رغم مجهودات السلطة المعنية لتنظيم حركة النقل على مستوى العاصمة، من أجل القضاء والحد من الازدحام التي باتت إحدى أهم المشاكل التي تؤرقه العمل على إحداث شبكة للنقل الجماعي تستجيب لطموحات مستعمليه من عموم المواطنين، فإنه لحد الساعة لم تتغير الصورة، مما يجعل مشكل النقل الحضري من أصعب المشاكل التي يواجهها المواطن. لطيفة مروان كشف أحد المواطنين في حديث مع الحياة العربية أنه لا يمكن من خلال إحداث «الترامواي» الادعاء أن مشكل النقل الحضري سوف يتم حله، فهذا الأمر، حسبه، مستبعد كثيرا، لأنه يحتاج إلى رؤية شمولية تستحضر جميع القضايا المرتبطة بهذا القطاع، ومن بينها مراقبة الفاعلين في قطاع النقل وتتبع تنفيذ الخدمة ومعاينة مدى احترام التنظيم المعمول به ومقتضيات عقود الاستغلال والتنسيق بين مختلف الفاعلين، بغية تحسين ملاءمة تسيير المرور، والبحث عن تمويل المشاريع المرتبطة بالتنقلات الحضرية. وأوضح مواطن آخر أن هذه الوضعية ومشكل أزمة النقل ستثار بشكل كبير في الأيام القليلة القادمة في الحكومة الجديدة التي يأمل منها تغيير عدة أمور. وفي موضوع ذي صلة، يؤكد بعض المتتبعين للشأن المحلي أن العاصمة بدأت في السنوات الأخيرة تفقد جاذبيتها بسبب مشكل الاكتظاظ، مؤكدين أن الشركات التي ترغب في الاستثمار في المدينة أصبحت تتخوف كثيرا من المشاكل المرتبطة بالاكتظاظ الناجم عن تزايد عدد السيارات، نظرا لعدم توفر المدينة على وسائل نقل جماعية كثيرة في المستوى المطلوب، وهو ما يجعل أصحاب هذه الشركات يغيرون وجهتهم نحو مدن أخرى، وهو ما سيؤثر في المستقبل القريب على المكانة الاقتصادية للعاصمة. في الكثير من اللقاءات يؤكد بعض المسؤولين القطاع أن هناك جهدا كبيرا يبذل من أجل وضع حد لحالة الاختناق المروري الذي تعرفه جل الشوارع، لكن هناك فرق شاسع بين النوايا المعبر عنها في هذه اللقاءات والواقع، فلم يعد الاكتظاظ مرتبطا فقط بالشوارع الرئيسية الكبرى في المدن الكبرى أو في العاصمة، بل وصلت العدوى إلى العديد من المناطق الأخرى. وهو الأمر الذي يستدعي، حسب الكثير من المتدخلين، التفكير الجدي في وضع مشروع قابل للتنفيذ يحول دون أن تتحول الجزائر في العشرية القادمة إلى مدينة شبيهة بتلك التي توجد في أمريكا اللاتينية أو الهند.