتذكر ماضينا وهذا أمر واضح وجلي ودقيق لكن الأهم هوبناء المستقبل".وتابع سلال :"يجب أن لا نبقى في المفاهيم البالية لابد علينا أن نشيد ونبني نهائيا بين بلدينا بما أن هناك أمورا كثيرة موجودة بيننا وأمورا كثيرة أخرى قد تم تحقيقها".كما أكد سلال إرادة الجزائر في التوصل مع فرنسا إلى "معاهدة صداقة وتعاون" التي ستبني المستقبل بين البلدين لكن من دون أن يتطرق إلى مسألة اعتذار فرنسا عن "جرائمها الاستعمارية" خلال احتلالها للجزائر. وخارج ما في أجندة زيارة هولاند إلى الجزائر، تلوح ضلال الخلاف بشأن إبرام معاهدة الصداقة بين البلدين، ولما سئل الرئيس بوتفليقة حول الموضوع في حواره الأخير مع وكالة الأنباء الفرنسية، قال الرئيس أن "إعلان الجزائر" الذي وقعه بلدانا في مارس 2003 عبر عن نيتهما المشتركة في بناء شراكة قائمة على ما يجمع البلدين أي المستند التاريخي والقرب الجغرافي والأواصر البشرية وعلاقات الترابط الثنائي العديدة. الطموح هذا ما يزال قائما بالنسبة للطرف الجزائري الذي يرجوإضفاء مضمون ملموس وعملي على الشراكة الاستثنائية هذه التي ينشدها الشعبان. وأشكال الشراكة في نهاية الأمر لا تهم كثيرا ما يهم هي متانتها. وتبتغي باريس فتح عهد جديد مع الجزائر، لكن الملاحظ أن فرنسا تريد ذلك وفقا لهرم مقلوب، أي أنها تبدأ بمعاهدة صداقة قوة مع الجزائر لتزل بها إلى إذابة الجليد في مختلف ملفات الخلاف بين البلدين، بدلا من الخوض في هاته الملفات وصولا إلى إبرام المعاهدة، كما سبق وأن عمل عليه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ومعنى ذلك أن هولاند يريد " صعقة كهربائية" في العلاقات مع الجزائر تحرق كل ملفات الخلاف بمعاهدة، أعطى إشارات أن الجزائر غير متحمسة لها الأسبوع الماضي، لما قال أقر لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، من جهة أخرى، ان فرنسا تأمل في توقيع "شراكة إستراتيجية" مع الجزائر بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها الرئيس فرنسوا هولاند وليس "معاهدة صداقة" لا "يريدها" الجزائريون.وقال ان "أصدقاءنا الجزائريين لا يريدون الدخول في مثل هذه الأدوات القانونية، أنهم يريدون شراكة إستراتيجية معنا وهذه أيضا مقاربتنا.