تدفق المواطنون من مختلف الأعمار وكالعادة على المعرض الدولي للكتاب في دورته ال 19 الذي انطلق في 30 اكتوبر ويسمر إلى غاية 8 من الشهر الجاري والذي أقيم كالمعتاد في الصنوبر البحري، حيث شهد في السنوات الأخيرة اقبالا كبيرا من طرف المواطنين ولم يقتصر الإقبال على الفئة المثقفة وتعد الولاياتالمتحدة ضيفة الشرف فيه . وفي جولة استطلاعية قامت بها "الحياة العربية " من خلال معاينة مختلف أجنحة المعرض لوحظ توافد معتبر من المواطنين صباحا يجوبون كل أجنحة المعرض ويقومون بالاستفسار عن اغلب الكتب التي تشد أنظارهم لاقتنائها، كما لمسنا قدوم بعض المواطنين لقضاء نزهة للترويح عن النفس دون إعارة أي اهتمام للكتاب والثقافة بصفة عامة وما يشد الأنظار الإقبال الكبير على اقتناء الكتب الدينية بكميات كبيرة واغلبهم من أصحاب الطاولات والمكتبات لاعادة بيعها. ..الكتب المدرسية والطبخ تحتلان الصدارة في المبيعات لا حظنا خلال جولتنا الاستطلاعية هجوم المواطنين على الأجنحة المخصصة للكتب المدرسية والطبخ والمحاولة في مسايرة البائعين حتى يخفضوا لهم السعر لاقتناء ما تيسر منها وفي هذا الصدد أبدى العديد من المواطنين الذين كانت لدينا فرصة التحدث عن استحسانهم للكتب الخاصة بالتلاميذ وكتب الطبخ المعروضة مفيدين أنها جيدة ومعاصرة تفي متطلباتهم لكن أسعارها باهضة ما جعلهم يستغنون عن بعضها رغم تعلقهم بها لان ميزانيهم لا تسمح بذلك . ..إقبال كبير على الكتب الدينية بغرض "التجارة" شهدت الفضاءات المخصصة للكتب الدينية تهافتا منقطع النظير لشراء ما تيسر من الكتب والاشرطة، حيث يتزاحم ما يصطلح عليهم في الشارع الجزائري "الإخوة" في شراء الكتب الدينية بالجملة ويحملونها إلى سياراتهم، وهو ما آثار انتباهنا غير أنه بمجرد ما استفسرنا عن سبب ابتياعهم لهذه الكميات الكبيرة أجابنا احد الزبائن أن المعرض فرصة لشرائها بأثمان معقولة حتى يستنى له بيعها في متجه وكسب الأرباح. وصرّح احد المواطنين في دردشة معه "أنهم كالمعتاد ينتظرون حلول المعرض الدولي للكتاب لاغتنام الفرصة وابتياع ما يسر لهم من الكتب للتجارة بها طوال السنة بعد انتهاء المعرض" مشيرا ان هذا الامر أضحى معروفا عند عامة الناس ما يدفعهم إلى تخصيص وقت لشراء الكتب بأثمان معقولة لتجنب اقتنائها فيما بعد بأسعار مرتفعة . .. كتب الأطفال تكتسح أجنحة المعرض اكتسحت أجنحة المعرض مختلف الكتب الأطفال والألعاب التي كانت محل استقطاب العديد من الزوار الذين تهافتوا لاقتنائها لأطفالهم رغم أسعارها الباهضة، فاغلب دور العرض تميزت بعرض شتى أنواع كتب الأطفال من القصص الصغيرة إلى الألعاب التي تنمي فكر الطفل عن طريق التسلية وتفننت بذلك وهو أثار اعجاب الزائرين حيث قال لنا احد زوار المعرض انه اقتنى لابنائه الصغير العديد منها حتى يتعلموا وكذا لتجنيبهم اللعب بالالعاب الالكترونية التي لا تعود عليه بالفائدة وتسبب في ضياع الوقت . .. اقبال محتشم على كتب ضيفة الشرف "الولاياتالمتحدة" تعتبر الولاياتالمتحدة الرائدة في مجال الأدب والتكنولوجيا لوجود ثلة معتبرة من المؤلفين الذين أعطوها وزنا ثقيلا في الذاكرة العالمية من خلال تعدد وتنوع أنواع الكتب التي ترجمت إلى العديد من اللغات ،كما انها لازالت تتمع بمقروئية كبيرة من مختلف الأجناس، الا أن جناح الولاياتالمتحدةالامريكية في الصالون لم يحظى باهتمام كبير الوافدين حيث بدا الجناح خلال مرورنا عليه شبه فارغ ما عدا بعض الأشخاص ومن باب الفضول يلقون نظرة على الكتب المعروضة لبضع دقائق ومن ثم ينصرفون من دون الاستفسار عن شيء، وهذا راجع إلى مشكل اللغة "الانجليزية" التي لم تكسب بعد رواجا. .. أجنحة المعرض تتحول إلى قبلة للرومانسيين خلال جولتنا الإستطلاعية التي قادتنا للتجول في جل أرجاء المعرض الدولي للكتاب الذي يترقبه البعض من السنة إلى الأخرى و بالأخص الطلبة لاقتناء باقة متنوعة من الكتب التي تنمي الفكر وترفع الرصيد الثقافي إلا أننا وجدنا فئة تترقبه لغرض آخر وهو "الرومانسيون" الذين يجدون في حلوله فرصة للالتقاء وقضاء وقت ممتع مع بعضهم غير آبهين لا بالمعرض ولا للكتب المعروضة حيث يتخذون المساحات الخضراء الموجودة هناك مكانا مخصصا للهم للجلوس والتحدث والتسامر بعيدا عن أعين الناس وهو الأمر الذي ترفضه جل العائلات الوافدة التي التقيناها هناك مشيرين انه لا ينبغي تواجدهم في هذه الأمكنة المحترمة . " التحواس" مضمون في الصالون يجد بعض الأشخاص ممن لا تهمه الثقافة ولا الكتاب حلول المعرض الدولي للكتاب فرصة " للتحواس" وقضاء وقت ممتع مع الأقارب أو الأصدقاء وتغيير الأمكنة المعتاد ان يتنزهوا فيها لا سيما وانه هناك فضاءات واسعة مخصصة للتسلية كما ان هناك فضاءات مخصصة لبيع مختلف المأكولات وان كانت أسعارها باهضة جدا إلا ان نسبة الإقبال عليها كبيرة جدا من طرف الزوار. حيث وجدنا طوابير طويلة على مختلف الاطمعة والمشروبات والحلويات اقتربنا من إحدى الفتيات التي كانت واقفة في طابور طويل للأكل السريع حيث قالت انها قدم رفقة أختها وصديقتها للترفيه عن النفس وليس للإقتناء لاسيما وان اغلب الكتب أسعارها باهضة ،كما أنها أرادت تغيير الأمكنة المعتاد التنزه فيها لتغيير الجو .