يحرم التلاميذ من الاستمتاع بعطلتهم الربيعية فالسفر والترفيه رفقة أسرهم مؤجل إلى شعار آخر، ما يجبرهم على المكوث بالمنزل نتيجة انشغال آبائهم الدائم في العمل، وهو الأمر الذي سيلقي بظلاله القاتمة على نفسية هؤلاء الأطفال، لكن العديد من الأخصائيين يحبذون استغلال أوقات أبنائهم في العطلة بالمطالعة للقضاء على الخمول والكسل الذي ينتابهم. لطيفة مروان لا فرق بين الأيام ... كل يوم نفس الأجواء هكذا يجيب حمزة كل من يسأله عن الأماكن التي يزورها خلال العطلة الربيعية التي انطلقت بداية هذا الأسبوع، فالطفل ذو الثانية عشر عاما لا يغادر منزل الأسرة خلال العطل بسبب انشغال والده الدائم في العمل، تقتصر الأنشطة التي يقوم بها اغلب الأطفال داخل بيت الأسرة على إنجاز بعض التمارين المدرسية، استعدادا للعودة لمقاعد الدراسة، أو قراءة بعض الكتب والموسوعات، في محاولة منهم للتخلص من الإحساس بالملل الذي يسيطر عليه، في الوقت الذي يستمتع فيه أقرانه خلال أيام العطل من خلال السفر رفقة ذويهم. يؤكد حسن موجه التربية الاجتماعية بمدرسة خالد بن الوليد بباش جراح أن العطلة لا بد من أن يشرف عليها أولياء التلاميذ حرصا منهم على لاستغلال الوقت في كل ما هو مفيد لهم، أملاً أن يستفيد الجميع بالحرص على إفادة الأبناء وتهيئتهم للتحصيل الدراسي. وقال: لا تأتي تربيتنا لأولادنا على حسن استغلال الوقت في الإجازة فقط، بل ينبغي أن نواصل ذلك في أي وقت فراغ آخر، فعلى سبيل المثال يوم الجمعة يمكن الاستفادة منه، وكذلك أيام الأعياد، لأن تمضيتهم لإجازاتهم دون نشاط تولد عندهم الخمول والكسل، وهي ضارة بهم، خاصة أنهم مقبلون على فترة دراسية أخرى. وأوضح رابح زيغد الأستاذ الاجتماعي بجامعة الجزائر أن نسبة كبيرة من الأسر لا تهتم بتربية أبنائها على حسن استغلال إجازاتهم في المفيد، منوهاً بأن تعويدهم على استغلال أوقات الفراغ على مدار السنة وإدارة أوقاتهم ينعكسان على سلوكهم بشكل دائم. وأشار إلى أن أسراً أخرى لا تحرك ساكناً تجاه نوم الأبناء نهاراً وسهرهم ليلاً في غير المفيد بحجة أنهم في عطلة ويجب تركهم يستمتعون بها وهذا أمر غير منطقي على الإطلاق. وأضاف أنه ينبغي ألا نضيع من عمر أبنائنا من دون الاستفادة منها، بل إن البعض منهم يتركهم عرضة للعادات غير المستحبة دون أدنى احتساب لقيمة الوقت وأهمية استغلاله، فهي لا تحث أبناءها على الإدارة الجيدة لأوقات فراغهم، ولا تبدي الاهتمام الكافي بمتابعة تحصيلهم الدراسي، وتحمّل نهاية العام المدرسة مسؤولية تدني مستوياتهم، مشيراً إلى أن الأبناء الذين يدركون أهمية قيمة الوقت ويستغلونه بشكل جيد يكونون في غنى عن الدروس الخصوصية، ويدخلون قاعات الامتحانات دون توتر وقلق، وتكون نتائجهم مشرفة لمدارسهم وأسرهم ومجتمعهم .