برلين عبر مسؤولون في الدول الكبرى الست عن خيبة أملهم لعدم قبول إيران اقتراحات ترمي إلى تأخير قدرتها المحتملة على صنع قنابل نووية وحثوا طهران على إعادة النظر في موقفها. ورفضت إيران اتفاقا كانت سترسل بموجبه أغلب مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى الخارج لزيادة تخصيبه وتحويله إلى وقود لأغراض طبية في طهران. وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي روبرت كوبر بعد اجتماع لمسؤولين من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وروسيا والصين "نشعر بخيبة أمل لعدم وجود متابعة بشأن التفاهمات الثلاثة في الاتفاق المقترح".وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية توسطت في خطة ترسل بموجبها إيران اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا، لكن طهران رفضت يوم الأربعاء الماضي الاقتراح. وبموجب الخطة حصلت إيران على خيار نقل نحو 75% من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى خارج البلاد لتحويله إلى ألواح وقود لمفاعل في طهران ينتج النظائر المشعة لعلاج السرطان. وسئل مصدر مطلع على المحادثات عما إذا كان اعتراض إيران سيؤدي إلى تعرضها لعقوبات جديدة، فقال إنه كانت هناك مناقشة عامة ولكن لم يتم التطرق لأشياء محددة.وتريد القوى العالمية تقليل مخزون إيران من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى ما دون الكمية اللازمة لصنع قنبلة نووية إذا تم تخصيبه لدرجة نقاء أعلى.وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي دعا في وقت سابق اليوم الجمعة إيران إلى الموافقة على مسودة فيينا الخاصة بتخصيب اليورانيوم في الخارج، معربا عن أمله في أن يتم ذلك قبل نهاية العام الجاري.وجاءت تصريحات البرادعي في مؤتمر صحفي عقده في برلين الجمعة وأكد فيه وجود "فرصة نادرة للانتقال من العقوبات والمواجهة إلى عملية بناء الثقة" قائلا إن العقوبات يمكن أن تزيد إيران تشددا. وشدد البرادعي على أن "الكرة الآن في ملعب إيران" داعيا الأخيرة إلى عدم تفويت هذه الفرصة.يشار إلى أن مسودة فيينا تقضي بإرسال إيران مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب للخارج لمعالجته وإعادته كوقود نووي لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث الطبية.بيد أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قال في تصريح له في العاصمة الفلبينية مانيلا أمس الخميس إن حكومته تفضل تبادل اليورانيوم داخل إيران وليس خارجها.من جهة أخرى وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد العلاقات بين بلاده وتركيا بالإيجابية، وقال إن كلا البلدين يمكن أن يكون الشريك التجاري الأول للآخر. وذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية أن كلام نجاد جاء خلال استقباله في تبريز وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حيث بحث معه العلاقات الثنائية وأهم قضايا المنطقة. ومن جانبه قال أوغلو إن العلاقات بين إيران وتركيا آخذة في التبلور في ظل أجواء جيدة للغاية، مضيفا أن إيران وتركيا بوقوفهما إلى جانب بعضهما بعضا والتخطيط المشترك ستساعدان على تنمية العلاقات الثنائية بينهما أكثر فأكثر. وأعرب أوغلو عن استعداد تركيا للمساهمة في حل أزمة الملف النووي الإيراني بشكل يضمن حقوق جميع الأطراف على قاعدة الاحترام المتبادل. وقال "إذا كانت هناك أي مهمة يمكن لتركيا أن تتولاها فإننا جاهزون لذلك"، مضيفا أن "المهم هو حل الخلاف عبر الوسائل الدبلوماسية ونعتقد أن هذا الحل ممكن". وكان نجاد قد جدد في خطاب ألقاه أمس الخميس في مدينة تبريز أن حكومته ستمضي قدما في برنامجها النووي "السلمي"، متجاهلا تحذيرات دولية من عواقب رفض مسودة فيينا.يشار إلى أن تركيا سبق أن أعلنت استعدادها لتخزين اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب على أراضيها، وذلك ردا على مقترح قدمه البرادعي بشأن إرسال اليورانيوم الإيراني إلى طرف ثالث يحظى بثقة طهران والدول الغربية المعنية.ق.د