كان الموعد مساء أول أمس عند الساعة الثالثة ونصف زوالا مع حفل استقبال ودي وأخوي – على حد تعبير سعادة سفير الجزائر في بلغاريا أحمد بوتاش – على شرف حارس "الخضر" مبولحي بمقر السفارة الجزائرية في صوفيا في جلسة حميمية ورائعة، تعالت فيها القهقهات التي تنم عن ارتياح الجميع للجو السائد من موظفين أو سعادة السفير وحتى رايس الذي كان مسرورا للغاية وقضى لحظات ممتعة "كيف لا يكون ذلك وأنا مع إخوتي الجزائريين"، قال مبولحي. عاد إلى السفارة للمرة الأولى منذ حصوله على جواز السفر قبل 5 أشهر آخر زيارة لمبولحي الى مقر السفارة كانت منتصف أفريل الماضي ويتذكر هذا الموعد جيدا، حيث أعلمنا أنه جاء صباحا بعد أن تلقى مكالمة مستعجلة، يطلب منه المتصل المجيء فورا وهو ما فعله إذ تنقل هناك للحصول على جواز سفره، والأمور لم تأخذ الكثير من الوقت لأنه في ظرف دقائق تحصل على جوازه الجزائري. مسؤول الشؤون الإدارية في السفارة احلوش قال: "هل تنفي أني أعلمتك أنك ستلعب كأس العالم وتتألق. أنت نفسك لم تنتظر أن تستدعى، أليس كذلك؟". مساعد السفير: "منحناه جواز السفر وهو لم ينه شرب قهوته" كما أكد الحزاتي عثمان مساعد السفير ل مبولحي أنه منحه جواز السفر في ظرف لا يزيد عن 5 دقائق، حيث أتم كل شيء ومبولحي لم يكمل شرب قهوته، إذ تفاجأ أفضل حارس في الدور الأول في المونديال بالسرعة التي تمت بها العملية ولو أن جواز السفر كما علمنا كان عاديا وليس بيومتريا مثلما أشارت إليه العديد من المصادر الإعلامية. السفير يؤكد أن تعليمات فوقية طلبت تسليمه الجواز في اليوم نفسه في سؤال طرحه صحفي بلغاري عن سعادة السفير عن كيفية منحه جواز السفر وهل كانت هناك تسهيلات أم لا، رد بأن مبولحي موجود بعين المكان ويمكن أن يجيب، قبل أن يضيف أنه تلقى تعليمات من أعلى مستوى تطلب منه استخراج جواز السفر له في ظرف يوم واحد، خاصة أن الحاجة إليه كانت ملحة، وهو ما حصل حيث ناله في ظرف دقائق بطلب من الخارجية الجزائرية. أكبر صحيفتان بلغاريتان كانتا في الموعد بعد أن اطلعت الصحافة البلغارية عبر "الهدّاف" و"لوبيتور" عن تنظيم حفل استقبال على شرف الحارس مبولحي بمقر السفارة، اتصلت صحيفتا "مريديان ماتش" و"سادسداي سبور" (7 أيام رياضة) وهما أكبر يوميتين رياضيتين في البلاد بمقر السفارة وحصل 4 إعلاميين على الموافقة لحضور حفل الإستقبال (صحفيان ومصوران). الغرض من حضورهما الإنفراد بتصريحات مبولحي وكان الغرض الوحيد من هذا الطلب ليس القيام بتغطية الحفل، ولكن الحصول على تصريحات من الحارس مبولحي الذي يقاطع الصحفيين في بلغاريا ولا يتكلم مع أحد، حيث لم يسبق له – حسب معلوماتنا – أن أجرى حوارا مع إعلامي بلغاري وكانت الفرصة للحاضرين لطرح مجموعة من الأسئلة عليه، مستغلين خجله وتواجد السفير وعدم قدرته على الرفض. مبولحي "ما شبّعهومش هدرة" وكان يجيب بكلمة واحدة مبولحي الذي يعلم أن الصحافة البلغارية تتجاوز في حقه وتكتب الكثير من الأمور غير الصحيحة، وإن لم يقلها صراحة إلا أنه يشعر أنه مظلوم من قبل عدد كبير من الإعلاميين هنا، وهم الذين يكتبون كل شيء عليه، بإعتبار أنه لا يرد ولا يكذب ما يصدر، وهو ما جعله يشعر ببرود في علاقته معهم، الى درجة أنه "ما شبعهومش هدرة" وكانت كل إجاباته مختصرة، وتقريبا بكلمة واحدة، حيث رد على سؤال لأحد الإعلاميين عن سبب إختياره الجزائر رغم أنه لعب لفرنسا في صغره بالقول: "الجزائر بلادي". سعادة السفير: "واجهت رئيس جمهورية بلغاريا في مباراة ساخنة في برافاتش وهزمني (5-3)" سألنا سعادة السفير عن علاقته بالرياضة، فقال إنه رياضي هاو، كما أنه يلعب في تشكيلة الدبلوماسيين التي تشارك في بعض المباريات الخيرية وهنا تذكر حكاية أصر أن يرويها لنا قائلا: "لقد سبق أن واجهت رئيس الجمهورية البلغاري في حفل نظمناه للحصول على عائدات من أجل الطفولة المسعفة وكان ذلك يوم 8 جوان الماضي قبل أيام قبل كأس العالم، المباراة لعبت في برافاتش وفي ملعب كبير، كانت ساخنة جدا ولكن للأسف تفوقوا علينا بنتيجة (5-3)". مبولحي أهدى قميصه بالرقم 92 الى السفير وقد قام مبولحي بإهداء قميصه بالرقم 92 الى سعادة سفير الجزائر في بلغاريا أحمد بوتاش من باب الإعتراف بما قدمه له، خاصة أن فضل السفارة عليه كبير في حصوله على جواز السفر في فترة قياسية، بالإضافة إلى تعريف الاتحادية به من خلال إرسال تقارير مستمرة عنه وكذا بعض أشرطة الفيديو، مبولحي في تصريح قصير قال لنا: "فضل السفير عليّ كبير، أشكره كثيرا ومن أعماق القلب". سعادة السفير يقرّر حضور مباراة رابيد فيينا من أجل تشجيع مبولحي وقد قرّر سفير الجزائر في بلغاريا أحمد بوتاش حضور مباراة سيسكا أمام رابيد فيينا النمساوي في إطار "أوروبا ليغ" المقررة سهرة غد الخميس بملعب ليفسكي من أجل تشجيع مبولحي، والوقوف الى جانبه بما أنه جزائري ويمثل البلاد في هذا الفريق البلغاري وفي إطار هذه المنافسة الأوروبية، وسيكون كل موظفي السفارة – مثلما علمنا – حاضرين. مبولحي أشار إلى أن الأمر يسره كثيرا ويدفعه إلى تقديم كل ما لديه. ... ويدعوه إلى احتفالات 1 نوفمبر رفقة مسؤولي سيسكا كما تلقى مبولحي دعوة لحضور إحتفالات السفارة الجزائرية بذكرى ثورة 1 نوفمبر التحريرية، حيث أكد أنه سيكون في الموعد ولن يتخلّف عن منافسة مثل هذه في فندق "شيراطون البلقان" كما طلب منه سعادة السفير أن يدعو مسؤولي سيسكا إلى الحضور إن كان يمكنهم ذلك، وهو ما وعد به، بل وأشار إلى أنه سيدعو أيضا عددا من زملائه الذين يحبون الجزائر ويتشرّفون بحضور هذه المناسبة التي وصفها ب "العزيزة". -------------------------------- الفكرة التي كنا نملكها عنه تبددت في بلغاريا... مبولحي يكشف الوجه الآخر، ومن قال إنه لا يضحك؟! الفكرة التي كنا نملكها عن مبولحي عن أنه إنسان جاف، تبددت كلية في بلغاريا، صحيح أننا نعرفه من قبل بأنه شخص هادئ إلا أن مقاطعته الإعلاميين مرة واحدة أعطتنا الإنطباع أنه يملك طبعا غريبا يستحيل فهمه، لكن لقاءنا به في فندق "شيراطون البلقان" في ساعة ونصف، وتواجدنا إلى جانبه في السفارة يوم أمس ساعة ونصف أخرى جعلنا نغيّر الكثير من الأفكار بخصوصه عندما ظهرت حقيقة هذا الحارس اللغز، الذي كان على راحته يضحك ويمازح ويقهقه، ويسأل بعيدا عن الخجل الذي تعوّدناه عليه. حضر في الموعد مرة ثانية، وكان مرتاحا للغاية مرة ثانية كان مبولحي في الموعد دون تأخر وبالضبط في الثالثة ونصف زوالا بتوقيت بلغاريا (السفير من أخّر موعد الاستقبال بساعة واحدة لالتزامات خاصة به)، حيث كان حارس سيسكا أمام مدخل السفارة دون دقيقة تأخير وهو الأمر الذي جعل الحزاتي مساعد السفير يؤكد لنا أنه أعلمنا من قبل أنه لن يتأخر ولو ثانية واحدة. مبولحي هذه المرة كان مرتاحا أكثر ولم يكن خجلا مطلقا كما تعودناه، حيث شعر فعلا أنه في بيته العائلي. بقي يمزح، و"شبع ضحك" على نكتة السفير ولم يكتف مبولحي بذلك فقط، بل ضحك في العديد من المناسبات وكان ذلك بمجرد دخوله حيث تذكر كيف جاء للحصول على جواز سفره، كما أن سفير الجزائر في بلغاريا أحمد بوتاش روى للحاضرين نكتة لم يتردد معها الحارس الدولي في الضحك، على غير العادة التي نعرفها عليه، حيث لا يحفظ الجميع له إلا ابتسامته الشهيرة في مباراة إنجلترا التي لا زالت مطبوعة في ذاكرة الكثيرين، وما عدا ذلك كان مبولحي يمزح بين الحين والآخر مع الحاضرين. ... ويقهقه بأعلى صوته بعد أن مازحه السفير طالبا منه الإبتعاد عن الصحفيين وفي إطار الدردشة الحميمية بين سعادة السفير ومبولحي بحضورنا، سأله السفير عن سبب إقلاله من الظهور الإعلامي وحتى إجاباته المختصرة، فرد: "من يريد أن يعيش في هدوء عليه أن يكون بعيدا عن الأضواء". بعدها روى له السفير ما كتبه جاك شيراك في كتاب حيث جاء في إحدى الجمل: "من يريد أن يعيش هادئا عليه أن يبتعد عن الصحفيين" وهنا قهقه مبولحي بأعلى صوته، موجها كلامه إلينا: "لقد قلت لكم إنني أحب البقاء في الزاوية وها هو سعادة السفير أعطاني نصيحة سأعمل بها". أعطانا سر حمله رقم 92، لكنه طلب أن لا ننشره وسأل سعادة السفير مبولحي عن الرقم الذي يحمله وهو 92 وهل له قصة خاصة أم لا، فقال إنه لا يوجد سر، لكن الحارس السابق لسلافيا روى لنا القصة ولكنه طلب منا أن لا ننشرها في الجريدة، رغم أنها عادية جدا ولا يوجد فيها أمر مضر، وهي الرغبة التي نحترمها لمبولحي خاصة أنه كان "راجل معانا" طيلة فترة تواجدنا في صوفيا. أكد أنه سيطمئن علينا قبل مغادرتنا الى الجزائر كما لم ينس أن يسألنا عن موعد مغادرتنا بلغاريا، حيث أكد لنا أنه سيطمئن علينا هاتفيا مساء أمس قبل عودتنا الى الجزائر ويعلمنا ما إذا كانت مهمتنا ناجحة أم لا (قالها مازحا)، وهو ما جعل نسقط عنه الفكرة التي نملكها عن أنه إنسان جاف، وحتى مبرراته برفضه التصريحات بعد المباريات أعطانا أسبابها من جديد بقوله إن اللاعب بعد المباراة يكون تحت سيطرة الإنفعالات ومن مصلحته أن لا يقول أي شيء إلا عندما يكون مرتاحا. ... ويعلمنا أن حوار "الهدّاف" ترجم في صحيفة "ميرديان ماتش" كما أعلمنا مبولحي مساء أول أمس أن الحوار الذي أجريناه معه قد ترجم في جريدة "ميرديان ماتش" الجريدة الرياضية واسعة الانتشار في عدد أول أمس الاثنين، أين أخبره أصدقاؤه بذلك، مشيرا الى أن العديد من الصحف نقلت ما يكتب في "الهدّاف" وأن تلك الأصداء تصله بين الحين والآخر وهو على علم بكل ما صدر، مشيرا من جديد إلى أنه لا يطالع الصحف البلغارية. طلب منا أن نترجم ما يقوله الصحفيون البلغار وفي الوقت الذي كان يقوم فيه الصحفيون البلغار الحاضرون بطرح بعض الأسئلة على السفير، كان مساعده عثمان الحزاتي هو من يترجم (السفير موجود منذ سنتين فقط هنا)، ولما غادر الحزاتي للحظات طلب منا مبولحي أن نترجم نحن للسفير ما كانوا يقولونه، قبل أن يضيف ضاحكا: "أجلب معك المترجم الخاص بك ليفسر لك، أنت لم تتعلم شيئا ولم تستفد من إقامتك هنا". ---------------------------------- نمط صعب للحياة في بلغاريا، ومبولحي مضطر للبقاء إلى غاية مارس على الأقل إقامتنا مدة 6 أيام في بلغاريا جعلتنا نعرف الكثير عن هذا البلد الذي كانت تربطه علاقات تاريخية وإقتصادية بالجزائر لا سيما في وقت الإشتراكية قبل سقوط الإتحاد السوفياتي واختيار الجزائر توجها جديدا، حيث اكشتفنا أن الحياة هنا بسيطة فعلا وهادئة ولكنها صعبة في الوقت نفسه على البسطاء، ومن حيث المناخ أيضا حيث تثلج ما لا تقل عن 3 أشهر متواصلة بداية من نوفمبر، كما أنها خطيرة في بعض الأحيان لأن "المافيا" لا زالت تبسط سيطرتها على البلاد. بلغاريا ليست أفضل من بلادنا بلغاريا التي تعتبر من دول البلقان، لا تملك لا صناعة ولا ثروات طبيعية وتعيش فقط على الزراعة وبعض مداخيل السياحة (خاصة في منطقة فارنا على بعد 500 كلم من صوفيا)، وبالتالي لا تفوق الجزائر في شيء، حتى على المستوى العمران رغم أن بلادنا مرت بالعشرية السوداء. البلغاريون ليسوا أحسن منا سوى في تحضّرهم وهدوئهم حيث يملكون ثقافة أوروبية في التصرفات، وليس لهم أي فضول تجاه الأجانب، يقطعون الطرق من الأماكن المخصصة وأغلبهم يحترمون إشارات المرور عدا بعض الشبان الذين يقودون سياراتهم بطريقة فيها الكثير من الرعونة. مدن هاجرت بأكملها وعدد 8 ملايين ساكن رفض أن يرتفع يبلغ سكان بلغاريا 8 ملايين وهو العدد الذي رفض أن يتضاعف، رغم أننا في الجزائر نتقدم تدريجيا من 30 الى 40 مليون نسمة، حتى أننا لاحظنا ظاهرة وهي قلة الشباب مقارنة بكبار السن، لأن البلغاريين لا يتناسلون كثيرا، كما أن الكثير من الشبان مهاجرون خارج بلغاريا، حتى أننا سمعنا معلومة عن مدينة كان يبلغ عدد سكانها 80 ألف وهم الآن لا يفوقون 30 ألف بعد أن هرب أكثر من 65 من المائة من السكان بحثا عن العيش الكريم . لا شيء يوحي أنك في أوروبا ما عدا لون البشرة ولا يوحي شيء في صوفيا أنك في أوروبا فالشوارع عتيقة، ولا توجد بناءات عصرية كثيرة، حيث لم نحس ولا مرة بتواجدنا في بلد أوروبي، إلا عندما زرنا "كارفور" المركز التجاري أين شعرت أن هناك تقدما ولو أن هذا الإنجاز بناه الفرنسيون في إطار سلسلتهم الشهيرة، وما عدا لون البشرة لا تعتقد أنك في أوروبا، حتى أن صديقنا عصام المشهداني أكد لنا أن هناك الكثير من المناطق في العراق أجمل من صوفيا، وهو جوابنا أيضا بخصوص الجزائر. "اللادا" الروسية لا زالت تجوب شوارع صوفيا وكما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة، فإن العديد من السيارات العتيقة تجوب شوارع العاصمة، وقد تفاجأنا بتواجد "اللادا" الروسية (موديلات سنوات السبعينيات والثمانينيات) وهي سيارات تباع بأقل من 800 ليفة (حوالي 400 أورو)، ورغم ذلك تبقى أفضل من لا شيء لمجابهة غلاء أسعار سيارات الأجرة التي قلما تتعامل مع البلغاريين لأن أثمانها جهنمية ومشوار 5 دقائق يمكن أن يكلف حوالي 500 دينار بشكل عادي، فيما يعتبر "الميترو" وسيلة الجميع المفضّلة في غياب الحافلات. "المافيا" تعشّش في البلاد وزعماؤها يملكون قصور "الملكة إيلزابيث" معروف على بلغاريا أنها كانت تحت سيطرة "المافيا" التي تقوم بكل شيء، بيع وتهريب السلاح، المتاجرة في مختلف أنواع المخدرات، القتل بالأجرة، الإختطاف وغيرها، وهي "مافيا" لا زالت توجد في بلغاريا ويعيش زعماؤها فوق السحاب ويملكون سيارات لا تخطر على بال أحد ولا يعرف البلغاريون حتى أسمائها، فوق ذلك يملكون عدة قصور، في جبال "بويانا"، حيث بثت إحدى القنوات الخاصة روبورتاجا صور من "هيلكوبتر" على نمط الحياة الذي تعيشه هذه العصابات وذهل البلغاريون أنفسهم لما شاهدوا قصور "الملكة البريطانية اليزابيث" في بلادهم. زعماء "المافيا" معروفون بالأسماء، ومنهم حتى رؤساء فرق كرة القدم والأخطر من هذا وذاك أن مسؤولي "المافيا" لا يعيشون في الظل بل معروفون بالأسماء، ففي تقرير لصحيفة بلغارية عن رقم هاتف مشؤوم يموت كل من يملكه وقرّرت شركة الاتصالات توقيفه، أن أحد ضحاياه كان زعيم المافيا، كونستاتين ديميتروف، الذي أغتيل أثناء رحلة إلى هولندا لتفقد إمبراطوريته لتهريب المخدرات، ويبلغ حجم ثروته حسب التقرير 500 مليون جنيه إسترليني، وإضافة الى ذلك علمنا أن بعض مسؤولي فرق كرة القدم من "المافيا" خاصة تهريب السلاح، حيث حصلنا على أسماء رؤساء الفرق الذين يتاجرون في الممنوع. صعب على أي جزائري التعوّد والفرنسية لا يتكلّمها أحد صعب على أي جزائري لا يعرف بلغاريا أن يتعوّد عليها، فاللغة عائق كبير لأنهم يتكلمون بلغتهم الصعبة جدا، ولا يتقنون الإنجليزية جيدا، واللغة الثانية التي يحسنونها هي الروسية وبدرجة أقل الألمانية، ولما وجدنا فرنسيا أمام مقر السفارة الكورية خيّل لنا أنه قريب لنا وحتى هو فرح بنا لأنه لا يشاهد كل يوم من يتكلم بلغة "فولتير"، وهو ما يجعل من الإستحالة التخاطب مع الناس خاصة عامتهم في الشوارع، المطاعم، الفنادق وغيرها. كل مأكولاتهم بلحم الخنزير وحتى الشيكولاطة ب "الويسكي" ما يصعب أيضا من مهمة أي جزائري أو مسلم في إقامته هناك أن اللحم الحلال متوفر في أماكن معيّنة فقط (الأتراك والعرب خاصة العراقيين)، وما عدا ذلك كل شيء محرم لأن الذبح غير شرعي، وأغلب المأكولات تطبخ ب لحم الخنزير، حتى "البيتزا" توضع فوقها قطع "الكاشير" المصنع من لحم هذا الحيوان، كما أن الجبن فيه شبهات أيضا، وأكثر من ذلك فبعض "الشيكولاطة" تصنع بالمشروبات الكحولية خاصة "الويسكي" التي يوضع كحشو، ولو أننا اكتشفنا منذ البداية هنا أن الخمر يستهلك مثلما نستهلك نحن المشروبات الغازية. صور خليعة تثير الإشمئزاز في الصحف مفاجأتنا كانت كبيرة لما منحنا أحد الصحفيين البلغار جريدة "مريديان ماتش" لنقرأ المقال الذي كتبته عن "الهدّاف"، حيث تفاجأنا ببعض صور نساء عاريات في الصفحة الأخيرة، وظننا أنها صحيفة صفراء لكنها كانت للجريدة الرياضية نفسها. البلغاريون يعتبرون هذه الصور التي تثير الإشمئزاز ثقافة لأنه لا يوجد أي "طابو" عندهم، ولو أنه لا مجال للإستغراب بما أن الدعارة غير ممنوعة قانونا هنا. سائقو السيارات محتالون، ويأخذون "البقشيش" غصبا إقامتنا القصيرة سمحت لنا بإكتشاف احتيال سائقي سيارات الأجرة. فبعد أن رفع أحدهم سعر الوحدة على "الكونتور" 10 مرات عن السعر الحقيقي في المطار، قام آخر بالأمر نفسه معنا حيث رفعه 6 مرات قبل أن نغادر السيارة دون دفع شيء، كما يقوم بعضهم بلف أرجاء صوفيا بك لما يعرف أنك غريب وهو ما وقع لنا عندما أردنا زيارة السفارة الجزائرية في شارع "سلافينسكا" (لا تبعد عن مكان إقامتنا بأكثر من 500 م) لكننا دفعنا ما قيمته 600 دينار جزائري (؟)، كما أن هناك عادة غريبة في هؤلاء السائقين أنهم لا يعيدون لك سوى الأوراق ويحتفظون بما بقي من نقد (صرف)، وهي عادة يشبهون فيها المصريين ولو أنهم يأخذون ذلك وكأنهم أمر مسلّم به، لأنك ما دمت ركبت سيارة أجرة فمن الأكيد أنه "لاباس بيك" ولن تهتم لأمر الفكة. في الجزائر نعيش مجانا وفي نعمة وعلينا أن نشكر الله ورغم أن بلغاريا تستعد للتعامل ب "الشنڤن" بدخول العام الجديد، في انتظار "الأورو" فإنه من حقنا أن نسأل كيف ستصبح الأمور بعد ذلك في بلد الأجور فيه ضعيفة وأكثر من 60 من المائة منه يعيشون تحت خط الفقر، ولا مجال للمقارنة تماما بالجزائر في كل شيء، خاصة الإتصالات الهاتفية التي تعتبر مضاعفة 7 مرات مقارنة بما هو عندنا، دون أن نتحدث عن البنزين، الخبز وبقية ضروريات الحياة، حيث نعيش في نعمة وعلينا أن نحمد الله عليها كثيرا لأن 100 دينار جزائري "تقضي" في وقت أنه يأخذها سائق الأجرة دون رضاك لأنها لا شيء هنا، دون أن ننسى مجانية التعليم، العلاج، وأمور كثيرة. لو يزور مناصرو فرقنا بلغاريا لن يغنوا مجددا عن "أوروبا" ليست أوروبا كلها جنة مثلما يخيل البعض خاصة ما يسمى "الشرق المتوحش" (صربيا، رومانيا، مونتنيڤرو وغيرها) لأن سكان شرق أوروبا يعيشون الفقر ويبحثون هم أيضا عن النفاذ من واقعهم، وبالتأكيد فإنه لو يزور مناصرو فرقنا الجزائرية بلغاريا ويقفون على صعوبة نمط الحياة فيها سيتأكدون أنهم يعيشون في نعمة ولن يغنوا مجددا عن أوروبا في أهازيجهم. مبولحي مجبر على البقاء في بلغاريا الى غاية مارس على الأقل المشكلة العويصة أن مبولحي مضطر للبقاء إلى غاية شهر مارس القادم، وهو موعد بدء البطولة الروسية العام الجديد 2011-2012 لأنه أمضى هذا الموسم في فريقين إثنين (سلافيا وسيسكا) ولا يحق له اللعب في ناد ثالث إلا في روسيا التي يكون الموسم الجديد قد انطلق بها، وهو ما يعني أنه سيواصل إما في سلافيا أو سيسكا ويطيل البقاء في بطولة تأكدنا أنه لن يستفيد فيها من شيء. رئيس فريقه ارتكب في حقه كارثة ولعبه مباراة مع "سلافيا" يكلفه الكثير لم يكن يعلم مبولحي دون شك أن لعبه مباراة واحدة مع سلافيا في الموسم سيكلفه الكثير لأنه لو تفادى هذه ال 90 دقيقة لكان سيسكا أول فريق يلعب له وبعد نهاية إعارته في ديسمبر يمكنه اللعب في أي فريق، لكن اليوم وما عدا هذين الفريقين في أوروبا لا يحق له اللعب في بطولة أخرى إلا في روسيا التي تنطلق في موسمها الجديد متقدمة مقارنة بأوروبا (بسبب المناخ). وإذا افترضنا أنه سيلعب في روسيا، فإن هذه البطولة تختتم في جانفي 2012، وقتها سيبلغ من العمر 26 سنة ويكون قد ضيع 3 سنوات في "باطل" في وقت أن رئيس ناديه ستيفانوف يقول إنه سيحوله إلى ناد أوروبي كبير وعن قريب (؟!). ------------------------------ صحفي "الهدّاف" ضيفا على إذاعة "داريك" ويدافع على مبولحي حل صحفي "الهدّاف" ضيفا مساء أمس على "ردايو داريك" وهي أكبر إذاعة هنا في بلغاريا. وسنحت الفرصة للصحفية الشهيرة "راليتسا" لإجراء حوار مع صحفي "الهدّاف" حول أمور كثيرة تتعلق بالبطولة البلغارية ومدى الإهتمام بها في بلادنا، و بالأخص بتواجد مبولحي. ودافع صحفي "الهدّاف" عن مبولحي وأوضح أسباب تقليله من الظهور الإعلامي. وإن أكد صحفي "الهدّاف" أن مبولحي لم يصل بعد الى ما حققه اللاعب البلغاري "بيرباتوف" إلا أننا لم نذع سرار لما قلنا إنه يمتلك قاعدة شعبية واسعة في الجزائر لأنه يستحق ذلك بالنظر إلى ما يقدمه مع المنتخب. كما سألت الصحفية البلغارية مبعوث "الهدّاف" إلى صوفيا العديد من الأسئلة الأخرى. حظينا باستقبال مميّز و"الهدّاف" تملك سمعة طيبة في بلغاريا وقد حظينا بإستقبال مميّز في مقر الإذاعة من قبل الزملاء الإعلاميين، خاصة من الصحفي "تاباكوف سفيتزلوف" الذي قام بترجمة ما نقوله من الفرنسية إلى البلغارية (عاش في تونس)، بالإضافة إلى الكثير من الحاضرين الذين كان لهم إطلاع ومعرفة مسبقة بجريدتنا التي تمتلك سمعة طيبة هنا في بلغاريا. وسألنا بعضهم عن أسباب نجاح الجريدة ووصولها إلى تحقيق مبيعات قياسية. كما فاجأنا البعض لما أكدوا أنهم اعتقدوا أننا وفد من الإعلاميين بعد أن طالعوا كل تلك المادة في "الهدّاف" و "لوبيتور" وكذا الصور. صحفي الهدّاف:"نحن شعب مجنون بكرة القدم، نملك 1500 فريق و30 ألف لاعب" وفي سؤال للزميله "راليتسا" عن تهافت الشعب الجزائري على المنتخب الوطني وهو ما شاهدته بنفسها في سويسرا قبل كأس العالم على هامش تربص "الخضر"، رد صحفي "الهدّاف" بالقول:"نحن شعب مجنون بكرة القدم، نملك 7 أقسام ولسنا بعيدين عن الإيطاليين الذين يملكون 10 أقسام. نملك في الجزائر 1500 فريق وما لا يقل عن 30 ألف لاعب ممضي، الجماهير لا تغيب عن أغلب الملاعب، حتى أن هناك فرقا في القسم الثاني تلعب أمام 50 ألف مناصر، شعبنا مجنون ولم يتخل عن منتخبه حتى في أحلك الفترات من سنة 1990 وإلى غاية التعافي التدريجي قبل عامين". الكثير من الصحف البلغارية تترجم كل يوم ما نكتبه خلال زيارتنا التودعية لمقر السفارة يوم أمس، عثرنا على صحيفتين هناك كلاهما ترجمت عن "الهدّاف" أجزاء من الحوار الذي أجريناه مع مبولحي. كما أن الجريدة الشهيرة "سدمني سبورت" ترجمت أمس حوارنا مع "ستيفانوف" رئيس "سلافيا" وجاء عنوانه في الصفحة الأولى، وهو ما يثبت أن زيارتنا إلى بلغاريا حظيت بمتابعة واسعة من الإعلام هنا. "سدمني سبورت" تحول مغنية إلى مكة ارتكبت جريدة "سدمني سبورت" اليومية الرياضية خطأ كبيرا في ترجمتها حوارنا مع مبولحي. حيث أكد في حديثه إلينا أنه سيزور مدينة مغنية خلال شهر ديسمبر عندما تتوقف البطولة البلغارية، في وقت أن هذه الجريدة كتبت أنه سيكون في مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج، وهو خطأ كبير من هذه الجريدة، ولو أننا نتمنى فعلا أن يزور مبولحي مكةالمكرمة. --------------------------------------- بمناسبة مباراة سياسكا وضيفه رابيد فيينا مبولحي تحت مجهر "روبين كازان" يوم غد مثلما أكدناه في أعدادنا السابقة، فقد اتضح علنا اهتمام نادي "روبين كازان" بخدمات الحارس الدولي رايس مبولحي وهاب. حيث سيصل مبعوثان عن الفريق الروسي إلى العاصمة "صوفيا" من أجل معاينة الحارس الجزائري بمناسبة مباراة ناديه "سياسكا" أمام "رابيد فيينا" النمساوي مساء غد الخميس في إطار الجولة الثالثة من مباريات الدوري الأوروبي "أوروبا ليغ"، وهي مناسبة جيدة لإلقاء نظرة قريبة عن مستوى مبولحي الذي سمع عنه " روبين كازان" الكثير. فرصته لشد انتباه الروس والحصول على عقد جيد بعد الكلام الكثير الذي سمعه الروس عن تألق الحارس الجزائري سواء لما كان في "سلافيا" أو بانتقاله إلى "سياسكا"، سيستغل مسؤولو "روبين كازان" هذه الفرصة للقدوم ورؤية مبولحي عن قرب كما ذكرت تقارير بلغارية يوم أمس. وهي فرصة ثمينة أيضا بالنسبة لحارس "الخضر". حيث سيكون عليه التألق من جديد في هذه المنافسة الأوروبية من أجل شد انتباه بطل روسيا في آخر موسمين ومحاولة الحصول على عقد جيد للخروج نهائيا من جحيم البطولة البلغارية المتواضعة. أعين الأندية الأخرى حاضرة كالعادة وستعرف مدرجات ملعب "بلغارسكا أرميا" حضور عدة مناجرة ومراقبين تابعين لأندية أوروبية لمشاهدة مبولحي مرة أخرى، وهذا كما جرت عليه العادة خلال مباريات نادي "سياسكا صوفيا" في المسابقة الأوروبية. ولن يكون مبعوث نادي "روبين كازان" الروسي الوحيد في مباراة "رابيد فيينا" غدا الأربعاء، بل ستكون الأندية التركية والروسية أبرز من يحضر ممثلوها، إذ تبقى الأشد إصرارا على ضم الحارس الدولي الجزائري إلى صفوفها.