أعلن أمس رئيس الحكومة الأسبق في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد مولود حمروش عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بسبب "الانسداد السياسي الخطير" الذي تعيشه الجزائر. وقال في ندوة صحفية عقدها أوّل أمس بفندق"السفير" بالجزائر العاصمة، "أنّ الانسداد القائم في البلاد يحمل في طياته أوضاعا خطيرة، ويضع الرجال تحت وطأة الضغوط المستحيلة، فيما لم يتطرق المتحدث إلى مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة، واكتفى بالقول "أنّ الوضع في الجزائر ليس قضية أشخاص". واعتبر حمروش في بيانه السياسي الذي أصدره بتاريخ 17 فيفري 2014، والذي جاءت هذه الندوة لتوضحه أكثر كما قال أنّه لم يحمل إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، وقال بأنّ الإعلام أخطأ في فهم ونقل مضمون الرساله، وقد حذر من مخاطر انهيار مؤسسات الدولة قائلا "مشكلة الجزائر تكمن في عدم وجود ميكانيزمات تطور، والنظام دخل في طريق مسدود ووصل لانسداد خطير يعجل بنهايته". وتابع مولود حمروش أنّه ليس من الذين يريدون إسقاط نظام الحكم بموجة هوجاء، بل يريد التغيير بهدوء تام وبتنظيم ومسؤولية تسمح بمشاركة الجميع، قائلا أنّه آن الأوان لطي الصفحة القديمة وبدأ صفحة ناصعة البياض للجزائر، شارحا في ذات الوقت الأسباب التي جعلته يعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية في أفريل المقبل، مرجعا السبب الأبرز إلى الانسداد السياسي الخطير الذي تعرفه البلاد. حيث نفى حمروش أن يكون سبب الانسداد ترشح بوتفليقة لعهدة جديدة، محذراً من أنّ هذا الانسداد يحمل في طياته مخاطر حقيقية تحمل تهديدات خطيرة وتزيد من التفرقة وتمنع المؤسسات من أداء وظائفها، وتضع الرجال تحت وطأة ضغوط مستحيلة. واعتبر أنّ الانتخابات كآلية للتغيير في الجزائر وفي ظل منظومة الحكم الحالية أصبحت لا تعني له شيئا ولا يؤمن بها قائلا "إذا كانت الانتخابات هي الآلية التي تنتقل فيها السلطة بسلاسة في الأنظمة الديمقراطية، فإنّها ليست كذلك في الجزائر بل إنّها تحولت إلى أداة لإقصاء الآخر"، وعلى العكس يضيف أنّ الانتخابات أصبحت جزء من الأزمة وليس جزء من الحل لأنّ السلطة حسب قوله باتت ترضى بنسبة ضئيلة من الشرعية والمصداقية التي تسمح له بالاستمرارية، فهو عادة ما يترك مؤسسات الدولة في صراع دائم مع المجتمع. ودعا رئيس الحكومة الأسبق الجزائريين لاستغلال الفرص والحظوظ المتاحة وتوظيف التقاليد السياسية الراسخة في صياغة التوافقات والتسويات وتجسيدها، فيما رفض المتحدث ربط الأزمة التي تعيشها الجزائر فيما يشاع عن الصراع بين الرئاسة والجيش ممثلا في مديرية الاستعلام والآمن وربطها بمنظومة الحكم وشبهه بالشجرة التي أثمرت واتى عليها الزمن فيبست، وقال حمروش أنّه لا يدافع عن نظام الحكم وأنّه ليس من الذين يريدون إسقاطه بعاصفة هوجاء بل بشكل هادئ وبمسؤولية ومشاركة الجميع داعيا الجزائريين إلى تحمل مسؤولياتهم، كما لم يعارض المتحدث العهدة الرابعة، لأنّه يعتبر هذه القضايا جزئية مقارنة بمشكل إصلاح منظومة الحكم برمتها وهي القضية الأساس، وهذا الأمر لا يتم إلا بمشاركة المؤسسة العسكرية، التي قال أنّه يكن لها الكثير من الاحترام والتقدير، لأنّها الوحيدة القادرة على التغيير المنشود دون أن يعطي تفاصيل أكثر عن هذا الدور بشكل أوضح.