الاتهامات التي وجهتها زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، إلى رئيس الحكومة الأسبق، احمد بن بيتور، حول وقوفه وراء الغليان التي يجتاح جنوبنا الكبير، خطيرة، وصادمة.. ليس لأنها صدرت من سياسية فحسب وإنما لكونها تصب في خانة ضرب الاستقرار الوطني لحسابات سياسوية وغايات تتعلق بالرئاسيات القادمة. خطورة الاتهامات تستدعي رد بن بيتور وتوضيح المسالة، التي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة بين ناشطين في غرداية وقوات الأمن. وبما أن البلد لا يحتمل مزيدا من القلاقل، فان لويزة حنون هي الأخرى مطالبة بتقديم أدلة على اتهامها لبن بيتور، نحن هنا لسنا في موقع الدفاع على بن بيتور، فالرجل بإمكانه القيام بذلك ومن واجبه أخد موقف من التهم الموجهة إليه، لكن تعدد الأشخاص والمسؤولين الذين اذانتهم محكمة لويزة يطرح الكثير من التساؤولات حول هذه المزاعم. لقد سبق للويزة حنون أن اتهمت شكيب خليل بالعمالة للأمريكان وهي تهمة خطيرة وعقوبتها قاسية، وسبق للمرأة أن اتهمت عمارة بن يونس بشراء قوائم انتخابية جاهزة، واتهمت مجموعة ال11 بالتحضير لثورة في الجزائر لما طالبت تلك المجموعة بمنع فتح الأجواء أمام الطيران العسكري الفرنسي، واتهمت أيضا أبو جرة بالسعي لاستنساخ تجربة مرسي، واتهمت قبله جاب الله بالبحث عن دعم أمريكي بعد لقاء جمعه بالسفير الأمريكي والفرنسي بالجزائر قبيل التشريعيات. لويزة حنون اتهمت أيضا ناشطين وحقوقيين بالعمالة للغرب واستيراد الثورة بعد مشاركتهم في دورة تدريبية في تونس... إذن: على كل هؤلاء أن يقول الحقيقة للشعب بخصوص هذه الاتهامات التي لا تغتفر، بالمقابل على حنون أن تطرح ما لديها من أدلة، وإلا فهي مدانة بتهمة تشويه صور الناس والقذف... نريد الحقيقة، لان ما يجري في الجزائر هذه الأيام لا يحتمل المزيد من التأزم والقلاقل.