عبر امس الدكتور عدنان عمران الأمين العام للبرلمان العربي و وزير الإعلام السوري سابقا، عن أسفه لعدم القدرة على بناء كيان واحد يجمع و يوحد الأمة العربية الحلم الذي يراود أبناءها على حد تعبيره. و أضاف الدكتور عدنان عمران، للقناة ل الأولى، ل أن الأخطر من ذلك أننا نبتعد إذا نظرنا للجهود السياسية على مستوى المسؤولين والقيادات، لكن ما يزيل هذا التشاؤم هو صورة المواطن العربي المختلفة من موريتانيا غربا إلى البحرين شرقا و ذلك عن تجربة من خلال تنقله عبر البلدان الشقيقة،مبرزا أن المواطن العربي في كل مكان يختلف البرنامج لديه عن كل ما يدور على الساحة الرسمية و يؤمن انه جزء من أمة و يؤمن أن حالة الفرقى هي سبب المشاكل . واستطرد الأمين العام للبرلمان العربي قائلا أن الضعف في الكرامة و العجز الإقتصادي وحالة التهديدات و كل ما يقوم على الساحة من مآس راهنة، مضيفا أنه لهذا السبب أن مسألة العمل القومي العربي المشترك باتجاه أمن قومي عربي و باتجاه إقامة هياكل اتحادية هو أمر أساسي و يتقدم على كل اعتبار. و في هذا الصدد يذكر الدكتور عدنان عمران أن البرلمان العربي الذي يقوم بمسؤولية أمانته العامة قد أدرك ذلك بالتعاون و بتكليف من القمة العربية المنعقدة في الرياض عام 2007 حيث تم وضع إستراتيجية الأمن القومي العربي وهي شاملة تعالج كل الجوانب ، و في قمة الدوحة عام 2008 قدم مشروع آخر يهدف إلى إقامة الهياكل الاتحادية لكن التحرك في هذا المجال بطيء جدا . وأشار المتحدث إلى أن اجتماع الدوحة الحالي خاص بالبرلمانات الوطنية و التي تعني السلطة التشريعية صاحبة القرار في كل بلد عربي، و هي قادرة أن تتخذ قرارات بالسلطة التنفيذية اعتبارا للعمل القومي المشترك و بناء الحالة الاتحادية هي أولوية مطلقة.وفي هذا الشأن يطالب الأمين العام للبرلمان العربي من السلطة التشريعية العربية المجتمعة بالدوحة أن تأخذ قرار منع التأشيرة للمواطن العربي ، آخذا بالاعتبار أنه أكثر من 60 بالمائة من دول العالم تدخل الدول العربية دون اعتماد دخول، بينما أكثر من 80 بالمائة من مواطني الدول العربية يحتاجون إلى اعتماد دخول إلى أرض وطنهم الكبير و يعتبرها من الأولويات للمعالجة في مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي 17 . و عن سؤال حول التوصل إلى تنسيق كامل للتشريعات العربية فقال الدكتور عدنان عمران أننا نتحدث عن التنسيق و التعاون و لا نطبقهما و يرجع السبب في رأيه إلى أننا نفتقد إلى الآليات و كذا الإرادة التي تحتاج إلى سيادة كاملة على القرار و السلطات التشريعية هي سيدة القرار إذ تكون عونا للسلطات التنفيذية في بلدانها فهي التي تمس نبض الشارع العربي قبل اجتياح طوفان المطامع، حيث ان المنطقة العربية مطوقة ببرامج التدخل لأنها تحتوي على 60 بالمائة من الطاقة في العالم ، و هي قوة بشرية ، و جغرافية ، و تاريخية و تراث و غير ذلك .. لذا يرجى لها أن تكون مفرقة وممزقة. وعن ما يحدث في الوطن العربي حاليا أشار الدكتور إلى ضرورة انعقاد قمة عربية طارئة و من جدول أعمالها ماذا يجري و ما هي الحلول ، و يقول أن الجميع يدرك بأن التهديد قادم من أماكن مختلفة قسمه الكبير من الخارج و الباقي من الداخل عندما يهمل هذا الداخل، فاللقاء واجب لإزاحة الهم العربي و على كل الدول العربية أن تنهض لتأكيد سيادتها و حريتها و قدرتها على العمل الاتحادي. و في ذات السياق تطرق الدكتور عدنان عمران إلى الوضع في غزة ،موضحا أن الدول العربية قادرة على دعم الأشقاء في غزة و أن تؤثر فيما يجري من كل المآسي الراهنة بها ، لكنها تصدر البيان أو الخطاب فقط ، وبالمقابل المجتمع الدولي لا يأخذ القرار العربي بجدية لأن العرب تنتهي مهمتهم عند اتخاذ القرار. و عن سؤال حول تطبيق الديمقراطية في الدول العربية، يبين الأمين العام للبرلمان العربي أن هناك دول الهيمنة لا تريد أن تقوم الديمقراطية عند العرب، مقترحا على الدول العربية القيام بإجراءات حقيقية تتلاقى مع هموم و تطلعات المواطن العربي في إطار قومي عربي مشترك لأن الهم واحد ، فهي دول معرضة للتدخل الخارجي و للمشاكل الداخلية و معرضة للتقسيم ، فالواجب أن تدرك هذه المآسي على أعلى مستوى عربي و تتخذ آليات لكي تكون أداة التمثيل في هذه القرارات .