قال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري إن 173 شخصا لقوا حتفهم في اشتباكات الجمعة وأصيب 1330 بجروح، في وقت فرضت فيه قوات الأمن حصارا على مسجد الفتح وسط القاهرة حيث يتحصن أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وقال المتحدث شريف شوقي في مؤتمر صحافي إنه تم ضبط عناصر أجنبية في المواجهات التي وقعت بين قوات الأمن وأنصار مرسي في "جمعة الغضب" التي دعت إليها الجماعة للاحتجاج على "الانقلاب العسكري" ولرفض اجراءات فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة. في هذه الأثناء، فرضت قوات الأمن المصرية حصارا على مسجد الفتح في منطقة ميدان رمسيس وسط القاهرة وسط أنباء عن مفاوضات لتوفير "خروج آمن" لأنصار مرسي المتحصنين في المسجد بعد مواجهات مع قوات الأمن يوم الجمعة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن أنصار مرسي أعادوا إغلاق المسجد بعد خروج عدد منهم، لكن الموقع الإلكتروني لموقع حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين نفى هذه الأنباء. وقالت متظاهرة داخل المسجد في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن المحتجين طلبوا ألا يتم توقيفهم أو مهاجمتهم من قبل مدنيين تجمعوا أمام المسجد. ونقلت الوكالة عن شاهد عيان يدعى محمود القول إنه كان يشارك في مسيرة في منطقة رمسيس يوم الجمعة ثم "وجدنا أنفسنا مضطرين للهروب إلى داخل المسجد لتفادي إطلاق النيران". غير أن نوال أحمد، وهي من سكان المنطقة، قالت إن "الإخوان أطلقوا النار والخرطوش والمولوتوف من داخل المسجد". في سياق متصل، دعت جماعة الإخوان المسلمين المصريين إلى التظاهر اليومي من السبت، وذلك في بيان لها صدر في أعقاب انتهاء فعاليات "جمعة الغضب". وقالت الجماعة، التي تتهم جيش مصر بالتخطيط لإسقاط مرسي الشهر الماضي لاستعادة مقاليد السلطة، إن رفضهم للانقلاب على النظام أصبح "التزاما إسلاميا ووطنيا وأخلاقيا ولا يمكنهم التخلي عنه". من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيان لها السبت إنها اعتقلت 1004 من عناصر جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة، واتهمت الجماعة "بارتكاب أعمال إرهابية". وذكر الموقع الإلكتروني لحزب الحرية والعدالة أن نجل المرشد العام للجماعة محمد بديع ويدعى عمار قد لقي مصرعه "بطلق ناري" خلال اشتباكات الجمعة. وفي سياق المواقف الدولية، قال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للفاتيكان إن البابا فرنسيس "يتابع بقلق متزايد الأنباء الخطيرة الواردة من مصر" وإنه "يصلي ويأمل في أن يتوقف العنف وتختار الأطراف المعنية الحوار والمصالحة". من جانبه، دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيليه إلى حماية المسيحيين في مصر، وذلك حسبما ورد في مقابلة له مع مجلة فوكس الألمانية. وقال فسترفيليه إنه لا ينحاز إلى المؤسسة العسكرية المصرية أو جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن بلاده "تقف إلى جانب الشعب المطالب بالحرية والقيم الديمقراطية وبمجتمع منفتح". وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قد قال الجمعة في بيان له إن بلاده تقف مع مصر "ضد كل من يحاول المساس بشؤونها الداخلية". ودعا الملك العرب إلى "الوقوف في وجه كل من يحاول أن يزعزع الاستقرار المصري".