نظم المركز الثقافي الجزائري بباريس، معرضا فنيا جرى افتتاحه يوم 15 سبتمبر الجاري ويستمر إلى 10 أكتوبر المقبل، حيث يعرض فيه تجربة غاية في الأهمية تتمثل في صدور كتاب بعنوان "أوديسية الكلمات"، الصادر في مدينة "فالون بونت دارك" الفرنسية، عن منشورات " غاليريه دو بودراك"، إذ يسلط الضوء على التقاء الشعر بالفن، مما يبرز حواراً بين لوحات تجريدية رسمها الفنان الجزائري غاني غوار، وقصائد خطّتها الإعلامية والشاعرة لويزة ناظور باللغتين: العربية والفرنسية. قامت الشاعرة بترجمة النصوص من "مصدر إلهامها الماثل في اللغة العربية إلى الفرنسية حتى يتطلع القارئ الفرنسي إلى الفضاء الشعري في الكتاب الذي يعكس متاهات الألوان داخل عوالم الفنان، تماماً كمرآةٍ تعكس أسرار ذاكرتنا المنطوية على كثير من كنوز الماضي". لذافإنالمطلععلىديوانالشاعرةعنكثبسيكتشف قصائدها التي رسمها وشكّلها وخطها الفنان غوار على "ورق رفيع صقيل جدا بالخط العربي بعدما أبدع على صفحاته لوحات تجريدية غنائية. وهو أحد الفنون غير الموضوعية"، كونه يعتمد على الإحساس بالأنغام الموسيقية والإيقاعات المتضاربة. يمنحالمعرضتوفيرتجربةتلاقيوحواربينالريشةوالقلم، والذي يحيلنا إلى فضاء التجريد الغنائي الذي انتهجه الفنان غاني غوار، باللمسات المستوحاة من "الخط العربي وخطوط "التيفيناغ" الأمازيغي"، مما يمنح أعمالَ الفنان طابعاً خاصاً "ونقلة نوعية ليس في تاريخ الفن المعاصر في بلاد المغرب وحسب، بل في تاريخ الفن العربي أيضًا". فبدونشكفإنهظهورتيارالتجريدالغنائيفيالعالمالعربي، يتميز برمزية خاصة "من خلال تجديد الحركة الخطية في فن الرسم. ومن خلال ما يترجمه من طموح عميق تتميّز به هذه الأوطان التوّاقة إلى مزيد من الحرية. " هذا ما تؤكده الشاعرة لويزة ناظور. يحتوي كتاب "أوديسة الكلمات" على جمالية الصورة الكامنة في جدلية "العلاقة بين الفن والشعر اللذين يتقاطعان في قاسمهما المشترك: التجريد. حتى أنه غدا بمثابة حوارٍ إبداعٍ فني بوصفه كياناً مستقلاً قائماً بذاته يعلن عناقًا بين الشعر والفن، لا بل انصهار أحد الفنين في الآخر. تجدرالإشارةإلىأنأعمالالفنانغانيغوارتتمثلفيربطحركةالتجريدالغنائي. هذه الحركة رأت النور في أوروبا عان 1950 ثم انتقلت إلى الولاياتالمتحدة سنة 1970 وبعدها الصين ومن ثمة بدأت تنتشر تدريجيا في الفضاء العربي المعاصر. وأن منشورات "غايريه دو بارك" تعمل على التعريف بهذه الحركة الفنية وتفتح فضاءها للكثير من الفنانين والشعراء لنشر فكرتها على نطاق واسع، وذلك قصد التعريف بمواهب وإبداعات مختلفة من العالم.