كشفت شهادات ووثائق مسربة أمس عن تورط 490 شخص يحمل جنسية جزائرية في سلسلة فضيحة "سويس ليكس" التي هزت العالم مؤخرا بعد أن طالت أسماء ثقيلة من المشاهير والملوك ورؤساء الدول إضافة إلى شخصيات سياسية ورياضية وفنية. حيث حوّل أزيد من 100 ألف شخص ما مجمله 180.6 مليار دولار إلى مصرف "آتش اس بي سي" في جنيف بهدف التهرب الضريبي وتبييض الأموال وحتى تمويل الارهاب. وجاء في الصحيفة الفرنسية لوموند امس التي تنشر مسلسل فضائح "سويس ليكس" مع 60 وسيلة اعلامية عبر العالم، أنه تم إحصاء 590 حساب ذي صلة بالجزائر في بنك "أش.اس.بي.سي بريفايت بانك" بجنيف برصيد إجمالي بلغ 671 مليون أورو و تعود ل 440 جزائري دون ان يذكر المصدر اسماء معينة . و قال تحقيق "مجمع صحافة التحري" التابع لإتحاد الصحفيين الدوليين في واشنطن، ان حسابات الجزائريين فتحت في البنك البريطاني عبر فرعه بجنيف السويسرية بين 1970 و2006 كما جاء في التحقيق ان من بين هذه الحسابات هناك 10 بالمائة اثبت قطعا انهم يحملون جواز سفر جزائري،.و في السياق ذاته تضمن التحقيق تصنيف لأكثر الدول التي تورط مواطنيها في الفضيحة احتلت الجزائر بموجبه المرتبة 55 من بين 203 دولة عبر العالم. و سلط التحقيق الضوء على ممارسات التهرب الضريبي والآلية التي اعتمدها المصرف البريطاني في مساعدة الاف الأشخاص عبر العالم من بينهم مئات الجزائريين على تبييض اموالهم وتهريب العملة الصعبة الى الخارج بناءا على ما قدمه الموظف السابق لدى المصرف و المهندس المعلوماتي هيرفي فالشياني للسلطات الفرنسية من معلومات تعود للفترة الممتدة بين عامي 2005 و2007. و قام العملاق المصرفي البريطاني بإرسال إشعارات الى عملائه في افريل 2005 يخطرهم فيها بورود ضريبة مالية اوروبية جديدة جديدة انطلاقا من شهر جويلية من نفس السنة واعلمت زبائنها بوجود طريقة قانونية لمن يريد تجنب دفع الضريبة لتكون تلك اللبنة الأولى لأكبر فضيحة مصرفية منذ سنوات طويلة و من المنتظر ان يتم الإفراج عن تفاصيل جديدة حول القضية قد تطيح بأسماء ثقيلة و معروفة لدى الرأي العام الجزائري الى ذلك نشرت لوموند على موقعها ردًا من اتش اس بي سي افاد فيه المصرف انه يقر ب"مخالفات ماضية"، لكنه يؤكد انه قام منذ سنوات بمبادرات كثيرة لمنع اللجوء الى خدماته للتهرب الضريبي أو لتبييض اموال.