و كان الهدف الأساسي من هذا الإضراب هو إسماع صوت الجزائريين في العالم عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة القضية الجزائرية، والتي روج لها الطرف الفرنسي أنها مجرد انتفاضات من عناصر ثائرة لا علاقة لهم بالشعب ثوار، وقد تمكن الإضراب من إسقاط ادعاءات الاستعمار وإجبار فرنسا على الاتجاه نحو الخل السياسي من خلال المفاوضات مع جبهة التحرير. وفي الوقت الذي كانت فرنسا الاستعمارية تحاول لملمة الأمور حتى لا تتوسع أكثر حصل حدث هام ألا وهو تسجيل القضية الجزائرية في الأممالمتحدة حيث تقرر مناقشتها في 28 جانفي 1957 لذلك قررت قيادة الثورة متمثلة في جبهة وجيش التحرير الوطني وبعد تشاور وتفكير معمق القيام بإضراب تاريخي لمدة أسبوع كامل يتزامن مع بداية مناقشة القضية الجزائرية في الأممالمتحدة في 28 جانفي 1957 ليعطى صدى إعلاميا كبيرا لعدالة كفاح الشعب الجزائري في المحافل الدولية ولتنفيذ هذا الهدف النبيل وجهت جبهة التحرير الوطني بيانا تدعو فيه إلى الإضراب في 27 جانفي 1957 وقد نشرته معظم الصحف العربية وأذاعته مختلف الإذاعات العربية. و كانت استجابة الشعب الجزائري لنداء الإضراب مذهلة حيث أنه أصبحت مدن الوطن الحبيب وقراه ومداشره مشلولة بل تحولت جميع المدن إلى مدن خالية من الحركة إلا من حركة المعمرين الأوروبيين وقوات الجيش والشرطة الفرنسية فقد أغلقت جميع المحلات والمتاجر والدكاكين التي يملكها الجزائريون ورفض أي الجزائريون فتح متاجرهم كما امتنع الفلاحون وعمال الموانئ عن الذهاب إلى عملهم مما شل المزارع وعطل حركة السفن. لقد رسم الشعب الجزائري من خلال هذا الإضراب ملحمة أخرى بدمائه الزكية وأعطى المثال للشعوب المستضعفة في التضحية والفداء للحصول على الحقوق والمكتسبات ، فبعد حشد التضامن من جميع الشعوب في العالم لاسيما منها العربية قام كل من الشعبين المغربي والتونسي بإضراب مماثل تضامنا مع الجزائريين وإعجابا بشجاعتهم ونضالهم