يفتتح اليوم بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث و المعاصر"ماما" معرضا فنيا تحت عنوان"أسطورة نشأة السينماتيك الجزائرية"، و ذلك احتفالا بالذكرى الخمسين عن تأسيس متحف السينما الجزائرية. و حسب ما صرح به محافظ هذه التظاهرة محمد بجاوي في حديثه للحياة العربية أن هذه التظاهرة التي تتواصل على امتداد شهر تعد بمثابة تأريخ للسينما الجزائرية، و أضاف أنّ الاهتمام بالسينما والصورة في الجزائر بدأ منذ الحكومة المؤقتة خاصة مع الراحل امحمد اليزيد، المكلّف بالإعلام والدعاية، حيث استعان بأسماء لها ثقلها والتزامها اتجاه الثورة وعلى رأسها الراحل محيي الدين موساوي، إضافة إلى شولي وسارج ميشال، وضمن هذه الإستراتيجية الخاصة بالاتصال تم جمع آلاف الصور بعضها تصدّرت أشهر الصحف العالمية كالتايمز مثلا، كذلك الحال بالنسبة للأفلام التسجيلية التي أنجزها جزائريون وآخرون أجانب، وكل هذا الإنتاج دخل الجزائر سنة 1962 بفضل الحكومة المؤقتة، ودخل معه السينمائيون الأجانب الذين دافعوا عن الثورة، ليفكّر الراحل موساوي، في تأسيس سينماتيك الجزائر الذي كان قبلها ناديا للسينما، وكان أوّل من ترأسها أحمد حسين، إلى غاية سنة 1979، ليبدأ النشاط في 23 جانفي 1965، وهكذا عرفت السينماتيك شهرتها المطلقة بين سنوات 65 و69، حيث أغلقت من أجل الترميم والتجهيز ثم أعيد فتحها، وهنا ذكر منشطو الندوة أنه كان هناك 11 ألف نسخة لم يتبق منها إلا حوالي 200 مما يشكل تهديدا لذاكرتنا السينمائية الوطنية. من جانب أخر ذكر بجاوي، أيضا أنّ السينماتيك كانت انطلاقة لأسماء سينمائية معروفة منها الراحل يوسف شاهين، الذي غيّر الصورة النمطية للسينما المصرية العالقة بالذهنية الجزائرية حينها، أي أنّها مرتبطة بالغناء ورقص سامية جمال، ليكتشف العجب في فيلم "باب الحديد" ثم غيرها من الأفلام، وكل تراث شاهين حفظ بالسينماتيك ثم نقل إلى سينماتيك باريس ومنه إلى اليونسكو، عرفت السينماتيك أيضا روائع السينما الأمريكية التي حضر صنّاعها الجزائر وكذلك السوفياتية والهندية والكوبية وغيرها كثير ضمن دورات بلغت ال23 دورة سينمائية، وهنا يذكر أنّ بعض السينمائيين العالميين فتنوا بالجزائر، ومكث بعضهم شهرا كاملا وكانت له علاقات حميمية مع أبناء القصبة. ومن المنتظر أن يشارك في هذه التظاهرة حسب بجاوي أصدقاء السينما الجزائرية من بينهم قوستا غافراس من سينماتيك باريس، جون ميشال أرنوف، وكذا مدير مركز الإذاعة والتلفزيون التابعة لليونسكو إلى جانب مديرة المركز الوطني لحفظ الأفلام بفرنسا، وهي ابنة فرانسوا هولي صديق الجزائر، وغيرهم من الضيوف الذين سيجتمعون لإطلاق فكرة مشروع حفظ التراث السينمائي الجزائري، علما أن بعضهم وصل منذ أيام وله جولة عبر الوطن. وأكد المتحدث أن هذا المعرض يعد تنظيمه استثناءا في شهر سبتمبر القادم بقسنطينة وذلك للمشاركة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لينتقل بعدها إلى المركز الثقافي الجزائريبباريس بطلب من سفير الجزائر بفرنسا، كما سيتم على هامش هذه التظاهرة، عرض أفلام منها لأول مرة على غرار فيلم "صوت الشعب" المنتج سنة 61، من قبل الحكومة المؤقتة وذلك بطبعة عربية وإنجليزية، ويعرض سيناريو فيلم شندرلي "بنادق الحرية"، إضافة إلى تكريم العدد من الوجوه السينمائية التي رحلت مؤخرا على غرار المرحوم سيد علي كويرات والعسكري وروجي حنين وآسيا جبار، كما ستطلق جائزة السينماتيك الخاصة بأحسن فيلم روائي طويل، وسيتم أيضا نقل جزء من الفعالية إلى وهران بمناسبة مهرجان الفيلم العربي.