بدأت حمى الرئاسيات تلوح في الأفق، من قبل تشكيلات سياسية وشخصيات وطنية، كل في موقف وكل يختلف عن الآخر، لكن المحور في الجدال والسجال معروف، ولطالما طرح بصيغة استفهام بعلامة كبيرة "هل سيترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة"؟. البداية كانت مع الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون التي بدت وبطريقة غير مباشرة من المدافعين لفتح العهدة الرابعة لصالح الرئيس بوتفليقة الذي لم يعط أي إشارة إلى حد الآن إن كان سيعلن ترشحه ام لا، لويزة حنون قالت أن الشعب هو الذي يختار رئيسه، وأن من يقف ضد خيار الشعب ليس ديمقراطيا البتة في إشارة واضحة منها انها لا تعارض ترشح الرئيس لعهدة رابعة، وهي في ذلك، تقف إلى جنب المدافعين عن حصيلة الرئيس بوتفليقة طيلة فترة حكمه، وقد سرعت التسريبات "الأولية" التي افتكت من قصر المرادية أو تم السماح بخروجها في عودة بعض الوجوه المنسحبة من الساحة وتعالي أصوات أخرى من داخلها في ظهور تكتيكي "للتموقع" إلى الواجهة الممهدة لحملة الرئاسيات التي من المقرر إجراؤها بعد سنة. هناك ريبة من قبل البعض في النطق بالموقف المحدد من ترشح الرئيس من عدم ذلك، في ظل عدم اتضاح الرؤية بخصوص ما سيكون عليه المشهد الرئاسي في أفريل 2014، ووسط رهانات دولية وإقليمية فرضتها الثورات العربية والاضطرابات التي صاحبت هذه الثورات من شد وجذب ومحاولات القوى الخارجية بمساعدة بعض الدول العربية المعروفة اجتذاب المواقف الداعمة لمسارات الغرب في تعاطيها مع العالم العربي الغني بالثروات والنفط، لكنه بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا اللذان يمثلان المفاوض مع الدول العربية متخذة من دولة عربية، دور الوكيل لتنفيذ السياسات الغربية في المنطقة العربية، كان هدفها هو بلورة مسار في الجزائر يخدم مصالحها، وترى في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر مجالا خصبا لمحاولات فرض قيادة في الجزائر تعيد النظر في مبادئ الدولة القائمة على الحفاظ على السيادة وإرساء سياسة خارجية مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكانت أزمة مالي، وموقف الغرب من دور الجزائر الرافضة لتدخل العسكري دليل لأمريكا وفرنسا من أن الجزائر ليست دولة يمكن التحكم في مواقفها التي انبثقت عن ثورة نوفمبر 1954، وقبل أزمة مالي، شكل مواقف الجزائر مما جرى في ليبيا ومصر وحاليا ما يجري في سوريا ، اهتماما لدى هاته الدول خاصة بعد ان تحفظت الحكومة عن اعطاء مقعد سوريا للمعارضة في جامعة الدول العربية . حمى الرئاسيات انطلقت قبل حوالي أسبوعين، وبدأت بإعلان رئيس الحكومة الأسبق الترشح لموعد أفريل من السنة المقبلة، وبدى أن ترشح بن بيتور لم يرق للويزة حنون التي تتهمه بإثارة "الفوضى" في غرداية، على خلفية الاحتجاجات التي قام بها شباب الولاية أول أمس، وقالت أن المعني "كان يتصل بشباب ومنتخبين ومناضلين في الولاية في سياق دعم ترشحه للرئاسيات". وهو الانتقاد الذي شجبته المعنية بشدة، في ندوة صحفية قالت فيها أن المعني" يقوم بحملات تشنيع وفوضى في غرداية" وتربط ما أسمته ب"تحركاته" بفوضى بالولاية، واحتجاجات شباب حيال الشغل ورفض الاحتفاء "بعيد الزربية"، كما تؤكد زعيمة حزب العمال " لا يمكن أن نحدث الفوضى بمجرد أننا نسعى للترشح للرئاسيات، ومن يدافع عن مصالح شخصية لا يستطيع أن يدافع عن مصالح الشعب".